منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع تصريحات مدرب اليمن قبل مواجهة السعودية الحاسمة في كأس الخليج.. ماذا قال؟
يعتقد البعض أن المبادرات التي يطلقها النظام ودعوته الدائمة للمعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية هي مكمن المشكلة ومصدر الداء، وأن حكومة الوحدة الوطنية هي الهم الأول والأخير للمعارضة وكأن هذه الحكومة إذا ما تشكلت فإنها ستحل كل مشاكل اليمن وسيتحول هذا البلد إلى نمر الجزيرة العربية على غرار النمر الآسيوي (ماليزيا)، يا للعجب من كل ذلك وخصوصا من أولئك الذين يوجّهون سهام النقد واللوم للمعارضة لعدم قبولها بتلك العروض والمبادرات، وتناسى هؤلاء أن هناك فساداً فاق كل التصورات واستشرى في كل مرافق الحياة ومختلف مجالاتها ولا نستطيع أن نصفه بأنه فساداً أزكم الأنوف فحسب بل أهلك الحرث والنسل، فساداً شرد أسراً ويتّم أطفالاً ورمّل نساءً ، وأيّم شابات وفتيات ، فساداً انتهك الحرمات ،وأسكن أناس في غياهب السجون والمعتقلات، فساداً حطّم الإرادات وأنهك الطاقات، وأستعبد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، وقبل ذلك حطّم إمكانيات دولة ومقدرات وطن، وهو بهذا فساد لم يعرف العالم له مثيل، إنه فساد يفوق الوصف والخيال، بدء من زواج السلطة بالثروة، والقبيلة بالجيش، مروراً ببيع الثروات ونهب الممتلكات، وانتهاء بسفك الدماء وزهق الأرواح، هذا هو الفساد الذي اخرج الناس إلى ساحات التغيير وميادين الحرية في مختلف أرجاء اليمن.
وهو فسادٌ لن تكون آثاره إذ تم تجاهله أو مهادنة ممارسية ومرتكبيه خلال الأيام القادمة أقل أثراً مما حدث في الجماهيرية الخضراء التي تحولت إلى جمرة حمراء، ذلك أن الفساد في اليمن يستحل الدماء والأموال والأعراض وينتهك الحقوق والحريات، له أربابه ورموزه وصانيعيه.
إنّ ما شهدته اليمن وعايشته من صور الفساد والإفساد لهو أشد وأنكى من أمثاله في تونس ومصر، لأنه فساد تحالفت كل قوى الشر في هذا البلد لصناعته وتصديره وتعميره، فهو فسادٌ اقتصادي وسياسي وأخلاقي وثقافي وإعلامي وأمني، فسادٌ سخّر مقدرات بلد بأكمله لخدمة شخص واحد وأسرته، والمقربين منه من أهل الحظوة، فتجدهم يتنقلون بين المناصب وكأنهم يتنقلون في حديقة غناء وارفة لا بين مسؤليات وواجبات.
ولذا فأن القضية التي خرج الشعب اليمني لأجلها لا تتعلق بتقسيم وطن، ولا فتنة كما يروج لذلك بعض المزايدون وأكلة لحوم البشر من القطط السمان، فالوطن سبق وأن قُسّمَ وتمت تجزئته يوم أستباح اليمني دم أخيه اليمني وماله وعرضه سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، منذ ذلك الوقت وذلك التاريخ أُعلن عن تجزئة الوطن اليمني وشرذمته، يوم سُمِحَ لبعض ضعفاء النفوس أن يتاجروا بكل شيء في هذا البلد ،بأقوات الشعب وضمائره ،وسُمِحَ لهم ببناء المساكن الفارهة والقصور العالية على أشلاء ودماء المطحونين والغلابى من أبناء هذا الشعب.
