آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

الحوثيون ... أكفان الموت
بقلم/ عبد الملك المثيل
نشر منذ: 8 سنوات و 11 شهراً و 3 أيام
الجمعة 24 يوليو-تموز 2015 10:31 م
رُويَ أن رجلا كان يعمل ( قَبَّار ) يحفر القبور ويدفن الموتى ، ثم بعد أن ينصرف الناس من المقبرة ، يعود القبار ليلًا لينبش القبور ويخرج الأموات ،ثم يعيدهم لقبورهم بعد أن يسرق الأكفان . ضجّ الناس بعد أن علموا بما يقوم به ( القبّار ) من عمل شيطاني مشين ، بعد أن وجدوه يبيع أكفان الميتين المسروقة في الأسواق ، وقرروا دعوته للمحاسبة والعقاب . في الموعد المحدد حضر القبار والناس جميعًا ، وسمع من كلمات التأنيب القاسية الكثير ، وفيما الناس ينتظرون منه كلمات الإعتذار والتوبة ، فاجئهم بالقول : إهدؤوا ولا تغضبوا فسيأتي عليكم زمن تذكروني فيه بحال غيرحال اليوم . مرت الأيام ومات القبار ، فورث إبنه عمله في حفر القبور ودفن الموتى ، ليكتشف الناس بعد زمن ، أن القبار الجديد يقوم بعمل شيطاني أخبث من عمل أبيه ، إذ كان يحفر القبور ليسرق الأكفان ثم يقوم بجمع عظام المقبرة ، ويدخلها ( دُبُر ) الأموات ، تاركًا جثثهم في العراء !!! صاح النّاس وصرخوا وقالوا : كان أبوه أهون منه في عمله ، لكنهم في كلا الحالتين رضوا بالمنكر واكتفوا بالضجيج والصراخ دون القيام بأي حل جذري ينهي المشكلة . هذه القصة بما فيها من عبر تصور المشهد اليمني وتنقل صور أحداثه بإختصار شديد ، فالقوى السياسية ( التقليدية ) ظلت طوال عقود تسرق الشعب اليمني وتمارس الفساد والخراب في البلاد ، والشعب يضج ويشتكي ، ثم أتى الحوثيون ليقوموا بممارسة أبشع وأشنع ، ليكتفي الشعب أيضًا بالصراخ والعويل والشجب والإستنكار . الحوثيون كميليشيا مسلحة ، لا يفهمون سوى لغة الحرب والقتال ، بعيدون تماما عن معرفة السياسة وأقل القليل عن معنى الدولة ، إتخذوا من الدين شعارًا غلفوه بالموت في ( صرختهم ) المميتة قولا لأمريكا وإسرائيل وفعلًا لليمنيين ، لذلك تجاوزت ممارساتهم كل ما يتعلق بالسياسة والدولة والمدنية وحق الإنسان في الحياة بفكره ورغبته ، ولعل المتتبع لحركة ما يسموه ( أنصار الله ) بعمق ومعرفة ، يفهم جيدًا أن الموت فقط ولا سواه ، مَثّل الناتج الوحيد والبارز لهذه الحركة من تاريخ نشأتها حتى اليوم . الحوثيون كانوا أحد ( ألغام ) المخلوع علي صالح ، فهو صاحب حقوق الإنتاج والتوزيع لحركتهم ، ثم بعد ذلك التحالف معهم بغية إستخدامهم كجسر مميت يعيده لسلطته التي خسرها بعد ثورة ٢٠١١م ، وكثيرًا ما تحدثنا في مواقع التواصل الإجتماعي عن الميليشيا الحوثية ، مؤكدين أن أعمالها ناتج طبيعي لما تملكه وتجيده في الحياة ، بسبب جهلها الشديد وعدم معرفتها بمعان السياسة والإقتصاد والدولة وشراكة الآخر وتعدد الإتجاهات السياسية والأفكار الدينية داخل المجتمع الواحد . تاريخيًا ، لا أعتقد أن أي ميليشيا في مختلف دول العالم بمراحله التاريخية ، نجحت في بناء دولة نظام وقانون ، فالمعلوم أن تلك الميلشيات تكون ناتج لبيئة الفوضى والفساد وإنعدام القانون وتفشي الجهل والتخلف ، وهي العوامل التي أدت