بعد أيام من استهدافها في البحر الأحمر..مليشيات الحوثي تعلن تنفيذ توجيهات طهران بشأن سحب سفينة سونيون صنعاء .. قيادي حوثي يوجه صفعه من مسافة صفر لرئيس الحكومة الانقلابية الجديدة والأخير يشكو إهانته إلى المشاط - تفاصيل الواقعة هل دخلت اليمن دوامة التغيرات المناخية؟ الإغراءات السعودية تربك ذهنية فينيسيوس وتشتت انتباهه .. ماذا حدث لأبرز نجوم ريال مدريد ؟ أحد أفراد الأسرة الحاكمه في السعودية يتعرض للسرقة في نيويورك المبعوث الأميركي يكشف لماذا لم تتوقف الحرب في السودان ويتحدث عن جهات خارجية تصب الزيت على النار شابة ألمانية تطعن 5 أشخاص في حافلة والإعلام الألماني يرفض تصنيفها بالارهابية شاهد.. سيول غير مسبوقة تجتاح المدينة المنورة عاجل.. معارك طاحنة في قيفة رداع بين القبائل ومليشيا الحوثي ومقتل مشرف للجماعة منظمات محلية ودولية تعلن موقفها من اختطاف المليشيات الحوثية لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في اليمن
جميل ان تنبش في الذاكرة، والاجمل منه ان تسترجع ذكريات الزمن الجميل .. الطفولة والنشأة، أصدقاء الحارة وزملاء المدرسه، و"الجعالة" ودكاكين الجيران، وتقاسم هموم الطفولة، والتحصيل العلمي، والعمل والحياة مع اقرب الناس إلى القلب والذاكرة، الذين ان غابوا فحفرت في الذاكرة فوجدتهم.. خربشات في جدار العمر ..
عنوانا سهلا وجميلا وجذابا اختاره العزيز عبدالعزيز الكميم لسرد مذكراته، التي يمكن للقارئ المثقف والبسيط ان يستمتع بقراءتها ويستفيد منها لسببين بسيطين:
الأول: طابعها السردي لا يخرج عن البيئة التي تشكلت فيها .. أعني صنعاء .. المدينة المبهرة، الفاتنة بمعمارها وازقتها وحاراتها الانيقة؛ "الابهر"، و"المفتون"، وسوق الملح، وطلحة، والفليحي ثم ناسها، الأكثر لطفا وادبا ولياقة ومدنية.. الثاني: انطوت المذكرات على محطات هامة عاشها المؤلف، ارتبطت بمجريات الاحداث المتلاحقة والحياة السياسية والعامة في البلاد. شواهد واحداث: خربشات الاستاذ عبد العزيز الكميم انتجت كتابا قيما بحجم 312 صفحة بإخراج وطباعة مميزة ..
حظي بمقدمة ضافية بقلم السياسي والاكاديمي الانيق أ. د. عبدالعزيز بن حبتور، لخصت محتواه بنقاط محددة وحروف مضيئة، اضفت على المذكرات طابعا اكاديميا، وبينت حجم واهمية محطاتها التي ارتبطت باحداث الحياة السياسية والعامة في البلاد منذ عقد السبعينات وحتى اليوم.
الخربشات في جدار العمر المديد (ان شاء الله) للاستاذ عبد العزيز شيقة وملفتة بحجم الشواهد والاحداث والاسماء الكثيرة والكبيرة، التي استحضرها في سياق مزج بين البساطة وتكثيف الفكرة في صياغة اللحظة وتصوير الموقف. بعيدا عن زحمة الاحداث المجنونة التي تفتك بانساننا ومجتمعنا ..
استطاع العزيز عبد العزير ان يقدم عملا يعكس الوجه الطبيعي لحياة المجتمع اليمني وتقلب الاحداث فيه.. فعبدالعزيز هو طفل البيئة الصنعانية الجميلة، والطالب المجتهد، والسياسي الشغوف المتابع للاحداث والقريب من رجالات الدولة وصناع القرار، فالمتدرج في العمل الحكومي من موظف بسيط الى الوزير ، ثم السفير وعضو مجلس الشورى، واحد قيادات العمل السياسي والتنظيمي، الذي لم يتوقف عن الخدمة والعطاء في أصعب واحلك الظروف.
أجمل ما لفت انتباهي في "خربشات" صديقي الرائع عبد العزيز الكميم ان الجوائح تدفعه الى رحاب الامل والعمل والنشاط؛ ففي كورونا ظهر بذاكرة حية وقلم يقطر لطفا ووفاء للقيم الجميلة التي تعلمها في صغره، وتمثلها في تعاملاته مع الاصدقاء، والأهل، والزملاء. قناعات ووفاء:
لا انسى ارتباط عبدالعزيز بقناعاته الأخلاقية والفكرية، التي تعكسها "خريشات في جدار العمر"، ولا يزال يرى فيها خلاص اليمنيين من فوضى الهيمنة والتسلط والفساد والجشع والاحتكار، وهي صفات وقفت عليها وشهدتها من خلال نقاشاته الخاصة والعامة، وزمالتي له في مجلس الشورى، ثم انتقاداته للسجالات الاعلامية التي كانت تدور مع الاشتراكي تحديدا حينما كنت رئيسا لتحرير جريدة "22 مايو" ثم رئيسا لدائرة الفكر والثقافة والاعلام بالمؤتمر الشعبي العام.. "خربشات" الاستاذ عبد العزيز تأخذك الى الحديث عن تجربة ناجحة في الدولة والعمل العام .. في الوزار، والسفارة، والشورى، ومشاركاته في المؤتمرات التخصصية، والمنتديات الاقتصادية، ثم قراءته المشوقة لتفاعل الاحداث في زمن مماحكات شركاء العمل الوحدوي، التي تضمنها تجربته الشخصية في التعامل مع الشد والجذب، وحمأة الاستقطاب عند اطراف الصراع..
المذكرات "الخربشات" لصاحبي ابن الكميم خفيفة في سردها .. جميلة في شكلها، وحميمية بمضمونها، تؤرخ لنشاط وحيوية جيل الثورة والجمهورية .. هي حقا مذكرات جديرة بالقراءة..
تحية للعزيز عبدالعزيز وللخربشات الجميلة التي وثق بها مسيرة حياة وعمل وامل، وأطل مشرقا بذكريات تنطوي على المام بكثير من المواقف والاحداث الوطنية.