آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

الرئيس يخسر آخر رجالة ويبقى وحيدا في المواجهة
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 26 يوماً
الإثنين 31 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:04 ص

لا أبالغ أن قلت أن أكثر الخاسرين والمفجوعين برحيل الشيخ عبد الله بن حسين ألأحمر هو الرئيس على عبد الله صالح , فثلاثة عقود مرت من حكم الرئيس كان الشيخ الأحمر حاضرا في كل مشاهدها بقوة , وفي معظم الأحيان كان الشيخ هو الحاسم الحقيقي والداعم الرئيسي في معظم المعضلات التي واجهت الرئيس علي عبد الله صالح طيلة العقود الماضية كان أخرها الموقف الذي أزعج الحزب الذي ينتمي إلية ويرأسه الأحمر وهو التجمع اليمني للإصلاح وذالك من موقفه من ألانتخابات الرئاسية التي خالف فيها إجماع الإصلاح ووقف في صف آخر إلى جوار حليفة التاريخي على عبد الله صالح .

الشيخ عبد الله الأحمر كان نعم الحليف والمستشار للرئيس ,ولقد مثلا معا وسويا ثنائي ناجح خلال العقدين الأولين من علاقتهما , لكن تلك العلاقة تذبذبت شيئا ما في العقد الأخير خاصة عقد التسعينات , لكن كل طرف عمل جاهدا على الحفاظ على الآخر.

الرئيس لم ينس جميل الأحمر طيلة السنوات الماضية فوقف بجواره ومنح الرجل وبدعمه منصب رئاسة مجلس الشعب ثم رئاسة مجلس النواب الذي ظل حكرا علية حتى وفاته .

عبد الله ألأحمر ذلل للرئيس العديد من الصعوبات في تاريخ حكمة خاصة ما يخص القبيلة التي عمل الشيخ جاهدا على ترويضها مدنينا , واستطاع الرئيس وبمساعدة الشيخ الأحمر أن يحصل على ولاء القبائل وبالتحديد بعد إنشاء وتأسيس " شئون القبائل " التي اهتمت بوضع مخصصات مالية لكافة مشائخ اليمن , كانت كفيلا بتوجيه ولاء القبيلة تدريجيا نحو الرئيس علي عبد الله صالح .

العقد الأخير مثل بزوغا واضحا لأنجال الشيخ عبد الله الذين توزعوا في العديد من الأدوار السياسية والقبلية في اليمن .

لكن مهادنة الشيخ " الرحل " الذي عرف بها مع الرئيس , انعدمت في بعض أنجاله خاصة حميد الأحمر وأخيرا حسين الذين برزا كخصمين لدودين للرئيس في كثير من ساحات الصراع السياسي , لولا تدخلات الشيخ المرحوم في كثير من الأحيان وعمل على كبح تلك المصادمات التي ظهرت وبقوة في أكثر من موطن سياسي .

قادم ألأيام يوحي بصراع قوي بين أقوى أسرتين في اليمن وهما أسرة بيت ألأحمر التي تحضي بدعم قبلي وحزبي كبير وأسرة الرئيس شخصيا الذي لا يعتمد على نفوذ سوى على نفوذ الدولة ومؤسساتها.

تصريحات كل من حميد ألأحمر وحسين ألأحمر في الخمسة ألأشهر الأخيرة تكفي لمعرفة عمق ألاختلاف الفكري بين الطرفين في أدرة شئون الدولة , واستعداد أنجال بيت الأحمر إلى مواجهات صريحة مع الدولة أو مع الرئيس بالتحديد .

غياب الشيخ الأحمر يعتبر في نظر الكثير من المراقبين هو " أخر رجال اليمن الحكماء " وآخر رجال الرئيس الأقوياء وبرحيله فقد خسر الرئيس ساعدا وعونا لن تعوضه الأيام مهما كانت البدائل .

ولاء القبيلة وشرائها ومحاوله الرئيس طيلة الثلاثة العقود الماضية في السيطرة عليها , لن يجدي نفعا في ظل نشؤ متغيرات تم استحداثها ضد الرئيس شخصيا من قبل أطراف من بيت الأحمر , وتجربة مجلس التضامن الوطني الذي يرأسه حسين ألأحمر نموذج يكشف كيف تصنع ولاءات القبلية في القرن الحادي والعشرين .

الرئيس صالح لدية الكثير من الخصوم " سياسيا وقبليا " ولا يستبعد أن تستغل هذه النقاط في محاصرة الرئيس , داخليا كما يحاصر حاليا عبر عدد من قضايا الوطن التي يثيرها المشترك أو المتقاعدون .

رحيل الشيخ عبد الله عن الحياة السياسية والقبلية يمثل إزاحة العائق الأوحد أمام أنجاله الذين لهم طريقتهم الخاصة في تعاملهم مع الرئيس والتي تعتمد على المواجه ونقل الصراعات علنا بخلاف أبيهم الذي كان يرفض إي مواجه مع الرئيس .

الأمل الوحيد الذي يمكن أن يعلق الرئيس آماله علية هو الشيخ صادق بن عبد الله شيخ مشائخ حاشد الحالي , حيث لوحظ اصطحاب الرئيس له في الفترة الماضية في أكثر من مناسبة كان أخرها في زيارته لوالدة في أحد مستشفيات بريطانيا .

وعلى كل لن يستطيع الرئيس أن يضحي بعلاقته مع أسرة بيت ألأحمر بل سيعمد جاهدا في بناء علاقات جديدة تمكنه من إحداث توازن في العلاقات المستقبلية وسيكون صادق الأحمر هو الجسر الوحيد الذي يمكن أن يمر علية الرئيس لإحداث فترة هدوء نسبي أو بناء علاقات مستقبلية حتى يتمكن من تأقلمه تدريجيا بعد رحيل رفيق الدرب واليد اليمني له طيلة ثلاثة عقود .