الشيخ الحنق: ما يقال عن وجود جماعات مسلحة في أرحب كذب وافتراء وما يحدث هو دفاع عن النفس
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 26 يوماً
الخميس 11 أغسطس-آب 2011 11:30 م
 
 

تواصل قوات الحرس الجمهوري قصفها لمديرية أرحب، مخلفة هذا الأسبوع عدد من القتلى والجرحى والدمار العنيف في المنازل والممتلكات.

في هذا الحوار يتحدث الشيخ منصور الحنق -عضو مجلس النواب- لصحيفة الصحوة، عن حيثيات ومستجدات الاعتداء والقصف الذي يطال هذه المديرية.. فإلى الحوار:

حوار/ كمال السلامي

*حدثونا عن أسباب وبدايات اعتداءات الحرس الجمهوري على مديرية أرحب؟

- في البداية نرحب بكم في هذا اللقاء، وهو وفرصة طيبة لننقل للشعب اليمني وللمجتمع الدولي ما الذي يدور في قبيلة أرحب، من اعتداءات وتجاوزات لكل القوانين والأعراف الدولية، فلقد كنا نتصور أن الجيش الذي يتم بناؤه من ثروات الشعب وأقوات الفقراء والمساكين هو لحماية المواطنين وللحفاظ على أمنهم واستقرارهم لا أن يكون سبباً في قتلهم وتشريدهم وهدم بيوتهم.

وبخصوص الاعتداءات التي وقعت على أبناء قبيلة أرحب فلقد كانت البداية أن ألوية ما كان يسمى بالحرس الجمهوري والذي تحول إلى حرس عائلي يحمي مصلحة العائلة وليس مصلحة الشعب قامت بعمل نقطة عسكرية بالقرب من معسكر فريجة- اللواء 62- وسموها بنقطة الموت، وكانت المهمة الأساسية التي تنفذها هذه النقطة هي إيذاء أبناء القبيلة بشكل واضح وبيَّن، ثم انتقلت من الإيذاء إلى القتل، وكان أول الاغتيالات هو اغتيال الشهيد الأول حازم المراني، ثم الشهيد الثاني الشيخ عبد الحميد شبرين، كما أصيب اثنين من المشائخ هما الشيخ العميثلي والشيخ سوى، وقد حاول العقلاء من أبناء قبيلة أرحب لمرات عديدة أن يتدخلوا لتخفيف الاحتقان وتهدئة الناس لكي لا يصطدموا مع إخوانهم الجنود المغرر بهم في تلك الألوية، لكن لم تكن هناك نتيجة بل صعَّدت تلك الألوية من اعتداءاتها مرتكبة جرائم بشعة في حق أبناء أرحب.

*ما الذي حدث بعدها؟

- بعد ذلك حصلت الجريمة الوحشية في حق أبناء أرحب أثناء مرورهم من نقطة فريجة أو ما سموها بنقطة الموت، حيث تم منعهم من الدخول إلى بيوتهم بحجة أنهم يحملون البنادق مع العلم أن هذه المعسكرات تقع بمحيط قراهم، وعندما أصر أبناء أرحب على الدخول إلى قراهم فوجئوا بالقصف الوحشي والهمجي من قبل جنود الحرس بمختلف أنواع الأسلحة عليهم وعلى مخيمات الاعتصام السلمية على بعد كيلو متر من معسكر فريجة مما أدى إلى سقوط 8 شهداء في هذا المكان، وتحولت القضية إلى مأساة كبيرة داخل عزلة «شعب» فلقد قُتل أبناءها في أراضيهم وبأبواب بيوتهم ومنعوا من دخول بيوتهم، ثم تطور الموقف عندما بدأت ألوية الحرس في فريجة والصمع تقصف قرى شعب وهي «البلد والروضة والقصبة وبيت العذري الأعلى وبيت العذري الأسفل» وعدة قرى مجاورة، وأحدثوا فيها دماراً واسعاً.

*تحدثتم عن أن أبناء أرحب كانوا معتصمين بالقرب من المعسكرات.. لماذا؟

- الاعتصام كان سلمياً هدفه الحفاظ على الجنود والمواطنين من أي إشكاليات قد تحدث بينهم، ومنعاً سلمياً لتلك القوات التي تأتمر بأمر العائلة والفرد أن تتوجه إلى العاصمة صنعاء حفاظاً على أبنائهم وإخوانهم المتواجدين في ساحة التغيير بجامعة صنعاء، لأن المعلومات كانت تشير إلى أن هذه الألوية تم استدعاؤها من قبل بقايا النظام للتوجه إلى ساحة الحرية والتغيير لقتل المعتصمين هناك، فقام الآباء والشباب في أرحب بمحاولة إيقافها حتى لا ترتكب مجازر بحق الشباب، وبهدف إبقائها في مكانها كونها قوات تابعة للشعب وحاميةً له ولمكتسباته.

