آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

الكراهية للرئيس
بقلم/ جلال الشرعبي
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 7 أيام
الأربعاء 19 سبتمبر-أيلول 2007 12:04 م

مأرب برس - خاص

تنامي الكراهية للرئيس علي عبدالله صالح يبدو الملمح الابرز الآن لرجل ينهي العام الأخير من عقده الثالث في الحكم بانتظار كراهية واسعة. ومنذ جلوسه على كرسي الحكم في العام 1978 حتى اللحظة اعتاد الرئيس أن يبقي جميع ملفات الأزمات السياسية مفتوحة، في الوقت الذي ظل يستخدم الثورة والجمهورية والوحدة والإمامة وغيرها من المسميات كواقٍ ضد الحرية وسماع أصوات الناس عند اشتعال الأزمات السياسية.

يقرأ منظرو الرئيس الأمر كميزة لتسامحه ومكرماته، فيما يبدو الأمر مختلفاً: حين تبرز الأزمات وتغيب روح الحجة يتم استدعاء أجندة الاحداث الوطنية: الثورة، والوحدة، كمحاربين قديمين، ويغدو الخطاب الحماسي أن الآخر إمامي ضد الثورة وانفصالي ضد الوحدة.

والحاصل أن الرئيس يخرج من باب الماضي ليسير هرولة تجاه النافذة ليلقي منها ما يعده معالجات. لذا يرتجل فجأة نافخاً مليار دولار لدعم الشباب وآخر لحل مشكلة الكهرباء...

إن الأمر يعني برمته دهساً للإدارة وتغييباً سافراً للمؤسسات، ليظهر الرجل الفرد في لحظة نشوة، والنتيجة تصبح فلماً مرعباً:لم يكن الأمر اكثر من كلام للإستهلاك أمام ميكرفونات الإنجاز.

يعتمد الرئيس علي عبدالله صالح علىَ جيل كهل بالأساس ويستخدم بعضاً من جيل الشباب باعتبارهم جزءاً من مخرجات الجيل القديم، لذا تراه لسنوات يقدم العطايا لنافذين ويوكل لهم مهمة تحمل مسؤولياتهم العرفية لإخضاع الرعايا واستمرار الولاء في جغرافيا نفوذهم.

ليست الأبوية وحدها التي تجعل الرئيس يستدعي كرادلته القدماء، إذ تبقىَ حساباته أن ساحة المعسكرات مكان أريحي للحوار والنقاش (!) مع خصومه وفي الغالب مع عامة اليمنيين.

لقد كرس الرئيس بل ووهب نفسه لبناء مؤسسة عسكرية تدين له بالولاء. وبما يشبه الطوق فرض الحصار المعرفي ضد الجنود والعسكريين وسخر إمكانات الإعلام الرسمي لشحذ هممِّ المقاتلين ضد مواطنين يمنيين يعيشون خارج هذه الاسوار، حتى أصبحت خطبة الجمعة خاصة بالجيش في المعسكرات وأئمة المساجد والخطباء تم اختيارهم بعناية لاداء المهمة.

لكن الرئيس، الذي يرى في المؤسسة الأمنية دفاعات لاستمرار حكمه وتنفيذ سيناريو التوريث في المستقبل، لم يدر في خلده أن جيشاً برانياً من المدنيين يتدافع في الواقع بسبب غياب العدل والمساواة، واحتكار الوظيفة العامة واستشراء الفساد، وقد بات من الصعوبة إيقاف حركة مطالباته الحقوقية بالجيش. والراجح أن انشغال الرئيس بالأولويات الخاصة (بناء الجيش، ترتيب وضع العائلة والمقربين) قد جعله يظهر كخصم للمجتمع المدني: أحال الدكتور الجامعي من باحث علمي واكاديمي لصناعة الأجيال إلى هتيف بمنجزاته وسيرته المتفردة.

