احزاب تعز تقترح حلا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتأزم وتطالب الرئاسة والحكومة بسرعة انقاذ العملة العليمي يبحث مع سفير واشنطن الدعم الإقتصادي المطلوب وموقف اليمن من انتهاكات إسرائيل في فلسطين مسئول كبير في الشرعية يكاشف الجميع حول قضايا وملفات مهمة: سبب التراجع عن قرارات البنك المركزي ومصير التوقيع على خارطة الطريق وخيار الحسم العسكري كوريا الشمالية تختبر صاروخاً باليستياً يمكنه الوصول الى أمريكا الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران مركز الملك سلمان للإغاثة يقدّم مساعدات غذائية في الضالع حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق
" مأرب برس - خاص "
بطبيعة الحال فان الانتخابات وسيلة وليست غاية ،هذه الوسيلة في الواقع لم تتعثر بالمطلق ،فهي وان لم تحقق هدفها الأول والأساس إلا أنها اقتربت منه ومهدت وعبدت الطريق ،وهذا يكفي في ظل واقع نفقهه تماما لا زال يحتاج إلى وقت ووسائل أخرى ذات تكامل ودفع من اجل ترويضه وتطبيعه والدفع به إلى حيث يستجيب ،وهي –أي الانتخابات-قد حققت أهدافا أخرى متممة وبذات الأهمية قد لا يرى أثرها اليوم ،لكنها في الأمد القريب مورقة يانعة ،وثمارا تتبدى .
الانتخابات على أية حال كانت خيرا فلا تلعنوها ،وتقرؤوها من الزاوية التي ترتد باليأس وجلد الذات ،فعملية التغير في حياة الأمم والشعوب عملية تراكمية ومسيرة مستمرة بنفس طويل ،تواجه بعقبات ،وكلاليب من نار ،وتهويل نفسي من الطرف الآخر ،وهو يرى الأمواج تقترب إليه وحاله الذي هو عليه ينتزع منه فتراه يقاوم كما تقاوم الروح عندما تحس بالموت ينتزعها ،فتتشعب في كل الجسد وأطرافه متشبثة بقوة شديدة .
فاز المشترك ولم يفز ،الظاهر لم يفز في السجلات والأرقام والإعلان الرسمي .
لكنه في الحقيقة قد فاز في جوانب عدة بأرقام ونقاط ،وهذا ما فطن له الشعبي اليوم فتراه هنا وهناك وبنفس تلك الروح في الحملة السابقة كي يأتي عليها.
الواجب الالتفات إلى تلك النقاط المشرقة ،والبناء عليها بعد وقفة جادة من القراءة العميقة والمتأنية لاستخلاص العبر والدروس ،وتلمس جوانب القوة ومكامن الخلل.
التقييم والتقويم
يلزم التقييم والتقويم بشقيه ..فعلى المستوى الداخلي لا بد من سلسلة من الوقفات في أبنية المشترك المختلفة ،ثم في الإطار العام له .
وعلى المستوى العام لا بد من إقامة الندوات العامة والمتصلة لقراءة وتقييم الحدث بعيونه هو وبعيون أخرى مستقلة ،بل وبعيون تلبس نظارة الشعبي العام حتى ولو كان بها حول وتسمرت في زاوية ما ونشطت بالغمز واللمز ،فتنشيط الحدث واسترجاعه ليملأ الساحة من جديد بما يفعل الايجابي ويتدارك الخلل ويطبعه كتقليد ايجابي في ثقافة الآخر والرأي العام مكسب عام وهام يهيئ ويساعد في بناء القواعد والبنية التحتية للمستقبل .
الاستفادة من مدرسة الصالح
المتابع والمتأمل في شخصية الرئيس الصالح يتضح له أن الرجل في مشواره الطويل على كافة الصعد يسير بقوة الدفع الشخصي لا المؤسسي ،وان الرجل يمتلك بداهة عجيبة وذكاء فطري مفرط في التعامل مع الحدث أيا كان ،وانه قد اتخذ لنفسه فلسفة ورؤية في الحكم تختلف عن ما تتبناه المؤسسات الرئاسية الأخرى ،قد يفصح هو بنفسه عن هذه المنهجية يوم أن يشاء له القدر بكشفها في مذكراته التي وعد بان يتفرغ لها ذات يوم كما جاء في لقاء مع الجزيرة منصور.
وان كان الكثير من معالم هذه النظرية قد أسفرت عن نفسها واقعيا .
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لم يعتمد الصالح على الشعبي العام كحامل له إلى دار الرئاسة إلا بما نسبته أل 20%، متغيره الشخصي هو الحيوي الأول وهو الذي طغى وأوصله إلى حيث هو ألآن .
يتسم الصالح بحيوية قصوى على الصعيد الشخصي نما وشب وسار عليها ،رغم أنها تدور في اغلبها حول بناء الكاريزما الشخصية إلا أنها مثار إعجاب وتقدير كبيرين .
