آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

المرأة العدنية كالعنقاء من بين كل هذا الخراب‎
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 19 يوماً
الثلاثاء 07 ديسمبر-كانون الأول 2010 06:26 م

المرأة التي شاهدناها في فعاليات خليجي 20 في وسط الجمهور والتي أبهرت الجميع بحضورها ونشاطها وحماسها هي بالتأكيد المرأة العدنية صاحبت الإرث والثقافة والوعي المختلف عن باقي نساء اليمن، بل عن باقي النساء العربيات من محيطه إلى خليجه، وهي كانت العلامة الفارقة والجميلة بالنسبة لنا نحن اليمنيون ونحن نشاهد أسوء حفل افتتاح ممكن أن يمر على تاريخ البطولات الكروية وأسوء نتيجة كروية يتعرض لها المنتخب الكروي الذي يفعل ويقوم بكل شيء في الملعب إلا ممارسة كرة القدم.

عجيب أمر المرأة العدنية، عجيب جدا، وخاصة أن حضورها المكثف هذا يدل على مرحلة متقدمة من الوعي الحضاري الذي يحتاج إلى تأسيس فكري وثقافي مستمر وطويل وعلى مستوى عالي من التنوير، وهذا ولا شك شيء غير موجود في عصر الوحدة ولا حتى في عصر الرئيس الصالح.

أعرف كما يعرف الجميع أن هذه المرأة هي الجيل الثاني من جيل الوحدة الذي تضررت قانونيا واجتماعيا جراء هيمنة تيار رجعي على مقاليد الحكم و بعد التشويه المستمر والدائم للدستور اليمني تحت سطوة المنتصرين من رجال الدين والقبيلة، هذا التشويه حدث بعد أن كانت المرأة العدنية تتمتع بأفضل قانون أحوال شخصي والذي كفل لها حريتها وصان حقوقها وساواها بشقها الآخر ،فكانت القاضية والمحامية والمهندسة والفنانة وهذه الأشياء كانت قد وضعت ونفذت على أيادي النظام القائم آنذاك والممثل بالحزب الاشتراكي اليمني حين كان حزبا تقدميا واضح الملامح والإيديولوجية وليس كما الحزب الحالي المترهل والسطحي سواء على مستواه الكلي " الجمعي " أو على المستوى الفردي من أعلى قيادة لديه حتى أصغر كادر.

إذا المرأة العدنية انتصرت لنفسها بعد أن خذلها الجميع وتخلى عنها، حتى بعد سطوة الفكر السلفي بكل أدواته وتمكنه وبعد أن جعل المرأة هدف من ضمن أهدافه العظيمة فظل يلاحقها في الأسواق والمنابر وفي صفوف المدارس وظل يهينها تارة بأنها ضلع أعوج وتارة بأنها ناقصة عقل ودين ومرة أخرى بأنها تتساوى مع الشيطان والكلب الأسود في قطع صلاة ( الرجل )ومحاولات تليها محاولات في قمع إرادتها وتغطيتها بالسواد ولا شيء غير السواد ومنع الهواء والأوكسجين والضحك عن ثغرها لأن صوتها وجسمها وعينيها عورة وفتنة، وبعد أن تم تمهيد الأرضية الذكورية باسم الدين جاءت الدولة ممثلة بالوعي القبلي الذي يتفق بالمطلق مع حليفه الديني المسيس نحو المرأة ليؤسس وعي اشد قسوة وذلك بمنعها من الإرث واحتقارها ككائن بشري أقل مستوى من الإنسان العادي، وكل هذا في ظل ضعف شديد للمنظمات النسوية العاملة في البلاد وتهميش النساء الفاعلات مما أنتج حالة مخيفة من طبقة نسائية تجدها من أكثر أعداء المرأة لحقوق المرأة ومحاربتها ووصفها بشتى الأوصاف واستخدام أقسى العبارات لكل من ينادي بالحقوق الطبيعية للمرأة كحقها مثلا في اختيار نوع الحجاب المغاير للون الأسود!

كل هذا جاء مدعما برغبة واضحة لتأسيس هذا الوعي الذكوري كنمط ديني وأخلاقي واجتماعي فتغلغل في المدارس وفي المنازل وعلى شاشات التلفاز، وصار من يقترب من حقوق المرأة هدف مشروع ومباح لنيل اقسي أنواع الاتهامات بدء من تهمة الدعوة للدعارة وانتهاء بمحاولات نشر الإلحاد وتفكيك الإسلام، وهي ولا شك اتهامات متطرفة قد تعمي إي إنسان من البحث أو محاولة استيعاب الدعاوى النسوية السليمة، حتى وصلنا إلى نتيجة أن يخرج لنا رجال ينادون مجاهرة وبلا خجل بمضاجعة الرضيعة والصبية والطفلة والمناداة بأن هذا حق من حقوق الرجل الذي شرعه الإسلام وأن مسألة تحديد سن الزواج للفتاة هو اتهام للنبي وللرسالة السماوية وطعن بتشريع الله ! وهم طبقة قد أرتفع صوتها وهيمنت على الساحة الدينية والسياسية بعد أن توارت الأحزاب التقدمية خلفها مفضلة مصالحها الذاتية على المصالح الأهم والأكبر للوطن والمواطنين، متناسين أن السماح بنشر هذه الدعاوى المتطرفة ضد المرأة  تعني بناء سدود ضد تواجدهم كأحزاب سياسية تقدمية على أرض الواقع بل ومحاربتهم من المجتمع تلقائيا، أنهم وبكل سهولة _ إي الأحزاب القومية والاشتراكية _ يدقون المسامير في نعوشهم بغباء قل نظيره .

استيأس الكثيرون من المثقفين المستقلين في اليمن بعد أن خسروا مواقعهم وأحلامهم بيمن أكثر جمالا وحبا للحياة، فجاءت المرأة العدنية كالعنقاء من بين كل هذا الخراب لتعلن عن وجودها وعن رفضها بأن تقتل وهي على قيد الحياة وتعلن عشقها للفرح والحياة وأنها ورغم ما يحدث حولنا مازالت تقاوم قدر استطاعتها وقوتها وإمكانيتها، فسلام عليها وعلى حضورها الذي أبهج الكثيرون وغير ولو شيء يسير من نمطية الصورة المأخوذة عن اليمن كبلد متخلف يحتقر المدنية والمرأة بكل اشكالها.