ما يجهله التيار الانفصالي
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 17 سنة و 3 أشهر و 20 يوماً
الجمعة 07 سبتمبر-أيلول 2007 12:57 ص

مأرب برس - خاص

بات من المؤكد من خلال أكثر من شاهد ومؤشر أن ثمة مخطط انفصالي توافقت عليه أكثر من جهة ، يقوم على ما يشبه الاستراتيجية ، لكني اجزم هنا بل واقطع أنها استراتيجية عمياء يستحيل عليها أن ترى في جزء منها الحياة .

ذلك أنها تقوم على معطيات نظرية لما يمكن تسميتها بتشعيبات صعاليك ليس أكثر ، نكسوا على رؤوسهم، فغشيهم الخواء والتفريط ما غشيهم ، فارتدوا يحملون أوزارا مع أوزارهم ، وشيطانا مع إبليسهم، وإحساسا بالضياع ، وحالة متقدمة من الدونية ، يفتقد هذا الهزيل من كل شيء إلا اللا شيء ،يحسب انه سيرتقي الحصون والقلاع والجبال الشامخة ثم ينقض على الوحدة ويفض بيضته بأم رأسه .ألف كلا وكلا حتى يلج الجمل في سم الخياط .وهل كان للمقطوع رأسا .

يخطيء التيار الانفصالي مرة أخرى وقد حرمه الله حسن قراءة واستجلاء الواقع بأبعاده المختلفة .

اذكره هنا تطوعا وحتى يستعيد رشده إن قبل في العودة إلى النسيج بعد تأهيله من جديد ، انه وقبيل أزمة 1994م كان الشعب اليمني بمجموعه متعاطفا مع علي سالم البيض والقيادة التاريخية للحزب ، وان تأييدا ومواقف معلنة كنت تسمعها كفاحا في القرية النائية للمحافظات الشمالية ، وكلمات حادة قوية توجه لشخص علي عبدالله صالح لصالح البيض ، وحشودا ومؤتمرات عجت بها المحافظات الشمالية تحمل الولاء والنصرة المعنوية لمواقف البيض ، فلما ارتد البيض على أعقابه بخطأه هو أو بدفع من آخرين ، خسر كل شيء تماما ، وتحول السيل الجارف عليه ومع الوحدة بصورة هوجاء لا تبقي ولا تذر وبغضب لا يشبهه غضب ، لم يشفع يومها شفيع ، ولقد سقط في ابدي من أر تسموا الخطوط الحمراء ، أو آخرين تآمروا فيما سمي إعلان دمشق ، لأنهم استيقنوا أن القرار والفعل لم يكن محله الرئيس الصالح ، إنما الشعب الهادر من أقصاه إلى أقصاه الذي داس الخطوط وأم الخطوط تحت أقدامه ، وعلم العالم دروسا لن ينساها ما بقي يستذكر الحدث فاغرا فاه .

واليوم فان تعاطفا سمعناه وعشناه مع المتقاعدين العسكريين في هذه المحافظات وغيرها جراء مظالم حصلت فعلا نستنكرها ونجالدها ، لكن حينما قفز الانفصالي وركب التيار وابرز أشداقه الملتوية ونفث نتنه ،فانه بغبائه قضى على هذا التعاطف وموجة التضامنات إلى موقف جمعي غاضب وشرس ضد دعوات الفرقة والفتنة والدمار .

السؤال مالذي عاد به الانفصالي من هنا ؟

ثانيا : أن من يعول عليهم الانفصالي مده بالمال والعتاد من شريحة رجال المال والأعمال داخليا وإقليميا كمثل من يحرث في البحر ،فأصحاب الأموال لا يمكن أن يخاطروا بجو السكينة والاستقرار ويأتوا على ما ضلوا سنين ينهبون الأرض في جمعه ، فضلا عن لهيبا إن كان –نسال الله السلامة- فإنهم وقوده حيث لن يستبقي أو يفرق بين احد ، ورجل المال والأعمال بطبيعته جبان ، ووضعه اليوم إقليميا ودوليا لا يؤهله لذلك ، زد على ان حقيقة مؤداها أن رجل المال والأعمال إن غامر وخاض السياسة فانه كمن يلاعب تمساحا بين أشداقه ، فهل بعد الحريري له اليوم من واعظ .

ثالثا : أن البيئة الإقليمية غير مواتية ولا يمكنها أن تغامر لأمر لا يقترب من أجندتها في المصالح ، بل ربما يمثل استهدافا لأمنها القومي ، وهي عموما مشغولة بهمومها ، بحيث أن وعيا آخر تجلى ابن مرحلته يختلف تماما عن أهداف وتدابير الأمس ، فهل يحسن الانفصالي قراءة ما بين السطور ؟لكل منهم على ظهره ما يكفيه فلا تساعد في إثقال أكتافي حتى لا يكسر ظهرك قبلي .

ثالثا : أن الولايات المتحدة يكفيها ما بها ، وان كانت بعد فتية فاطلبوا منها أن ترفع أرجلها من مستنقع العراق الذي يجرها إلى أعماقه كلما حاولت انتشال نفسها ، أتراها بعد هذا تستجيب لنداءات أمثال احمد شلبي الذي أوقعها على أم رأسها ..فان أبيتم فاطلبوا منها أن تريكم بياض أسنانها رايس ...ليس إلا التسوس ومزيدا من الفحيح بمرارة القهر والسقوط .

رابعا : إن شعبا لا تفرقه الاثنيات والقوميات والأديان نسيجه واحد ، وعرفه هو ، وجنس لم يتلون بعد ، وقبل هذا دين يجمعه يسكن أعماقه ، فانه يستحيل عليه أن يستبدل الذي هو دين وخير بخارطة ووجع إبليس والشمطاء رايس ..

وبعد هذا أدعو هذا النفر بان يشفق على نفسه ، فيحافظ على امكاناته ولا يبدد طاقاته ، وان يبقي على هذا النفير فيما يعود عليه وعلى شعبه بخير..

على أني هنا العن الفساد مع كل لاعن ، واحمله التبعة أولا وأخيرا، واشهد الله عليه مع كل ساطعة ،فبسببه عشنا كل هذه الأوجاع وبالت على رؤوسنا الثعالب ،لكنه نضالا سلميا بقدره وتبعا للاولويات ومقتضيات السنن الإلهية ..

رب الف بين قلوبنا ، واحفظ علينا امننا وايماننا ووحدتنا