إن قرابة 30 عاماً من حكم الرئيس فقست تيارات واجنحة وحتى امراء حرب. وكان من الطبيعي أن تصبح هذه الأنياب والزوائد على مدى السنوات تملك المال والقوة في ظل حكم غير مؤسسي لتبتزه أحياناً وتهدد بقاءه أحايين أخرى.

وقد يبدو من المناسب قياس الأمر كيف أصبح يتعذر على الرئيس تغيير بعض مسؤوليه وكيف يرى بعض رموز قبيلته أنفسهم أباطرة وفتوات يبدون الحلم من التعامل معه؟

ربما يكون الرئيس -وهذا الراجح- قد أخطأ الحساب في جمع القبيلة والدولة وراح بيد يكسب الولاءات على انفراد من جانب، فيما راح باليد الأخرى يؤلب الفُرقة ويساند المواجهات حتى يبقى الأقوى.

وربما أيضاً أن هذا الحساب طال سيناريوهاته، فكان مع الزمن يخلق له العداوات وقد يكون في هذا الجانب شديد الشبه بالجنرال محمد سياد بري.

وفي الغالب فإن هذه الحسابات نتائجها كارثية.

إن الوهن يصيب جسد الدول المرتخيه إدارياً فجأة، وحينما تتهاوى الأطراف، تبقى النتائج النهائية مسألة وقت لا اكثر.

وقد بدأ الغضب يتسلل الى الشارع العام في المحافظات الجنوبية والشرقية، وأطل داعي القبيلة بقرونه يهتف في الشمال وتقزم ثقل الدولة- دون أن يبح صوتها- على الأرض.

وحتى بالقياسات الديمقراطية فإن ارتفاع أصوات داخل الحزب الحاكم ضد الرئيس يأتي في سياق العدوى الخلاقة.

الأمر يعني أن ترتيب بيت الحكم ليس بالأمر السهل الذي ربما كان يعتقده الرئيس، وان تقسيم الثروة أيضاً قد انبجس فجره الآن.

وفي صعدة حيث الحرب التي حصدت آلاف اليمنيين كان الخيار العسكري لا بديل له أمام الرئيس. وبعد ثلاث سنوات ومع اشتداد الخناق الآن بسبب الأحداث والإحتقانات الشعبية خصوصاً في المحافظات الجنوبية، أستدعى الرئيس لياقته وكياسته واصبح اكثر من ذي قبل يدعو الى ضبط النفس.

إن التحديات المحدقة بسمعة وانهيار مكانة الرئيس عديدة، تبدأ بالفساد ولا تنتهي بارتفاع الأسعار، تمتد من مطالب حقوقية من عدن والضالع الى اخرى في تعز وصعدة وغيرها من المحافظات.

من تحويل اليمن الى ضيعة خاصة إلى التحرش بالديمقراطية كأداة لإستمرار الحكم وليس أداة للتغيير.. من التعامل مع المستثمرين بعقلية الفيد إلى إحالة البنك المركزي الى حقيبة خاصة.

من تحديات مواجهات قادمة مع «القاعدة» إلى انكشاف علاقة غير واضحة في شراكة.

إن تنامي الكراهية ضد الرئيس يزداد يوماً بعد آخر, والمخاوف تبدو من الغد الذي لا تسر مقدماته.

وقد صار لازماً على الرئيس أن يكرر سؤال الغرب بعد أحداث سبتمبر: لماذا يكرهوننا؟

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مجدي محروس
الولاية وتوالي اللعنات الحوثية
مجدي محروس
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد بن عيضة شبيبة
عبدالملك الحوثي يختطف طائرات الحجاج
محمد بن عيضة شبيبة
كتابات
عبد الملك المثيلالطريق إلى الحرب
عبد الملك المثيل
كاتب صحفي/خالد سلمانرحماك...يا مكسر الأحزاب
كاتب صحفي/خالد سلمان
مشاهدة المزيد