وزير الدفاع يفتح ملف التعاون مع أمين التحالف الإسلامي العسكري بالرياض تراجعات بأسعار النفط بعد أكبر مكاسب أسبوعية في نحو عامين حركة حماس تفاجئ تل أبيب في ذكرى طوفان الأقصى برشقة صاروخية هزت المنطقة إسرائيل لأول مرة تحيي ذكرى «هجوم حماس»... وتكشف عن خسائرها الولايات المتحدة الأمريكية تقدم عرضا لإسرائيل مقابل الامتناع عن مهاجمة أهداف معينة في إيران بعد بشرى الانتصار الأخيرة والمفاجئة في الجيش... عودة آلاف السودانيين من مصر إلى بلادهم 7 لاعبين لديهم أعلى قيمة سوقية حين قرار الاعتزال هجوم إسرائيلي واسع وغير مسبوق على غزة والمقاومة تكثف عملياتها نيويورك تايمز تكشف كيف جمعت إسرائيل كنز معلومات من لقاءات سرية لحزب الله أردوغان يتحدث عن مخطط خبيث حيز التنفيذ لرسم حدود المنطقة بالدماء.. ماذا قال عن اليمن؟
مؤلم أن ترتهن منظمات أو أحزاب وتجمعات قبلية بأن تكون لعبة في يد خارجية، والأكثر إيلاماً أن تحل خلافات وطنية بقوة السلاح، ثم تأتي لتدخل أطرافاً خارج دائرة المشكلة أو القضية، والحوثيون عنصر مشابه لقوى لعبت أدواراً لصالح الغرب والشرق وأحياناً طابوراً خامساً لإسرائيل، كما جرى في مناطق عربية أخرى..
لقد فضلت المملكة الحياد في الصراعات العربية الداخلية بما فيها اليمن لإدراكها أن الحساسيات السياسية قد تتطور إلى اتهامات فحروب أو أعمال تخريبية، والتجارب كثيرة، لكن أن تصل الأمور إلى الاعتداء على حدود وطنية وقتل أبرياء والتفاخر باحتلال أراض لدولة مستقلة، يدخل في باب الحرب، مما لا تسمح به الأعراف الدولية أو أي قانون بانتهاك سيادة أي وطن، وفي هذا الموقف لم يكن لنا الخيار غير الدفاع عن أرضنا وسيادتنا طالما هناك من أراد دفعنا لهذه المواقف...
فالحوثيون قاموا بإرسال مقدمات كإتهام السعودية بمساعدة الحكومة اليمنية وأن قواتها تضرب مواقعهم، وهو ما نفته المملكة، والأمر ليس جديداً عندما تخسر أي فئة مواقعها وتشعر بالخسارة، تلجأ إلى خلق جهة أو عدو تضيفه لخلافاتها،وعملية فتح معركة مع المملكة لصالح طرف خارجي ، وتسويغ هذا الأمر بخلق قلاقل لها تأتي كشاهد أن الحوثيين مجرد أداة في إدارة لعبة أكبر، لكننا لن نسمح أن نوضع في دوائر الأزمات ولهب الحروب، ومع ذلك سنتبع مبدأ الدفاع عن حقنا ولدينا وسائلنا الخاصة، في نفس الوقت لا نريد تصفية حسابات مع أي أحد..
فالمملكة لا تريد أن تكون طرفاً في مشكل يمني داخلي أو تكشر نياب الذئاب أو لبس جلود الحملان، فالقضية واضحة، وقابلية حلها بيد اليمنيين أنفسهم وقد عملنا ، ولا نزال بكل جهودنا على استقرار اليمن الذي ندرك أهميته أن يكون بلداً يتسع لكل المذاهب والأحزاب ويبني مؤسساته بإرادة جماعية، ولعل الحوثيين يدركون من تجارب اليمن نفسه كيف كانت خسائر الحروب الأهلية والانقلابات، وأيضاً اتخاذ تجربة لبنان والعراق وأفغانستان وغيرها ومدى ما خلفته تلك الحروب من مآسٍ لا تزال تدفع ثمنها حتى اليوم..
لقد عاش اليمن في عهوده المختلفة وحدته الوطنية، ولم تبرز الطائفية حتى في أقسى الظروف، إلا أن الحوثيين الذين أرادوا تغيير المعادلات بخلق فوضى تقسم اليمن إلى ولاءات وصراعات قبلية بمذاهب متعددة، ليس خطاً جديداً لأن الدافع ظل كيف يجب أن تحكم طائفة طوائف أخرى، وهذا يأتي كإخلال بالوحدة الوطنية، لأن الجامع بين أطياف المجتمع اليمني ظل اللازمة والهدف ، أما أن يأتي من يريد شق هذه الوحدة، ليكون رد فعل الدولة الرفض واستخدام حقها الوطني، فكل المبررات تسقط، والحوثيون لا يريدون أن تكون سيادة الدولة قائمة بالرغم من محاولاتها فتح النوافذ، وإعلان الهدنة وجلبهم للحوار تحت سقف وطني، غير أن الخطوط المتعرجة لقيادات الحوثيين أدت إلى أن تحدث المعارك، وهي ليست سابقة وقعت فيها الحكومة اليمنية، وإنما جاءت لتدافع عن حق مشروع لسلطة قانونية، والمملكة بدورها تتعامل مع السلطة بقانون العلاقات المتعارف عليها ولا تريد أن تكون سبباً في أي قضية داخلية..
المصدر / صحيفة الرياض