نعم لقد قُسِّم الوطن يوم تمايز الناس وذهب البعض يبحث عن رغيف الخبز بينما هناك فئة أخرى تأتيهم المركبات والتليفونات ومختلف المستلزمات حسب الطلب من المصانع الأوروبية ، نعم لقد فُتِتَ الوطن وانتهكت سيادته يوم سُمح للطيران الأمريكي بقصف الأبرياء والنساء والأطفال في كل من مأرب وأبين وأرحب وغيرها، وتم تقسيم الوطن يوم قُتل اليمنيون على حدود دول الجوار وهم يبحثون عن مصدر للعيش الكريم بعد أن لفضهم وطنهم الأم، بسبب ثلة مستأثرة بالثروة والسلطة، فعلى ماذا يتباكى هؤلاء الطفيليون؟ وأي وطن يندبون؟ بعدما احرقوا مل شيء في هذا الوطن كان جميلاً؟.
إنّ من يتحدثون عن الحرب الأهلية وتفتت الوطن وأنّ النظام لم يقدم التنازلات إلا حرصاً منه على وحدة الوطن وحقناً للدماء ، نقول لهم كفانا تهديداً ووعيداً وابتزازاً، لأنكم أبعد ما تكونوا عن هذا الإدعاء المزعوم، ذلك أن تفتيت الوطن أنتم من أسسه وسعى لتنفيذه، وأنتم من شرعنتم لأنفسكم استباحة دماء اليمنيين، وأنتم من قزّمتم اليمن ودمرتموه، وبالتالي فإن كل محاولات إخماد الثورة الشعبية اليمنية ستبوء بالفشل لأن الشعب اليمني شب عن الطوق ولم تعد تنطلي على أبنائه أكاذيبكم وأراجيفكم، ولم يعد بمقدور فضائية اللوزي وأخواتها التدليس والتزييف على هذا الشعب، الذي تحملكم 33 عاماً، لقد عرف الشعب طريقه وليس بمقدور أحد صده أو إيقافه، للحيلولة دون تحقيق ما يصبوا إليه ويسعى له أبنائه.
لقد أدرك الشعب اليمني انه الشعب الوحيد الذي ظل خادماً لحاكمه في تطبيق عكسي للعقد المبرم بين الشعوب وحكامها، بل وأدرك أيضاً أنه الشعب الوحيد الذي يقتسم ثرواته ثلة من اللصوص لا يستطيع الواحد منهم أن يركّبَ جملةً واحدة فضلاً عن أن ينطقها.
ولم تعد تجدي مع هذا الشعب أساليب التهديد بالصوملة والعرقنة واللبننة وبات أكثر وعياً وإدراكاً لكل ذلك، لقد رفعت الثورة الشعبية التي خرجت في مختلف مدن ومحافظات اليمن شعاراً لا تراجع عنه : (إما الحياة بشرف وكرامة أو الموت استشهاداً في سبيل نيل الحقوق، ومن مات دون حقه فهو شهيد).
وعليه فإنّ زمن المبادرات قد ولّى، وكذلك زمن الخوف ولّى أيضاً، لقد رضخ هذا الشعب 33 عاماً لكل ألوان القهر والظلم والحرمان والطغيان، مع أنه قام بثورة على كل ذلك لكنه لم يقطف ثمارها وذهبت لشلة مافيا دأبت على أن تقتات على حقوق المحرومين والمعذبين، وهكذا سُلِبَ هذا الشعب حقوقه منذ أن قامت الثورة ولا أدلّ على هذا من أنّ أهداف الثورة الستة لم تتحقق ولم تلبي له طموحاته وأهدافه ، وظل الأمر على ما هو عليه، وقد حان الوقت لتحقيقها، ولم يبق سوى فهام كل تلك الأبواق وزمرة المنتفعين واللصوص،ناهبي الثروات وقاتلي الإنسان ومصاصي الدماء ، ومشعلي الحروب والفتن والأزمات، وأرباب الكوارث وصنّاع الفوضى ورموز القهر والطغيان والمستبدين، ومشعلي الحرائق، والمرجفين والمنافقين، والقتلة والسفاحين، كفاكم كل ما ارتكبتموه بحق هذا الشعب، فدعوه يصنع ثورته، بطريقة تسترد له حقوقه كاملة،ثورة تحقق أهدافه وغاياته التي رسمها لنفسه بعيداً عن المتسلقين ، ولا تجهضوا هذه الثورة المباركة كما أجهضتم ثورة 26 سبتمبر.