يطوف على خمس محافظات في حملته الأخيرة يعقد فيها أنشطته الجماهيرية ولقاءاته الخاصة مع الشخصي الاجتماعي والمركب الرسمي والأمني ،ثم ينتهي في يومه إلى إجراء حوارا مع الجزيرة منصور ،في ظل قاعدة تقتضي الاستعداد النفسي والذهني والجسدي لمواجهة طرفها الآخر احمد منصور ..
يصوم الصالح في محافظة ويفطر في أخرى ،نام الناس ولم ينم هو..اعتقاده أن النجاح الذي تحقق أو زعموا يجب في الحال أن يستثمر ويبنى من عليه ،فان كان حقيقي فيجب تنميته حتى لا تتكرر تلك المفاجآت أو ما هو اخطر منها في المستقبل ،ولأجل أن يحكم السيطرة تماما في خناق القادم ..
وان كان هذا النجاح في متنه قالوا أو زعموا ،فالتعامل معه على انه ظاهرة حقيقية وفعل ايجابي يجب الدفع به و من خلاله بالموقف الشعبي المرتبك إلى تكوين ولاء حقيقي فعلا .
لا يوجد أي نشاط عام في محافظة ما إلا ويحظره الصالح ويرعاه هو يكرم فيه من يكرم ويصافح من يصافح ،بعض المحافظات يزورها في العام أكثر من ثلاث مرات بل وقد يداوم في بعضها ،لا تفوته فرصة تهنئه أو عزاء في المربع الاجتماعي أو الرسمي ،رغم أن هذه الحيوية لا تدور إلا حول الشخصي أكثر من المؤسسي إلا أنها مدرسة خصبة يجب على أية حال الاستفادة منها ...
وفي المقابل تقاس الطاقة التعبوية للمجموع الشخصي لأشخاص المشترك بما نسبته ال20%في مقارنة مع ما للصالح كمتغير شخصي فقط ..تكتفي هذه القيادات بما تسميه المؤسسي الهرمي حيث تتواجد قياداتها الوسطى ،وتدار الأمور في معظمها من البرج العاجي في تعبئة كلية لكل ما هو فني فقط في واقع بعد لم يقبل أو تهيئ له المؤسسية تماما ،لا زالت فيه معظم التكوينات القيادية والإدارية الوسطى لهذه الهرمية فيما دون أل 30% من التأهيل ،ثم ما لذي سيضير بالمؤسسية النامية لو فعل المتغير القيادي دوره في الاتجاه الجماهيري وفي ما يفعلها هي .
تمر أعوام لا تلتقي فيه قيادات المشترك بفصائلها وكوادرها وجمهورها العام في الكثير من المحافظات رغم أن ما عليها من الثقل الإداري رغم نفرتها له فقط لا يساوي معشار معشار ما على الصالح ،ليست آلية الدولة للأول ،والشحة المالية للآخر هي السبب..
لا أبالغ إن قلت أن زيارة العتواني وغيره من قيادات المشترك للمهرة أثناء الحملة الانتخابية ونيابة عن شملان قد تكون هي الأولى ،وان كانت هناك قبلها فلعلها في إطار وفد رئاسي ومع الصالح نفسه .
الالتحام الدائم من القيادات الأعلى بكوادرها الوسطى والنشطة يزيد من الدفيء والثقة والأمان ووضوح الرؤية وتعبئة قوية مفعمة نحو الأمل والغد المشرق وتعميق الثقة بأبعادها والقضاء على الرواكد والمثبطات والشبه (من الشبهات او الدعايات) ،وإيجاد المزيد والنوعي من القيادات ..
كما أن الالتحام الدائم بالأنصار والموالين والجمهور العام يخلق جوا عاما من السكينة والحميمة مع الشارع ..
يقولون الصالح بهنيء أو يعزي ما قيمته دون الشيخ أو المدير العام ،بل ربما يتصل شخصيا بأسرة الفقيد ،وانك قد تجد حرجا كبيرا في الاتصال بالإخوة في قيادة المشترك فضلا عن أن يهنئك أو يعزيك احدهم ولوكنت تحمل رتبة فوق مستوى الشيخ أو المدير العام ..
تنمية الولاء العام للمشترك
في العشر الأول للحملة الدعائية كانت الرياح العامة لصالح المشترك رئاسية ومحليات لدرجة صعق لها الشعبي العام واعتبرها مصيرية ،ومن ثم أن يكون أو لا يكون وقطعا لابد هو أن يكون فقرر بدلا من يأتي إليها بما يشبه الانقلاب العسكري وإعلان الطوارئ عقب ما يلده الصندوق في عملية تستعدي عليه الداخل والخارج كان لا بد من أن يتحكم بها قبيل وأثناء الاقتراع وصولا إلى الفرز مع استنفاذ كل الطاقات والممكنات الشرعية والغير الشرعية ،فكانت عملية تعبوية غاية في الحدة والتوظيف أربكت الرأي العام فأعادت تشكيله بصورة أو بأخرى ..
