آخر الاخبار

رابطة أمهات المختطفين تطالب بالافراج عن 549 مختطفاً و 199 مخفيا قسرًا وتستنكر الانتهاكات المستمرة بحقهم تدشين الورشة التدريبية لبرنامج المنح المدرسية بمأرب. السلطات المحلية بذمار توجه نداء عاجلا للأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بسرعة إغاثة المتضررين من السيول في مديرية وصاب ما حقيقة اكتشاف أول إصابة بـ ''جدري القرود'' في اليمن؟ مستجدات قيفة رداع... مليشيا الحوثي تهرّب مغتصب الطفل وتدفع بتعزيزات ووساطة والقبائل تتداعي وتحشد مسلحيها عاجل.. اطلاق المرحلة التجريبية للإنترنت الفضائي في اليمن وتحديد موعد دخول التغطية للخدمة رسميا مسئول يصف المبعوث الأممي بـ ''المتواطئ'' ويعتبره ممثلا لمليشيات الحوثي ماذا يعني اعتماد الهوية ووثائق السفر اليمنية دوليا والإنضمام لمنظمة الايكاو ؟ مستجدات حادثة انفجار محطة الغاز.. رئيس الحكومة يتعهد بمحاسبة المسؤولين المقصرين ويصدر توجيها لمؤسسة وشركة الغاز الأحمر الصغير يستهل مشوار دفاعه عن لقب بطولة غرب آسيا بلقاء نظيره العماني غدا

عندما تُنسى الإنسانية!!
بقلم/ هشام أحمد العزعزي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
الأربعاء 19 سبتمبر-أيلول 2012 05:09 م

في شهر سبتمبر من عام 2011 كانت الثورة قد قطعت شوطاً كبيراً في مشوار صناعة التاريخ، وبناء يمن جديد يقوم على قيمتي العدل والمساوة، وكان النظام آنذاك قد سقط شكلياً؛ لعدم قدرته على إيقاف الطوفان البشري الذي عزم على إسقاطه، وارتكازه على العنف والوحشية لمواجهة هذا الطوفان.

النظام اليمني السابق حاول بكل وسائل الهمجية و اللاإنسانية إفشال الثورة، وعمل جاهداً لردع الثورة و إحباط عزيمة الثوار ولكنه لم يدرك انه باتخاذ العنف سلاحاً ليواجه به بركان الشعب قد ارتكب خطئاً كبيرا فقوة السلاح لا تجدي نفعاً مع الشعوب الغاضبة، بل أنه يزيد من لهيب هذه البراكين...

ففي مجزرة جولة النصر التي استمرت لمدة ثلاثة أيام وراح ضحيتها المئات من أبناء هذا الشعب، والذي استخدم فيها النظام قذائف الآر بي جي، وقناصة المرتزقة التي استهدفت ارواح الثوار الذين لطالما رددوا \"بالروح بالدم نفديك يا يمن\" والذين لطالما حلموا بنيل الشهادة، وقدموا ارواحهم رخيصة على أكفهم فداء للوطن، وقد كانت ظاهرة استخدام الأسلحة الثقيلة فريدة من نوعها ابتدع فيها النظام أساليب ومهارات القمع وانتهج سياسة ديكتاتورية وسياسة نازية.

وأحد ضحايا تلك المجزرة الإجرامية الطفل\" أنس السعيدي\" أصغر شهداء الثورة السلمية، الذي لم يكمل سنته الأولى ولكن القدر وضعه في دائرة صراع لا ترحم!!

تلك الرصاصة التي اغتالت روحه البريئة لم تفرق بين صغير وكبير وإنما انطلقت من بندقية مأجور لا يعرف الرحمة لينتهي بها المطاف في روح بريئة لم تقترف أي ذنب ولم ترتكب أي جرم.

بكل تأكيد أنس لم يكن يعرف شيء اسمه ثورة ولا نظام تجرد من كل معاني الإنسانية ولا لقاء مشترك ولا الفرقة الأولى مدرع، ولكنه ُوضعَ بين أطراف صراع تسعى لنيل السلطة مهما كان الثمن وقد كان الطفل السعيدي من ضمن الفاتورة التي ُدفعت بدماء الشعب اليمني، وبالرغم من صغر سنه الا أنه يعتبر أحد رموز هذه الثورة، و شاهد على الجرائم التي ارتكبت بحق هذا الشعب.

أيها الطفل الشهيد لن ننساك ، ولن ننسى يد الغدر الي اغتصبت طفولتك وصادرت حقك في الحياة، ولن ننسى ان قتلتك طُلقاء، فقد منح القاتل \"حصانة\" تمكن من خلالها الفرار من وجه العدالة ، فمتى سيحصص الحق؟ ومتى ستسود العدالة؟ ومتى سيقدم أولئك القتلة إلى المحاكمة أم أننا سننتظر إلى عدالة السماء لتأخذ حق الشهيد أنس؟!!

فلتسامحنا يا أنس فقد تهاونا بدمك واعتقدنا أن التسوية السياسية هي الحل الأنسب ولكننا اغضينا البصر عن البند الذي ينص على إعطاء المجرم حصانة، وغصنا الى دهاليز السياسية لنجد أنفسنا في نفق لا يعرف صباحاً ولا تشرق فيه الشمس, وإنما يسود فيه الظلام الحالك....

لا بأس يا أنس فلتنم قرير العين ولتتأكد بأننا ماضون على درب الشهداء...

وليثق الجميع بأنه لا يحق لأي شخص أو جهة أن تمنح القتلة حصانة، أو أن يقدم صكوك المغفرة، أو أن يساعد بفرار المجرمين من وجه العدالة التي تبحث عن مغتصبيها!!

وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين .

مشاهدة المزيد