آخر الاخبار

رابطة أمهات المختطفين تطالب بالافراج عن 549 مختطفاً و 199 مخفيا قسرًا وتستنكر الانتهاكات المستمرة بحقهم تدشين الورشة التدريبية لبرنامج المنح المدرسية بمأرب. السلطات المحلية بذمار توجه نداء عاجلا للأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بسرعة إغاثة المتضررين من السيول في مديرية وصاب ما حقيقة اكتشاف أول إصابة بـ ''جدري القرود'' في اليمن؟ مستجدات قيفة رداع... مليشيا الحوثي تهرّب مغتصب الطفل وتدفع بتعزيزات ووساطة والقبائل تتداعي وتحشد مسلحيها عاجل.. اطلاق المرحلة التجريبية للإنترنت الفضائي في اليمن وتحديد موعد دخول التغطية للخدمة رسميا مسئول يصف المبعوث الأممي بـ ''المتواطئ'' ويعتبره ممثلا لمليشيات الحوثي ماذا يعني اعتماد الهوية ووثائق السفر اليمنية دوليا والإنضمام لمنظمة الايكاو ؟ مستجدات حادثة انفجار محطة الغاز.. رئيس الحكومة يتعهد بمحاسبة المسؤولين المقصرين ويصدر توجيها لمؤسسة وشركة الغاز الأحمر الصغير يستهل مشوار دفاعه عن لقب بطولة غرب آسيا بلقاء نظيره العماني غدا

حضارة الإنسان قبل حضارة المكان
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 17 يوماً
الثلاثاء 14 يونيو-حزيران 2011 05:53 م

 جميل أن تكون لدينا طرق معبدة وشوارع واسعة وحدائق منظمة، وأجمل من ذلك أن يكون عندنا أمة واعية وشعب مثقف وجيل متعلم موهوب، زراعة الأفكار في أدمغة العباقرة أعظم وأجل من زراعة النخيل في البساتين الفيحاء، احترام الذوق العام والاعتناء بالنظام وترتيب شؤون الحياة والتزود من العلم والمعرفة أنفع لنا من نوافير تضخ الماء في الميادين العامة، ومن ناطحات سحاب تختال في السماء، ومن أبراج عاجية تمتطي الجو. إن صناعة الإنسان إنجاز كبير تقوم به الدول المتحضرة؛ لأن الاستثمار في الإنسان أغلى وأثمن من الاستثمار في المكان، نحن في الشرق نهتم بالبناء والحيطان والجدران والآثار، وهذا جميل، لكن الأجمل منه الاهتمام بغرس الفضيلة في النفوس والرحمة في الأرواح والمعرفة في الأذهان؛ لأن الإنسان محور الحضارة ونقطة الانطلاق إلى آفاق الرقي والازدهار، ماذا تنفعنا فنادق فارهة وجسور عملاقة وقاعات واسعة مع حشود من الجهلة والمتخلفين الصادين عن العلم النافع والمعرفة الراقية والخلق الكريم؟! إن الإنسان الجاهل الهمجي يخرب العمران ويفسد المكان، إن القطيع من الهمجيين الغوغائيين المنحرفين يتحولون حتى في المدن الراقية إلى لصوص وقطاع طرق ومحاربين وشبكات من المخربين ومروجي الأفكار السامة والأعمال الهدامة، نريد صناعة بشر بنور الوحي على أرض الرسالة يسقى بماء الهمة ويكسى بجلباب الأدب الجميل والسلوك الراقي، تعال بإنسان مؤمن متعلم منظم مرتب إلى قرية مبعثرة بالية فسوف يحولها إلى روضة أنس ومهرجان معرفة وساحة عمل وإنتاج، وتعال بإنسان متخلف سفيه طائش أهوج بليد إلى حي راق منظم مرتب جميل فسوف يحول الحي إلى سوق من الضوضاء والهمجية وإلى أطلال بالية بفساد ذوقه وقبح نفسه وسوء تصرفه وذميم أفعاله! في العالم العربي تقام حدائق للحيوان فيؤتى بأسد من أوغندا وحية من كينيا وثعبان من السنغال وفيل من الهند وثور من إسبانيا وبغل من رومانيا، ثم يصرف على الحديقة ملايين في الغذاء والنظافة والترتيب والحراسة والدواء والسكن، ولكن الجمهور المتفرج في حاجة إلى مال يتعلم به وينظف جسمه ويصحح أفكاره ويغسل ثوبه ويشبع بطنه ويصرف على أسرته ويعلم أبناءه، ولكن للأسف تجد الكثير من هذا الجمهور المتفرج على الحيوان المكرم المعتنى به جاهلا أميا محدود المعرفة ساقط الهمة عديم الذوق! في الدول النامية المتخلفة يهتم فيها بالصورة والمظاهر والظاهرة الصوتية والقوالب على حساب المضمون والمدنية والرقي والنظام والذوق العام والمعرفة. وفي الدول المتحضرة يهتم فيها بالمعاني وقيمة الإنسان وتنمية الفكر وتربية الموهبة وتثقيف الإنسان والاهتمام بالنابغين والتنافس في الريادة العلمية. إن العبرة بالسيف الصارم لا بذنبه الجميل، فلو ألبست إنسانا جاهلا منحطا سفيها تاجا على رأسه ونياشين على أكتافه وأوسمة على صدره لبقي صفرا كحاله الأول لا يزداد إلا انحطاطا وضعة وخفة، ولو ألبست عالما موهوبا منتجا عاملا أسمالا بالية وثيابا ممزقة لبقيت قيمته وجلاله ورزيته في نفسه ولما ضره لباسه. وفي الحديث الصحيح قوله - صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم).