مليشيا الحوثي تنقل الدورات الثقافية الى بيوت عقال الحارات وتفرض على المواطنين حضورها توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه عاجل: أول فوز تاريخي لليمن في كأس الخليج كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام
أين كان المتباكون اليوم على القضية الجنوبية نائمون في العسل خلال السنوات الماضية، ولماذا زاد نشاطهم وعلت أصواتهم مؤخراً؟!! ومن جهة أخرى أين كان الجهاديون أو من يسمون أنفسهم (أنصار الشريعة) طوال ثلث قرن من حكم صالح، ولماذا لم ينتبهوا لأمر تحكيم القران والسنة إلا خلال هذه الفترة –وكأننا الآن صرنا نحتكم للتوراة والإنجيل؟ !!
لم يرحل صالح ولم يسقط النظام تماماً ولم تنضج الثورة وتؤتي أكلها بعد، ومع ذلك بدأ البعض يستعجل قطف الثمار، كلٌ يغني على ليلاه وكلٌ يرقص بطريقته الخاصة، في سعي محموم وقتال مستميت على جلد الشاة قبل ذبحها، فظهر في صفوف الثوار من يدعوا للفرقة وشق الصف وظهر فيهم من يطالب بتصحيح المسار -بحسن نية أو بسوء نية- وظهر من ينتصر لحزبه أو مذهبه أو منطقته، متهماً الآخرين ومحرضاً عليهم ومشككاً في نواياهم ..
وظهر أيضاً من ينسب المجد كله له والفضل كله إليه فهو القلب النابض والدينامو المحرك، وهوالمخطط والمنفذ والمضحي والسباق والمبادر، أما الآخرين فجاؤا من بعد، تسلقوا على الظهور وركبوا الموجة، وهكذا بدأ الفرز الخبيث، هذا يمين وذاك يسار، هذا مطلع وهذا منزل، هذا أخضر وذلك أصفر، هذا يهتف للحوثي وغيره يطالب بالإنفصال.. فإختلفنا وتباينا وبدأنا نتنازع ونتشارع، ويا خوفي يا خوفي أن نفشل وتذهب ريحنا !!
لا ضرر في أن يكون لكل منا آراؤه ومعتقداته وأفكاره الخاصة التي يؤمن بها ويناضل من أجلها، ولا بأس في أن يكون لأي منا إنتماءه الحزبي أو المذهبي أو ما شئت..، ولكن العيب كل العيب! أن يقيد المرء إنتماءه ويحاصره ويعميه عن رؤية ما سواه، ليعتقد بأنه يملك الحقيقة المطلقة، فيرفض الآخر ويعاديه ويقصيه، فلا يعد يرى إلا لون واحد، ولا يظل يكرر إلا نفس الإسطوانة، ولا يتعامل مع الآخر إلا بما يلبي مصالح حزبه أو مذهبه، فذلك برأيي هو الغباء والحمق بعينهما !!
لأن مصلحة الوطن أكبر وأسمى من كل الجماعات والأفراد، ولأن الحياة في غزارتها وتطورها وتراكم أحداثها وتلاقح ثقافاتها متغيرة ومتجددة ومتنوعة.. والدين أشمل وأوسع من أن يفهمه إمام واحد أو يحيط به مذهب معين أو تلم به طائفة محددة.. ولهذا يقول الإمام الغزالي في كتابه (ميزان العمل): (إن لكل مذهب ما يخالفه في مذهب آخر، وليس في أي منهما معجزة تجعله أرجح من منافسه، فعليك بمجانبة الإلتفات للمذاهب وطلب الحق عن طريق النظر ).
لهذا أدعوا الجميع ممن يحسب نفسه في صف الثورة أن يكبر بحجمها، وأن يسمو فوق الجراح، لئلا ندع إنتماءتنا الضيقة ومهاتراتنا -التي لا تخدم سوى أعداء الثورة- وإختلافاتنا مهما عظمت تقلل من روعة الحدث الجلل والهدف السامي الذي ناضل من أجله شعبنا وإستحقه بإقتدار ...
وقد رأينا مؤخراً ورأى العالم كله، كيف أن شعبنا العظيم بكل أطيافه وإتجاهاته ثار ضد إجرام صالح وأسرته الفاسدة، حين هبت الجماهير العريضة بمختلف المحافظات في مضاهرات وإعتصامات مستمرة ذابت فيها كل الفوارق وإنصهرت فيها كل الخلافات وإلتقى فيها الجميع في بوتقة واحدة وعلى شعار واحد: (معاً لنبني اليمن الجديد ).
وأجزم يقيناً أنه لن تنتهي مؤامرات صالح ودسائسه إلا برحيله نهائياً، ليس عن دار الرئاسة فقط وإنما لأبعد ما أمكن!! فالفتن والنعرات والأشواك التي زرعها فينا خلال 33 سنة ويعمل الان على زرعها في طريق الثورة لم تعد خافية على أحد، بدء بنصيحته المفخخة الملغومة (سَرَقوا ثورَتكم) وإنتهاء بتحريضه ودعمه للجماعات المتطرفة المسلحة وللأصوات النشاز المطالبة الان بالإنفصال ..
لأن (الثورة) -كما أفهمها- هي إنتفاضة وتمرد وغضب شعبي عارم لتصحيح أخطاء الواقع وتغييره وإحداث نقلة تنويرية حضارية شاملة نحو الأفضل، وهي إنطلاقة جبارة وإندفاع هائل نحو الحرية والنهوض والبناء، وهي إنتصار على الجمود والتخلف والكهنوت والقوالب الجاهزة، وكسر لقيود الماضي وعقد الخوف والرعب التي زرعها النظام السابق، لبناء نظام جديد بحماس واعي ورؤية ثاقبة وثقافة مسؤولة تبني لا تهدم وتجمع لا تفرق !!