آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

الأمية والخرافات في اليمن
بقلم/ علي سالم
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 13 يوماً
الخميس 13 سبتمبر-أيلول 2007 03:11 م

قطيعة العرب مع إرث الخوارزمي، من ناحية الاهتمام بالرياضيات والعلوم، تظهر جلية في دول عربية معينة، مثل اليمن، حيث تعليم المواد العلمية وتحصيلها، يُعتبران الشغل الشاغل للطلبة والإدارة التعليمية وأولياء الأمور.

حصول الأخوين منصور ومصلح الوعل على معدل تراوح ما بين 88 و95 علامة على مئة في المواد العلمية في امتحانات الثانوية العامة، السنة الدراســـية الماضية، كان استثناءً في هذا البلد الذي لا يزال من بين الدول الأقل تجاوباً وتفاعلاً مع العلوم البحتة.

فطبقاً لدراسة دولية أجريت عام 2002، حصل التلامذة اليمنيون الذين شملتهم عيّنة المسح لتقويم مدى تحصيل الرياضيات والعلوم، «تي أي أم أس أس»، على 278 درجة في الرياضيات و250 في العلوم، والعلامتان أقل من المستوى الأدنى الذي تحدده الدراسة بـ400 درجة.

وبحسب عمّار الوعل، وهو رب الأسرة، عُرف الشقيقان منذ بدء تجربتهما مع المدرسة، بالانكباب على المذاكرة إلى درجة أن أحدهما ينام عند السادسة مساء وينهض عند الثانية فجراً لاستئناف مذاكرته. ويرشح من حــــديث الوعل وجود نزوع ذاتي لاجتراح التـــفوق، ما يدل الى أن تأثير المعلم والكتاب يأتي تالياً. ومثل هذا السلوك ينتشر أيضاً بين الطالبات، على ما يلاحظ عبدالجليل عبدالوهاب، مدرس الرياضيات في مدرسة «بلقــــيس للبنات». وهو يعتقد أن حرص الإناث على التفوق، مرده ميل عام لديهن إلى الانعزال، وتالياً الفراغ واضطرارهن إلى سدّه بأي وسيلة متاحة لهن، نتيـــجة نزوع المجـــتمع اليمني عموماً إلى

ويُرجّح أن وجود عدد قليل من الأسر اليمنية التي تبدي اهتماماً بمستوى تحصيل الأبناء، مرده إلى شيوع الأمية، لا سيما بين أولياء الأمور، وتأثيرها السلبي يكون أشد عندما يبلغ الطالب مرحلة الشهادتين الإعدادية والثانوية. وكل ما يمكن أن توفّره الأسرة، في حال تقصيره، هو مدرس خصوصي أو تكليف أحد أفرادها مساعدة أشقائه، أو الاستعانة بابنة الجيران المتفوّقة، أو ابن الخال المجتهد.

ويرى عبدالجليل أن منهج الرياضيات، ربما كان مستواه في دول عربية أخرى، مثل مصر، أدنى مما هو في اليمن، مثل مصر، إلا أن تدني مستوى تحصيلها بين الطلاب اليمنيين، على حد قوله، يرجع إلى ضعف التأسيس في المراحل السابقة، ويلفت إلى افتقار المنظومة التعليمية للتقويم الدوري لمستوى تحصيل التلاميذ، فضلا عن غياب «المعايير الواقعية» للنجاح. فالمعايير المفروضة لا تراعي تماماً الواقع التربوي ومستوى ثقافة العلوم في البلد.

ويعتقد مشـــتاق السامعي، الذي لم تزد نسبة درجاته في الرياضيات والمواد العلمية في امتحان الثانوية، السنة الماضية على 62 في المئة، أن «تكثيف المنهج» كان السبب وراء تقصيره.

وأما غمدان وغسان، الطالبان في المدرسة الاميركية في صنعاء، التي توصف هيئتها التدريسية بالنموذجية، فيثنيان على حجّة مــشتاق، ويزيدان عليها أسلوب المدرّس وطريقة طرحه أســـئلة الامتحانات، سبباً لعدم حصولهما على معدل جيد في الشهادة الثانوية.

بيد أن نور الدين عقيل، وهو من المشاركين في صوغ المناهج، يقول إن منهج العلوم في اليمن يُعتبر الأحدث، قياساً الى مناهجها في بلدان أخرى، ولكنه يرى أن لا فائدة منه طالما بقي مفتقراً إلى الوسائل المصاحبة، مثل المعمل (الورشة التطبيقية)، ووسائل تدريس أخرى، فضلاً عن المعلّمين الذين لم يعتادوا عليه بعد، بحسب عقيل، إضافة إلى اكتظاظ الفصول (قاعات الدرس)... وكلها تحدّ من «التعاطي المثمر» مع المنهج الجديد.

وهو يشدد على أهمية توفير الوسائل المصاحبة، لأن المعلومات وطرق تفعيلها انتُزعت من المنهج الجديد، وأدخِلت على الوسائل المصاحبة.

والواضح أن أزمة تعليم المواد العلمية في اليمن، تتغذى من كون «التجريبية»، كثقافة وطريقة تفكير، لا تزال اقل حضوراً في الفلسفة التربوية، مقارنة بتفشّي أنماط التفكير الخرافي.

 عن الحياة

 عن الحياة

 عن الحياة