جزء من الرأي العام تشكل بولاء للصالح بدافع شخصي أثرت فيه مناظر الحشود والتحشيد والصور والملصقات ودوي الحملة وكذا رحلته الطويلة مع الصالح الذي لم ير أو يعرف غيره ،الباعث النفسي هنا هو الذي تستخدمه الشركات المنتجة لمنتج ما اثنا ء التسويق وعملية الترويج ،بعض المنتجات يكفيه سبقه وشهرته في السوق والإعلان الدائم المصاحب له إلى أن أقام في وعي المستهلك فليس يرغب دون الكوكا كولا بديل حتى وان ظهر هناك ما يفوقه ..
وجزء آخر من الرأي العام شدهته المسالة الأمنية والخوف من التلويح بمشهد الصوملة ،وهذا الجزء هو الأكبر والأوسع وقد اقتطع تعسفا من صفوف المشترك وأنصاره ،ليس به ولاء جديد وإنما تبرمج عصبيا مع مقولات ليس بالإمكان أبدع مما هو كائن ،أو درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ،لا زال ولاؤه للمشترك وموقفه صريح تجاه إدارة الصالح وحكومة الشعبي العام ،إنما همومه وفلسفته هي التي دفعت به باقتناع إلى تلك الجهة .
وجزء ثالث من الرأي العام ..جاء بعصا الشيخ ،أو بخناق الوظيفة العامة ،أو بهلع وجبن رجل الأعمال والتاجر ،قلبه مع المشترك وسيفه مع الشعبي العام ،شعاره الدائم من ركب سقنا له ،ومن تزوج أمنا كان عمنا ،فإذا أخذته لحظة من أريحية انتشى قليلا وارتقى بقوله مجبر أخاك لا بطل ،أو قد يجر أذنك إليه فيهمس مبتسما مرددا قوله تعالى (إلا أن تتقو منهم تقاة ) ..
هذه الثلاثية مكون لولاء مرتعش ،وغير مستقر ودائم ،آني وغير أمن ،وهذا ما يحسه الشعبي العام فلأجل ذلك يسارع حثيثا بحراكه لأن يخلق منه ولاء حقيقيا فيما يشبه برمجة مدروسة للتطبيع الفعلي مع واقع لا مناص منه وليس منه بد.
قد يساعده إلى ذلك المشترك إن ولى هاربا ،محبطا ،متواريا ومعاتبا ..
ما يجب أن يتضح أن هناك فوزا كبيرا حققه المشترك يتمثل في أن الانتخابات السابقة بشقيها كانت فرصة عظيمة ألقت به إلى عرش الشارع والى الجمهور العام بفئاته وشرائحه وهمومه ونقلت برنامجه إلى الحيز الأوسع ،حتى وصل معها الشارع العام إجمالا إلى الرغبة و الاقتناع بضرورة التغير .
يبقى الالتحام بهذا الجمهور وعدم مغادرته بروح تعزز فيه ايجابيته من الزاوية التي منها رأى ...
مراجعة الخطاب بشان الفساد
صحيح أن الفساد عم وطم ،لكن ليس من العدل الإلقاء بها على الجهاز الإداري جملة ،حيث أن هناك في أبنية هذا الجهاز من لازالوا بضمائر حية ويقضه يتألمون كما نتألم ،ويشكون بأكثر مما نشتكي ،فالفصل هنا واجب بين من اكره عليه أو وقع فيه على سبيل الإسقاط وبين من يمأسس له ويبني عليه .
كما يقتضي الحال التعامل بايجابية وحنكة مع الأخوة أعضاء المحليات للشعبي العام ،والشد من أزرهم وتنمية معينهم الصافي ،والأخذ بأ يديهم بمحبة وصبر صوب تنفيذ برامجهم وحملهم على الولاء العام بما يحول دون ما تخطط له بعض قيادات الشعبي التي لا يعنيها إلا مزيدا من الاصطفاف في مواجهة مصطنعةومدروسة ،ونقل قضاياها الشخصية إلى الشاغل العام بحيث تتماهى فيه ،حتى لا يجد فيه أعضاء الشعبي للمحليات أنفسهم إلا في مهمة أساسية هم لأجلها وصلوا تتمثل في مواجهة التتار .
والواقع أن ما لم يستطع المشترك تحقيقه بكوادره هو فقد يحققه بواسطة أعضاء المحليات للشعبي ،فليسوا كلهم سواء ،إن لم يكن فيما نسبته ومردوده ال80% فسيكون بما نسبته ال 20% على الأقل
تنمية الوعي الشعبي
الواقع أن هناك قصورا للمشترك في التربية الثقافية للجمهور ولعل الانتخابات كشفت المستور ،وان وجدت هناك نسبة ما متواضعة فلعل الفضل فيها يعود لقناة الجزيرة ومصادر التوعية والتثقيف الأخرى .
هذا الأمر لا يجب أن يكون إلا في المقدمة بدونه ستتعثر الخطى حتى وان قاربت من النهاية
واخيرا اليك يا حميد
ما زال في القلب غصة وفي الحلق مرارة ،كلما نظرت في صحيفة اومسكت قلما تذكرت حميدا الناس فتخنقني العبرة وتهتز أطرافي يبدو أن حزنك أيها الحبيب سيطول .
يا مشروعا لم يكتمل وآه تتجدد..
اللهم يا رحمن يا رحيم هبه الفردوس الأعلى ،أأجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها
يا حميد ربي وربك الله