حان وقت الإعتراف والإعتذار
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 29 يوماً
الجمعة 19 يونيو-حزيران 2009 07:22 م

مؤخرا وفي احد أعدادها -افتتاحية صحيفة الثورة (الرسمية) اتهمت صحف أحزاب اللقاء المشترك بمعارضتها للوطن ومساندتها لمن سمتهم بالانفصاليين وطالبت أحزاب المعارضة بالمراجعة كل ذلك لان المشترك اصدر بيان استنكر فيه قتل الأبرياء في العند. ووفقاً لمنطق الحزب الحاكم من يقول كفى سلبا ونهبا وقتلا.. كفى تدميرا للوطن ولاقتصاده,ومن يطالب بإعادة الحقوق لأصحابها هو يعارض الوطن وليس سياسات الحزب الحاكم "منطق مؤتمري غريب"! معارضة الحزب الحاكم لايعني معارضة الوطن ووحدته لان المؤتمر ليس الوطن وليس من مهمتنا تجميل القبيح بل كشف هذا القبح وفضح الفساد والفاسدين, وتحديد موقفنا منه , ويكفي إعلامكم أن يقوم بالدور الذي تريدون منا القيام به وهو تزييف الحقائق وتصوير الوضع عكس ماهو عليه في حين أن الواقع يكذبكم- والأخطار هي في محاولة تغطية الأحداث والمشاكل بغربال إعلامكم وعدم معالجتها ,وليس في كشفها وان كان من خطر حقيقي يهدد هذا الوطن فهو استمرار المؤتمر في الحكم.

ونؤكد : رغم كثرة الوعود "الكاذبة" التي يصدرها المؤتمر الشعبي العام الحاكم وتصريحات المسئولين ومغالطات صحفه ومواقعه ومحاولة استغفال المواطن البسيط وتحميل أحزاب اللقاء المشترك تبعات حروبه وصراعاته وفشل سياساته وتدميره للوطن!"الا أن الحقيقة التي لم يعد المواطن بغافل عنها هي أن الوطن يغرق وينحدر نحو الهاوية والتلميع والتزييف في المواقع والصحف المؤتمرية ومن دار في فلكها لايغير شيء من الواقع ولن يستطيع تزييف الحقيقة!

والحزب الحاكم باتهاماته تلك أراد أن يبرئ نفسه من مسؤولية ما حدث ويحدث في البلد, وتوجيه الاتهام للمعارضة ومحاولة إقحامها في أزمات هي في الأساس صنيعة مؤتمرية وماركاتها مسجلة باسم المؤتمر الشعبي- وجعل المشترك جزء من المشكلة رغم علمه انه ليس جزء من تلك المشاكل ولا علاقة له بها وبمن يفتعلها غيرأن واجبه وشعوره بالمسؤولية الوطنية فرضا عليه البحث عن حلول لتلك الأزمات المؤتمرية وسعى جاهدا وبكل ما استطاع لحلها والسلطة عملت وبكل ما استطاعت على أن تجهض أي مشاريع ومبادرات لحلها فقط لان المشترك هو صاحب المبادرة وتعاملت معه وكأنه "عدو" فعلى الشعب إذاً الانشغال بالأزمات وينتظر الحلول ولا يفكر بتغيير, ذهب من ذهب واتى من أتى! فقط يفكر بلقمة عيشه وتعليم وصحة أبناءه إن وجدهما! 

