من الذي فرط بالجنوب
بقلم/ محمد العدني
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و يوم واحد
الجمعة 24 يونيو-حزيران 2011 08:15 م

الكثير من المقالات أنتقدت وضع الجنوب وتباكت عليه وكنت أنا من ضمن عدد من الكتاب الذين كتبوا عن الجنوب،ولكن القليل هم من كتبوا عن أسباب التفريط بالجنوب والمسببين لتلكم الأسباب.

 بالفعل أخواني الكرام في جنوب الوطن علينا أن نعرف الأسباب الذي أوقعت الجنوب بالكثير من الأزمات والمشاكل لأننا أذا ماعلمنا الأسباب أكتسبنا مناعة قوية لكي نحصن أنفسنا في الحاضر والمستقبل ولنتدرج بذكر هذة الأسباب وهي 1- العاطفة2- عقدة الأنا3- نظرية المؤامرة.

 كل هذة الأسباب الرئيسية  التي  كانت سبب التفريط بالجنوب والتي كان الجنوبين بمختلف شرائحهم وطباقتهم كانوا مسببين لها شأنا أم أبينا ولنتدرج ونتعرف على المسببين:

  1- الحركات التحريرية في فترة الأستعمار البريطاني:

كلنا نعرف كيف أن جبهتي التحرير والقومية خاضتا حرب ضروس ونظال المشرف ضد الأستعمار البريطاني وألتف حولهم شعب الجنوب وبالتعاون الرائع والتلاحم القوي تم دحر المستعمر البريطاني وطرد شر طردة،ولكن مالبث  شركاء النضال  حتى تقاتلوا من فورهم بعد التخلص من المستعمر البريطاني وظهرت "عقدة الأنا" وبدأ الكل يدعي الأحقية بالنظال وأنتهت الحرب بإقصاء جبهة التحرير.

 أنه لمن المحزن أن يتم هذا وأن تتغلب " عقدة الأنا "  على قيم النظال والإخاء وكانت هذة بداية التفريط بالجنوب.

2- القيادات التاريخية:

هذة الحقبة تعتبر من أشد الحقب الذي عصفت بالجنوب وأسالت لعاب القيادات الشمالية أكرر القيادات  الشمالية في شمال الوطن وليس شعب الشمال  الذي سحق مثل الجنوبين إلا إنه ليس عاطفي بشكل كبير كما هو الشعب بالجنوب،نعود ونقول  أن القيادات الشمالية الغاشمة وأستثني منها القيادات التي سبقت الزعيم الشهيد ورجل الوحدة الحقيقي أبراهيم الحمدي إلى أن أغتيل علي يد الغشمي وعلي صالح وكان الأغتيال بداية حقبة القيادات الشمالية الحاقدة على الشمال والجنوب بآن واحد،أستغلت قيادات الشمال تلك الحقبة لخداع قيادات الجنوب التاريخية والتي بأدت منذ تولي قيادة  الجنوب المناضل الجسور محمد قحطان الشعبي الذي حمل فكر رائع ومتزن لبناء جنوب الوطن ولكنه أصطدم بـ" عقدة الأنا "ومن قبل رفقاء النظال في الجبهة القومية وتمت الأطاحة به ثم ظهرت نظرية المؤامرة والتي كان ضحيتها  سالمين واتهم غيلة بأنه قتل الغشمي والكل يعرف أن هذا تم فقط للأستيلاء على كرسي السلطة.

 على رسلكم لم تنتهي نظرية المؤامرة بل امتدت وترعرعت حتى كشرت عن أنيابها بـ13 يناير ذلكم التاريخ الذي كان قد قصم الجنوب فكل الذين كانوا جزء من تلكم المأساة سواء زمرة أو طغمة أتهم الاخر بالتآمر  الطغمة تقول الزمرة تريد أن تنقض وتلتف على أدبيات الحزب والزمرة تقول الطغمة تريد أن تنقسم عن مبادئ الوحدة وتنقلب على قيم الديمقراطية وبعد مرور الزمن فجر علي محسن الأحمر وقال أن علي صالح أذكى الفتنة بين الطغمة والزمرة أن 13 يناير تاريخ أسود حفر جرح عميق بكل بيوت الجنوب .

 3- الحراك الجنوبي:

سبق كما قلت واسلفت في مقالات سابقة لي أن الحراك الجنوبي يعد من أول الحركات التحريرية السلمية ويعتبر الرائد الأول بهذا المجال,ولكن كما قلت سيطرت "عقدة الأنا" فأصبح أداة للتهميش والأقصاء لكن من يخالفة الرأي .

  أن  الحراك  أفتقد للتنظيم والتنسيق والعمل المؤسسي المسؤول وأقتصر فقط على الخطابات الرنانة والمواقف الإرتجالية واصبح يستعدي شعب الشمال بدل من نظام صنعء ونسي ان شعب الشمال يعاني الأمرين ونسي الحراك قول المولى عز وجل (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) . (فصلت:34)   فعلا لو أيقن الحراك معنى الأية الكريمة لما وصل حاله لهذا الوضع المزري فبعد أن قوة شوكة الجنوب وأبرز قضيته بالسنة الأولى فرط به بعد ذلك  حيث أن أخلاق وتصرفات أصحاب أي قضية تحدد قوتها فإذا كانت أخلاقهم  حسنة وتصرفاتهم  موزونة لن ولن تنهزم قضيتهم  ولو كان عدوهم أعتى الأنظمة وإذا كان العكس فمصير قضيتهم الفشل حتى لو كانت من أعدل القضايا

 4- شعب الجنوب:

  أيضا شعب الجنوب كان له نصيب من التفريط بالجنوب عن طريق العاطفة  والتي أسسها علي البيض الذي رمى الجنوب بوحدة مع نظام سياسي يعتبر من أحقر الأنظمة وأشدها نكث بالعهود والمواثيق والذي لم يستمع لصوت العقل  في المواقف التي تحتم عليك الركون إلى عقلك لا عاطفتك والأن وفي هذا الوقت لا زال جزء كبير من شعب الجنوب يتعامل مع قضية الجنوب بعاطفته متناسي أننا بزمن العقل والحنكة السياسية وأننا بزمن الثورات الشعبية التي تتطلب الذكاء والتفكير الحاذق.

فعلا أنك لتأسف كل الأسف أن ترى بالجنوب من مازال متشبث بالعاطفة وعقدة الأنا ونظرية المؤامرة وكأنه لم يستفيد من كل التجارب الذي مر بها ونسى قول المصطفى عليه الصلاة والسلام حينما قال  : لا  يلدغ  المؤمن  من جحر واحد مرتين  الراوي:  أبو هريرة  المحدث:   البخاري - المصدر:   صحيح البخاري  -  الصفحة أو الرقم:  6133 خلاصة حكم المحدث:  [صحيح] وكم تفرح كل الفرح حينما ترى عقليات ناضجة فهمت الدرس سواء من الحراك كالسعدي أوالناخبي والذي فصل من الحراك بسبب ماذكرت وتفرح بفكر علي ناصر والعطاس المتزن وهنا أنا لا أروج لمشروع الفدرالية ولكن أقول أن الوعي والنضوج والإعتدال سبب رئيس بنجاح قضية الجنوب وأستعادة حقه بعد أن تم التفريط به.

على أمل اللقاء بكم بمقال أخر وحتى ذلك الحين أستودعكم الله التي لا تضيع ودائعه

  aden.love2@yahoo.com