آخر الاخبار

رابطة أمهات المختطفين تطالب بالافراج عن 549 مختطفاً و 199 مخفيا قسرًا وتستنكر الانتهاكات المستمرة بحقهم تدشين الورشة التدريبية لبرنامج المنح المدرسية بمأرب. السلطات المحلية بذمار توجه نداء عاجلا للأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بسرعة إغاثة المتضررين من السيول في مديرية وصاب ما حقيقة اكتشاف أول إصابة بـ ''جدري القرود'' في اليمن؟ مستجدات قيفة رداع... مليشيا الحوثي تهرّب مغتصب الطفل وتدفع بتعزيزات ووساطة والقبائل تتداعي وتحشد مسلحيها عاجل.. اطلاق المرحلة التجريبية للإنترنت الفضائي في اليمن وتحديد موعد دخول التغطية للخدمة رسميا مسئول يصف المبعوث الأممي بـ ''المتواطئ'' ويعتبره ممثلا لمليشيات الحوثي ماذا يعني اعتماد الهوية ووثائق السفر اليمنية دوليا والإنضمام لمنظمة الايكاو ؟ مستجدات حادثة انفجار محطة الغاز.. رئيس الحكومة يتعهد بمحاسبة المسؤولين المقصرين ويصدر توجيها لمؤسسة وشركة الغاز الأحمر الصغير يستهل مشوار دفاعه عن لقب بطولة غرب آسيا بلقاء نظيره العماني غدا

بين الولاء والعصبية
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: 5 أشهر و 18 يوماً
الخميس 14 مارس - آذار 2024 10:22 م
 

   الولاء الوطني إحساس واعٍ بالانتماء الى الارض والانسان، وشعور وجداني يمثل أرقي درجات الحب والايمان بروابط الثقافة والتاريخ.. هو إخلاص بلا شروط، وتضحية بلا ثمن، حيث الوطن يكون أولا، وحيث القيمة المقدسة التي لا تمس.

 

   حينما يكون الوطن جزءا من تكوين الفرد تسقط اعتبارات المصالح وتصفو المعاني وتزول الشكوك حول جدلية الانتماء بين الانسان والهوية؛ تبرز أهمية هذه المعايير عبر جملة من الافعال الحيوية، التي تتشارك فيها الدولة والمجتمع من خلال:

 

• الحفاظ على سيادة الوطن ومقدراته الحيوية وعدم تعريضه للخطر.

• حمايته من التدخلات الخارجية، ومنع الاعتداء عليه.

• رفض كل أشكال العلاقات المشبوهة فردية أو جماعية تهدد أمنه واستقراره.

• محاربة رموز الخيانة وادوات البيع والشراء بقضايا الوطن ومكتسباته.

 

   ذلك هو المفهوم المثالي للولاء الوطني، الذي يشعر به أي مواطن سَويٌ يرتبط بهوية ووطن؛ لكن وعي الأفراد يتشكل عادة تبعا للثقافة السائدة في مجتمعاتهم وبيئاتهم الصغيرة، فينشؤون فيها على ولاءات متعددة في إطار الأسرة والعائلة والقبيلة ثم الوطن.

 

بين العصبية.. والولاء:

في اليمن كما في كثير من البلدان العربية والإسلامية، تتوارث الأجيال قيما وعادات وتقاليد تنطوي في كثير منها على عصبية، يأخذونها عن الآباء والأجداد بالتلقين والممارسة اليومية؛ ثم إن المجتمعات الشرقية هي في الغالب مجتمعات استبدادية، ومن السهل ان تتشكل فيها الأجيال تبعا لبيئاتها وابجديات معارفها الأولى، حتى وان درس البعض في أرقي الجامعات، لكنه يعود لطبيعة التنشئة البدائية (قبلية، وطائفية، ومذهبية، وجهوية)، والأمثلة كثيرة في المجتمعات العربية، التي عبثت بها الأحداث مؤخرا، وتغيرت فهيا القواعد من نظام الى نظام ومن عصبة الى أخرى.

 

   الأحداث التي عصفت ببعض دول المنطقة منذ حرب الخليج الثانية (أغسطس 1990) ومرورا بأحداث "الربيع العربي"، التي تتفاعل سيناريوهاتها منذ 2011 مرورا بانهيار الدولة في أكثر من بلد عربي وحتى اليوم، كلها أحداث خلقت شرخا كبيرا في البنية الوطنية، والنسيج الاجتماعي؛ ذلك لأن الأحداث التي تنطوي على أعمال عنف، واستلاب للحقوق والحريات، هي أحداث تثير نوازع الحقد والكراهية، وتبدأ بإعادة انتاج العصبيات العرقية، والقبلية، والمناطقية، والجهوية؛ الامر الذي يساعد على خلق ولاءات ضيقة تخصم بالضرورة من الرصيد الوطني.

 

  شعبنا اليمني كما كل الشعوب العربية ممتلئة انتماء ووطنية وولاء، لكنها بسيطة وسهلة التلقين.. بمعني انها سريعة التأثر بخطابات وتوجهات النخب السياسية، والحزبية، والجماعات الدينية، والزعامات الاجتماعية؛ وإذا ما قرأنا خارطة القوى السياسية اليمنية المعاصرة (مثلا).. أعنى القوى الممسكة بخناق الوطن اليوم سنجد ان أغلبها يلعب على المسرح السياسي بأجندات طائفية ومذهبية، وقبلية وعرقية أو جهوية – مناطقية وبمرجعيات خارجية، وهي لا تثير العصبية وتمجد الولاءات الضيقة فقط، وإنما هي تروج لولاءاتها الخارجية بمبرر إن حل المشكلة اليمنية بيد الخارج، مع انه ليس بيده سوى مشكلة هذه النحب المنفلتة، ومصالحها، واعتماداتها، وميزانياتها.

 

   ولهذا، لم تتمكن النخب الحاكمة اليوم من استيعاب وهضم الفكرة الوطنية الجامعة، ولم تتمكن خلال تسع سنوات من الحرب حتى من فتح الطريق أو صرف المرتب، ولم تتمكن من تجاوز عقد النقص وحالة التقوقع التي تعيشها حول القرية أو الجهة، والقبيلة أو السلالة والعائلة.