لظهور الحركة في عهد المخلوع علي صالح ، كما أنها أيضًا تقوم بنشر القتل والمزيد من الفوضى والخراب ، وهي الممارسات التي صارت العنوان الأبرز للحوثة وميلشياتهم ، إذ أنهم في الأساس يحتكمون لقانونهم الخاص المتمثل في البندقية والقوة ويكفرون بكل القوانين الأخرى ، فعقولهم وأبدانهم لا تستوعب في الحياة سوى ما نشؤوا وتعودوا عليه . لا يمكن لمن يرفع شعار الموت حتى لعدوه ، أن يكون عامل إستقرار حياة حتى لأهله ، وهذا بالنص حال أنصار الله الحوثيين ، الذين صاروا كما يقول واقعهم ( أكفان موت ) لأنفسهم أولًا ثم لباقي أفراد الشعب اليمني ، فمنذ حروبهم الستة مع نظام المخلوع علي صالح قُتل منهم الآلاف وقتلوا الآلاف أيضًا ، دون أن يتوقفوا ليوم عن قتل أنفسهم وغيرهم ، وزادوا على ذلك بخلق ثقافة الكراهية والحقد وتمزيق النسيج الإجتماعي والوطني في اليمن ، عبر تبنيهم الطائفية والمذهبية كمحرك أساس في صراعهم مع الآخرين . عندما نقول أن أنصار الله -كما يسمون أنفسهم - ( أكفان موت ) فذلك وصف حقيقي لحركتهم ، فبلغة الأرقام يمكن الإستدلال على إنجازاتهم الشيطانية ، التي مست الوطن اليمني بضر عظيم ، فكم عدد القتلى في صفوف هذه الميليشيا وكم قتلت ؟ وكم عدد المنازل التي فجرتها ؟ وكم عدد المساجد ودور القرآن التي نسفتها ؟ وكم عدد المؤسسات والمعسكرات التي نهبتها ؟ وكم عدد المهجرين والنازحين بسبب ممارسات القوة والبندقية وفرض الفكر والمذهب الطائفي على الآخرين ؟ ثم وهذا هو الأهم كم عدد القتلى والجرحى والبيوت التي تدمرت في حرب الميليشيا الأخيرة على اليمن ؟ حتى اليوم يصرخ أنصار الله بصرختهم المضحكة ( الموت لأمريكا وإسرائيل ) لكنهم أيضًا يصرخون بصرخة أخرى عنوانها ( لا نبالي ) أمام كل الأحداث الجسام التي صبّوْها صبًّا على الوطن اليمني ، ونعتقد أن القيادة الحوثية تَخْلُوْا تماما من المفكرين السياسيين وأصحاب المعرفة بواقع المجتمع اليمني ، خاصةً بعد رحيل جدبان وشرف الدين والمتوكل رحمهم الله جميعًا ، ويمكن إستشفاف جهل وتخبط الحوثيين من خلال خطابات زعيمهم عبدالملك الحوثي ، طويلة الوقت عديمة الفائدة ، إذ يتحدث لساعات وبكلام مكرر دون جملة سياسية واضحة ، يفهم منها المتلقي والمتابع ما يريد الرجل وحركته ، لكنه يحرص على الظهور بأسلوب وحركات السيد / حسن نصر الله ، دون أن يفهم الفارق الجغرافي والجوهري بين حزب الله الموجود في لبنان لقتال إسرائيل ، وبين حركته الموجودة في صعدة لقتال اليمنيين . لم يكتف الحوثيون بقتل اليمنيين وتفجير منازلهم ومساجدهم ومؤسساتهم ، فليت أن الأمر توقف عند هذا الحد ، لكنهم خلقوا فتنة مذهبية حارقة ندفع ويلاتها وسندفع زمنًا طويلًا ، عندما فجروا النسيج الإجتماعي اليمني بقنبلة ( الطائفية ) ومدوا أياديهم لإيران التي تخلت عنهم في أول إختبار حقيقي ، وعملهم هذا دليل على إفلاس عميق أوضح جهلهم بالتاريخ والحاضر وإستهتارهم بالمستقبل ، ولو لم يكن كذلك لما أدخلوا البلاد في محنة عظيمة عبر تهديد أمن وإستقرار الجزيرة ، من خلال فكرهم المرفوض أولًا ، ثم بتصرفاتهم الحمقاء الواردة في تهديدات زعيمهم