المواطن الذي عانى لسنوات طويلة من القهر والجوع والإذلال يعلم من السبب في معاناته تلك ومن استولى على حقه ولا يحتاج لافتتاحية الثورة لتخدعه! والمضحك اتهام أحزاب اللقاء المشترك بتشجيع متمردين على الدستور والقانون وكأن الصحيفة لاتعلم من هو المتمرد على الدستور والقانون والمتنصل من اتفاقياته حتى الدولية منها فمثلا:إيقاف الصحف ومحاكمة الصحفيين والسياسيين ومواجهة الإعتصامات السلمية بالرصاص والقنابل وحملة الاعتقالات انقلاب على الدستور وعلى الوحدة وعلى الهامش الديمقراطي ,وترك القتلة والخاطفون والمجرمون يسرحون ويمرحون ويعبثون بالبلاد والعباد ونهب الأموال العامة والأراضي وعائدات النفط ...الخ انتهاك للدستور والقانون الذي تتباكي عليهما الثورة. إذاً من المتمرد المؤتمر الحاكم أم المشترك المعارض؟من يطالب بحقه أم من سلبه ذلك الحق؟ ومن يزرع ثقافة الكراهية والبغضاء هو المؤتمر حين يأتي متنفذون ينهبون ويسلبون حق البسطاء والضعفاء, حين يستقوي الضابط على المواطن ببدلته وعنجهيته وقبيلته وانتماءه الحزبي وحين تتعاملون مع البعض في المحافظات الجنوبية على أنهم هنود وصومال وحين تتعاملون مع أبناء المحافظات الوسطى على أنهم مواطنين درجة ثانية, حين تتعاملون مع المواطنين وفق مكانتهم وقبيلتهم من كان له قبيلة فمكانته عالية وان كان قاطع طريق ومجرم, ومن كان دون قبيلة وقبيلته وملاذه هو القانون والدستور ترون فيه شخصا ضعيفا ويزج به في السجون وان كان بريئا."إذاً أنتم من أنتج ثقافة الكراهية" وليس نحن ولا إعلامنا المتواضع مقارنة بإعلامكم الرسمي والحزبي.

وبيان المشترك الذي أغضبكم حول أحداث العند هو موقفنا من القتل ومن الجرائم التي ترتكبون فلا تتوقعون منا شكركم لأنكم تسحقون إخوتنا وتسفكون دماءهم, ومن يثير الفتن ويحرض الأمن ضد المعارضين والناشطين هو انتم وافتتاحيتكم خير دليل حرضت القوات المسلحة ضد المشترك , نحن لسنا في عداء مع القوات المسلحة لأنها مؤسسة وطنية نرفض الزج بها في تصفية حساباتكم وتقديم أبناءها وقودوا لحروبكم وصراعاتكم وتحريضهم ضد إخوتهم.ومن يسيء لها هو الحزب الحاكم وليس نحن , لينظر الجنود , حماة الوطن إلى رواتبهم التي لاتكفي ايجارغرفة فكيف بمن يعيل اسر أليست هذه إساءة؟ من رمى بهم وقودا في حرب صعده هو انتم وليس نحن, ومن يحرضهم ضد إخوتهم في المحافظات الجنوبية على أن اؤلئك هم انفصاليين وعلى القوات المسلحة حماية الوحدة منهم هو انتم- المؤسسة الوطنية الكبيرة تقوم بدورها في حماية الوطن وليست مؤسسة مؤتمرية لحماية المؤتمر فلا تقحموها في صراعاتكم السياسية وأثناء الانتخابات , دعوها مؤسسة وطنية مستقلة.

حقيقة الوضع والتخبط الذي يعيشه المؤتمر الشعبي العام "الحاكم" يجلعنا نشفق عليه فقد اغرق الوطن في مشاكل وأزمات لامخرج منها, وحان الوقت ليقدم شرفاء المؤتمر وعقلاءه رغم قلتهم النصح لمسئوليهم بأن عليهم الاعتراف بأخطائهم والاعتذار من الشعب جراء ما ارتكبوا من جرائم وأخطاء بحقه جلها لاتغتفر.

وأخيراً - إن لم يكن المشترك البديل الأفضل فلن يكون الأسوأ ولن يجد الشعب وضعا أسوأ مما هو فيه الآن, صدقت افتتاحية الثورة حين قالت (من يقول انه سيغير الحكم وان هناك البديل الجاهز هو واهم) البدائل كثيرة لكن الواهم هو فعلا من يصدق أننا في بلد ديمقراطي وقالت "إن البديل سيكون الشيطان والطوفان" ونحن نقول إذاً لابديل لان الشيطان هو من يحكم الآن والطوفان يكاد يغرقنا ويغرق السفينة!

* صحيفة الثوري