إرث إيران الدموي
بقلم/ عبدالعزيز العرشاني
نشر منذ: أسبوعين و يوم واحد و 17 ساعة
الأربعاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2024 08:39 م
  

على يد ايران الشر ومطاياها من الشيعة دفع الشعب السوري خلال 13 عاما هي عمر ثورته فاتورة باهظة التكاليف، وكان الثمن 1.5 مليون شهيد، و 12 مليون مشرد، والملايين في المعتقلات والسجون السرية، ومدن وقرى سويت بالأرض وأصبحت اطلالا، سبقها عقود من التغريب والألم والوجع والقهر والتشريد ومصادرة الحريات هي خلاصة حكم الأقلية النصيرية على رأسها عائلة الأسد المدعومة من الغرب المستعمر.

سلم الاحتلال الغربي الفرنسي سوريا لأقلية الشيعة النصيرية وخلال 54 عاما عاشت البلاد حبيسة للمعتقلات والسجون، وهاهو الغرب الفاجر يريد تسليم اليمن للشيعة الحوثية استنساخا لتجربته الناجحة في سوريا.

سوريا كانت مكونة من قسمين القسم الأول فوق سطح الأرض وعليها نصف سكان سوريا ويعيشون تحت الجبروت والقهر والظلم والملاحقات الأمنية وتكميم الأفواه، والقسم الثاني مخفي تحت الأرض ويعيش فيه النصف الثاني من سكان سوريا الذين لا يرون ضوء الشمس وفيه السجون والمعتقلات والزنازين وتحدث بين جنباته الاعدامات الجماعية بلا قانون والتعذيب بمختلف أشكاله وألوانه، وكان سجن صيدنايا العسكري الذي ضم بين جنباته عشرات آلاف السوريين والسوريات المعذبين يمثل أيقونة الجحيم، ومثله الكثير والكثير من السجون والمعتقلات في كل محافظة سورية سواء كان معروفا وظاهرا أو سريا ومخفيا، ومثل هذا النموذج السوري يوجد في كل بلد يقبع تحت الاحتلال الإيراني القبيح مثيلا له.

وبانتصار الثورة السورية انزاح حمل ثقيل عن سكان الشام، تحس بذلك من الفرح العام العارم، فكلهم بكافة نحلهم وأطيافهم وطبقاتهم وأعمارهم وأجناسهم لهم حضور في هذه الفرحة الكبرى تظهر ملامحها عيانا ولا تخفى على أحد، فالزغاريد في كل بيت، فهو فرح حقيقي وغير مصطنع.

لقد انتصر الشعب السوري من أول يوم اشتعلت فيه شرارة ثورته في العام 2011م، وما فتح ودخول الثوار والنازحين في 8 ديسمبر من العام 2024م للمدن وآخرها العاصمة دمشق سوى أثار مترتبة وملحقات وصدى لانتصاره.

12 يوما طوت 54 عاما من حكم النصيريين الشيعة لتنتهي إلى غير رجعة جاثوم هلال إيران الشيعي، انكسر فيه مركز الثقل والاهتمام الشيعي وسيصبح أثرا بعد عين، انتهت بملايين القتلى في البلدان العربية وملايين المهجرين والمشردين والنازحين ومئات الآلاف من المساكن المهدمة والمنهوبة وعشرات المدن المدمرة وآلاف أطنان المخدرات والحشيش المهرب للدول العربية مع سياسة التجهيل والإفقار الممنهج وإحياء النعرات القومية والمناطقية والطائفية والمذهبية والقبضة الأمنية الحديدية، انتهت بعد إجرام قل نظيره على مدار التاريخ الحديث والقديم، انتهت حقبة يندى لها جبين البشرية وفيها يبرز الحقد والكره الأعمى وأن كانت حقبة تحصين وجرعة لقاح لكل عربي من إيران الشر وأدواتها والمد الشيعي ستظل فاعليته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، انتهت بعد تعري جبهة المقاومة والممانعة وانكشاف كذبها وزيفها والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، وها هي لبنان تحررت وستتحرر اليمن قريبا خلال العام القادم فلن يطول بقاؤها تحت مطايا إيران الحوثيين وستليها العراق مباشرة.

أن هذا الانتصار المذهل وغير المتوقع رسالة مفادها: أعمل جهدك وليس عليك تحقيق النتائج فالنصر بيد الله سيحققه بطريقة أو بأخرى بما لا يتخيله العقل ولا تخطر على بال البشر، سيسوق الأحداث ويلين العقبات ويسوي العوامل المصاحبة والمؤثرات ويلوي النتائج لتكون في صالحك ليخرج النصر في الأخير بسيناريو كان في حكم المستحيل.