للسعودية ، ومناورات ميليشياته على الحدود ، معتقدين بيقين أن ( جيش الكبسة ) كما وصفوه مجرد لواء عسكري في عمران سينسحب أمامهم بتوجيهات حليفهم المخلوع علي صالح ، ليكتشفوا بعد ذلك أن مغامراتهم الطائشة المكسوة بالحماقة والغباء أوردتهم ووطنهم موارد القصف والحصار . أكفان الموت الحوثية تملأ البلاد عرضًا وطولًا ، والقادم أسوأ على ما يبدوا ، فزعيمهم في آخر خطاب له دعى للتجنيد ودعم المجهود الحربي ، وفريقه المراهق سياسيًا عاد بخفي ( ذكرى العراسي ) من جنيف ، بعد أن أفشل الرغبات في إخراج البلاد من دوامة الإقتتال ، والواضح أن الغرور المبني على الجهل يدفع بالحوثيين نحو إستمرار مغامراتهم التي إنهار بسببها الوطن اليمني ، يقودهم لذلك وهم إنتصارهم المصنوع ( دوليًا ) عند مرورهم من دماج ووصولهم لأبواب عدن في زمن قياسي ، بعد حصار الحكومة والرئيس ، ليسقطوا حسب إعتقادي في ( فخ مخابراتي ) من الطراز الرفيع دون أن يشعروا بذلك . لقد تم إستخدام الحوثيين للقضاء على السلفيين وتحجيم دور الإصلاح ، برغبة إقليمية دولية واضحة ، لذلك تم تشجيع المخلوع على التحالف معهم ، وسمح له العالم بمدهم بالسلاح والعتاد ، ثم بعد نضوج الفخ ، أتى قرار تدمير أسلحة الحوثيين والمخلوع بإجماع إقليمي دولي ، دون أن ينتبه الحوثة وحليفهم حتى اليوم بوقوعهم في فخ لعبة مخابرات ، ساهمت على ما يبدوا في تهريب عبدربه منصور بعد حصاره ، ليكون الحوثة ( أكفان موت ) ليس على مستوى الداخل فحسب ، لحظة إستخدامهم من قبل المخلوع كواجهة تعيده للسلطة بتهديد أمن الخليج ، لعل الخليجيون يمدون أياديهم له ليتخلص من الحوثيين ، بل صاروا أيضًا ( أكفان موت ) لدول إستخدمتهم دون أن يشعروا لتحقيق أهدافها الخفية في البلاد . مجددًا أستدعي لغة الأرقام لأضعها بين يدي الحوثيين قبل غيرهم ، فكم مدرسة شيّدوا وكم مبنى أقاموا ، وكم أسرة أعالوا ، وكم مريض وجريح عالجوا ؟ والأهم من ذلك هل كانوا عامل إستقرار وأمن في البلاد أم لا ؟ إجمالي الأرقام يقود لصفر على الشمال ، مؤكدًا أن الإنتاج الإيجابي للحوثة معدوم ، لكنه في جانبه السلبي مرتفع جدًا لدرجة تجاوزه الخط الأحمر بكثير ، ولعلي هنا سأختم مقالي بالتأكيد على موت الأمل في أي تطور عقلي وإنساني وسياسي لدى ( أكفان الموت ) ، وإيماني العميق بأنهم كارثة أصابتنا بسوء أعمالنا ، وما إستخدامهم الأطفال في حروبهم العبثية ضد ما يسموه داعش والقاعدة ( الشعب اليمني ) لدليل دامغ على أنهم أداة قتل للحاضر والمستقبل ، مهما تفننوا في تزيين صورة حركتهم المصبوغة بالدماء والقائمة على إزهاق الأرواح .
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مجدي محروس
الولاية وتوالي اللعنات الحوثية
مجدي محروس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد بن عيضة شبيبة
عبدالملك الحوثي يختطف طائرات الحجاج
محمد بن عيضة شبيبة
كتابات
هادي أحمد هيجالمشهد اليمني
هادي أحمد هيج
هادي أحمد هيجلو كنت حاكما خليجيا
هادي أحمد هيج
الجنوب العربي مصطلح سياسي مقصود به اليمن الطبيعية وليس دولة
د. عبده سعيد مغلس
مشاهدة المزيد