عدن: الداخلية تعلن بدء صرف مرتبات منتسبيها لشهر يناير وتعليمات لغير الحاصلين على البطاقة الشخصية الذكية
تراجع مستمر في قيمة العملة اليمنية.. ''أسعار الصرف الآن''
مأرب في عين العاصفة... هل يدق الحوثيون طبول الحرب مجددا؟ وماهو أخطر ما يقلقهم اليوم ...تحركات خطيرة ومريبة
اليمن تتضامن مع السعودية ضد تصريحات اسرائيلية استفزازية ''بيان''
صبر القبائل قد نفد.. حشد كبير لقبائل حاشد وبكيل يعلن النفير ويدعو إلى توحيد الجبهات لإنهاء الإنقلاب
الاعتماد على امريكا لن ينفع.. دراسة بحثية تقول إن هزيمة الحوثيين لن تكون إلا عبر حرب تشنها الشرعية دون تدخل خارجي
بيان سعودي قوي رداً على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة
ترامب يتحدث مع بوتين بشأن إنهاء حرب أوكرانيا في مكالمة هاتفية ..تفاصيل
إيلون ماسك يحسم موفقة من شراء تيك توك
الكويت تواصل حملة سحب الجنسية لتطال 4000 امرأة
في إحدى زيارتي لقريتي النائية والمنزوية في أعماق ريف إب كانت زيارة المدرسة الجديدة في قريتنا تمثل هدفاً استراتيجيا بالنسبة لي .
صحوت باكراً وصعدت إلى الأكمة التي بجوار منزلنا أتأمل القرية ومنازلها المتناثرة والتي تتصاعد منها خيوط الدخان لا جديد سوى مبنى المدرسة الشامخ وبعض البيوت الجديدة والتي هي لمغتربون أو تجار في المدن .
في ظل حائط المدرسة القديمة والتي لا تبعد سوى عشرات أمتار عن المبنى الجديد جلست مع مدير المدرسة الذي كان ينفث دخان سيجارته ويشكو لي كعادته من نقص المدرسين وتأخر وصول المنهج الدراسي ثم ختم شكواه برجاء أن أساهم خلال فترة وجودي بالقرية في حل هذه المشكلة بتغطية بعض الحصص الشاغرة وخصوصاً في الصف السابع فوافقت على مضض محرجاً أخاك لا بطل .
عندما اقتربت أدركت سر إغلاق المدير لباب الفصل السابع من الخارج فقد كانت معارك "داحس والغبراء" والتي تدور رحاها في الداخل حامية الوطيس وقد جذبتني هذه المفاجأة لخوض غمار التجربة واقتحام المعركة واختبار مهاراتي وقدراتي العلمية قويت قلبي حينها وتوكلت على الله وفتحت الباب ودخلت فلم يعرني أحد اهتماماً كانت الحرب متواصلة وعلى كل الجبهات البعض في النوافذ وآخرون يلتهمون الطعام و... و... الخ.
حاولت أن أضبط الفصل وأطفئ نيران الحرب المشتعلة وأفرض الهدوء ونجحت إلى حد كبير في ذلك حين أعلنت عن قصة غريبة وحكاية عجيبة سأرويها لهم ومسابقة هي عبارة عن أسئلة ذكاء وجوائز .
وعندما بدأت في سرد القصة رفع أحد الطلاب الجالسين في نهاية الصف يده وطلب مني أن أسمح له بإرسال أحد الطلاب للبقالة ليشتري له ماء وبيبسي وقد دهشت لهذا الطلب الغريب وسرعان ما اكتشفت أن هذا الطالب مع ثلاثة من زملائه كانوا " مفذحين " يمضغون القات بكمية ضئيلة وقد هالني الأمر وحينها أدركت سر هدوء هؤلاء الطلاب وشرودهم فقد كانوا في بداية الساعة السليمانية مطننين وعندما عاتبتهم على مضغ القات في الفصل رد علي أحدهم ببساطة وبرود : الدنيا صيف والقات موجود إيش فيها ؟!!
وأضاف : وبعدين إحنا لما نفذح سنركز معك في القصة .
بعدها أكملت الحصة برواية القصة وأمليت عليهم أسئلة ذكاء ووعدتهم بجوائز وخرجت وأنا أترحم على زماننا نحن حين كنا نرى المدرس ونرتعد خوفاً ونقف له تبجيلاً واحتراماً .
أنا لا أنكر أننا كنا أشقياء وأن أسعد لحظاتنا كانت حين يأذن لنا المدرس بالانصراف ويمضي من الفصل نتدافع على الخروج وكأن قنبلة ستنفجر في الصف كنا نخرج نغني فرحاً ونركض كالمعتوهين ومع هذا كنا نحترم المدرس أو بالأصح نخافه ونكتب الواجبات ولا نتأخر عن الطابور ونلتزم بالنظافة والنظام.
أما اليوم فأحسن المدرسين حظاً من يعود إلى منزله سليماً معافى وبلا إصابات وجراح !!
رحم الله التربية والتعليم في اليمن آمين الفاتحة .