آخر الاخبار

كيف ردت المليشيات على من تخلفوا عن حضور (يوم الخرافة) لتأكيد الأحقية المزعومة لعائلة عبد الملك الحوثي في حكم اليمنيين؟ بعد ساعات من صدور قرارين للبنك المركزي في عدن.. الحوثي يضع شرطاً للإفراج عن طائرات اليمنية المحتجزة في مطار صنعاء رداً على قرار نقل مقار شركات الاتصالات الى عدن.. المليشيات تتحدث عن قطع شبكة كابلات الاتصالات الحيوية في البحر الأحمر وايقاف اليمنية حدث كبير يجري غدا الخميس يحدد مستقبل العالم الغربي دولة عربية تكشف عن “كنز” من الغاز يكفي البلاد لعشرات السنوات تصعيد حوثي خطير والشرعية تطالب المجتمع الدولي بالشروع الفوري في تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية" طالبان يمنيان يحصدان المراكز الأولى في الثانوية العامة بدولة قطر البنك المركزي اليمني يستمر في معركة العملة الوطنية ويوجه بحظر 12 كيانا ماليا ... تفاصيل حريق كبير يلتهم العشرات من مأوى اللاجئين بمحافظة مأرب تراجع مستمر يضرب العملة اليمنية.. تعرف على آخر تحديث بأسعار الصرف

البردوني.. حين لا يعمى القلب ولا البصر
بقلم/ عبدالرقيب الوصابي
نشر منذ: 10 سنوات و 9 أشهر و 22 يوماً
الثلاثاء 03 سبتمبر-أيلول 2013 11:48 ص
تعد تجربة الشاعر الرائي / عبد الله البردوني ، التجربة الأرقى والأنضج ، في العصر الحديث ، جميع قصائده الشعرية ، تؤكد بما لا يدع مجالا للزحاف ، أو اضطراب للمعنى ، أننا أمام شاعر أسطوري مجدد ، إصطفته العناية الإلهية ، ليعيد للحرف مجده ، وللمعنى توهجه وألقه، فكان يرى أكثر من اللازم وأعمق من اللازم ...... وكان وكان .... البردوني الشاعر ، شاعر فوق الاحتلال والتأثير ، لا تحتهما ، أخلص لتجربته الشعرية ، خطط جيدا لتحقيق المعجزة ، فأعطى الشعر كل ما يملك من صحة ووقت واهتمام ، فاختصه الشعر في المقابل بالمعنى المختلف العميق والبعيد والغامض / حد الاستبصار والتنبؤ الصادق والمدهش ، لم يكن الشعر بالنسبة إليه ، رغبة ثانوية ، بل كان بمثابة الشهيق والزفير، الألم ديدنه ، وبه ومنه شقّ للقصيدة دروبا كثيرة في أرواحنا ، كأجيال لاحقة تعتز بنتاجه الشعري والنقدي والفكري ، كل هذا لأننا وجدناه مثقفا حقيقيا ، حمل الحقيقة ، في وجه العنف والقوة والإلغاء ، قصائده ورؤاه تنمو كشجرة لا تدفع نفسها دفعا ، بل تشرئب بأعصانها وثمارها عالية فوق الروؤس ، مسلمة زمام نبضها إلى رياح الربيع القوية ..
الشاعر العملاق / عبد الله البردوني ، شاعر استثنائي هضم جيدا الموروث الروحي والفكري والمعرفي والشعري ، قديما وحديثا، على جميع المستويات المحلي والعربي والعالمي ، كتب القصيدة لغريب ما ، سيولد في بلد غريب بعد مئات السنين ، أسئلته الوجودية التي بقيت بدون جواب - حتى اللحظة - هي التي أشارت بدورها إلى هالة الإمكانات الإنسانية ، وهي التي رسمت وجودنا ، لم يكن ألمه الذاتي وتشظيه اللامحدود ، بأثقل بأثقل من الألم الذي عاناه مع الآخر ، ومن أجل الآخر ، وفي مكان الآخر ، وهو ما جعله يحمل الوطن على عاتقه ، في حله وترحاله حد التماهي ، فكان هو الوطن ، وكان الوطن هو ... . عبد الله البردوني الشاعر والعارف ، الذي اعتصر المتنبي ولوركا ، وجوته والمعري ، وسارتر والحلاج ، وآخرون فكان الأصالة والمعاصرة في آن ، ولم يكتف بذلك ، بل وزّع أسلوب وطرائقه الكتابية في أجساد شعراء كثر ، كما سعى إلى إعادة ترتيب العالم بالشعر ، وإذذاك يتحول العالم في قصائده الخالدة إلى حلم عذب ، والحلم يتحول إلى عالم راق وآمن ، لم يتفنن في ابتداع أسلوب حياته ، بل عاش الحياة بالأسلوب الذي كان يبدع به ، ترى كم سيتعلم الفلاسفة لو ساقتهم الأقدار لقراءة قصائد هذا الشاعر العملاق ...