*سمعنا أن مشائخ ووجهاء أرحب التقوا بقادة تلك الألوية..ما الذي دار في تلك اللقاءات؟

- تم اللقاء ببعض القادة في تلك الألوية وتم التفاهم معهم على أن أبناء أرحب ومنتسبي تلك الألوية إخوة، وأنهم جيش للشعب وليسوا جيش لحماية أفراد أو أشخاص، وكنا نأمل أن نصل معهم إلى نتيجة ولكن كما قلنا صعَّدوا من اعتداءاتهم بقتل المعتصمين أمام منطقة فريجة والذين كان عددهم ما يقرب من 1000 شخص، وكان الاعتداء مباشرةً على الخيام والناس معتصمين بداخلها، ضربوهم بالدبابات والرشاشات وبكل الوسائل الممنوعة في حق المعتصمين السلميين، وقد حُرق المخيم بشكل عام وما بداخله من أثاث وغيرها وبعض الممتلكات الخاصة بالمواطنين تم نهبها من قبل هذه العصابة في نقطة فريجة ومعهم البلاطجة الذين يساندون الحرس العائلي، ثم تطور الموقف إلى أن قاموا بقصف القرى المجاورة، واستهدفوا المنازل بسكانها من الأطفال والنساء والمسنين، ولم يميزوا بين البشر والحجر، فلقد كانت قذائف الدبابات والمدافع وصواريخ الكاتيوشا تسقط على منازل المواطنين في قرى شعب، وتجاوزوا إلى ضرب المزارع والآبار الارتوازية حيث ضُربت أكثر من 15 بئرا ارتوازية بهدف حصار الناس، فجمعوا عليهم بذلك الجوع إلى جانب الخوف والرعب، ثم توسعوا في ضرب المنازل والبيوت بشكل عشوائي في معظم قرى المنطقة بكل ما يمتلكون من الأسلحة كالكاتيوشا وصواريخ غراد والقنابل المحرمة التي تقصف بها الطائرات وكذا الدبابات والمدافع، كانوا يقصفون القرى والمنازل وهم يعلمون أن فيها الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، وهناك تقارير تؤكد أن هناك عددا كبيرا من الأطفال والنساء قد أُصيبوا بحالات فزع ورعب نتيجة القصف العشوائي العنيف.

*ماذا عن الجهود الأخرى التي بذلها مشائخ ووجهاء أرحب لمنع هذه الاعتداءات؟

- بالنسبة للجهود فقد كان هناك مجموعة من المشائخ بذلوا جهداَ كبيراً من أجل نزع فتيل الخلاف قبل أن يشتعل بين أفراد هذه الألوية وبين أبناء قبيلة أرحب، وقد حاولوا أن يلتقوا بقادة تلك الألوية ومن معهم من المعنيين، فالتقوا بقائد اللواء 83 دفاع جوي، وبقيادة اللواء 62 حرس وكان كلامنا لهم واضحاً بأننا وإياكم إخوة وليس بيننا وبينكم أي ثأر ولا مواريث حتى نختلف عليها، فنحن وأنتم من أبناء هذا الشعب وهناك ثورة سلمية اليوم نأمل أن تصل إلى ما يريده الشعب اليمني، ونريد منكم أن تكونوا جيشاً للشعب لا أن تكونوا جيشاً لأفراد أو عائلة أو أشخاص، لكن للأسف اتضح أنهم آلة لا يمتلكون حتى حرية الرأي أو حرية الاختيار، وكان آخر ما تم هو ذهاب لجنة مكونة من عدد من المشائخ منهم الشيخ محمد جابر الجمرة والشيخ عبد الله سعيد أبو سرعة والشيخ محمد الشامي ونوفل والجمالي وعلي علوان وعدة وشخصيات أخرى من مشائخ ووجهاء أرحب الذين أرادوا تهدئة الوضع، وتوجهت اللجنة لمقابلة قادة الألوية إلا أنها منعت أن تلتقي بقيادة آخر لواء وهو اللواء الثالث مشاه جبلي الذي كان يقوده عسكر دارس وقد تم منع اللجنة في نقطة الموت في فريجة.

*هل أسفرت هذه الجهود عن حلول؟

- بعد أن منعت اللجنة من الالتقاء بقادة الألوية اجتمع أبناء قبيلة أرحب، وكان الرأي المطروح والمتفق عليه من قبل الجميع هو ضرورة إزالة هذه النقطة التي سببت للناس الكثير من المعاناة، ثم حاول أبناء أرحب إزالتها، لأن الهدف من وجودها هو قتل الناس خصوصاً أنه وصلت إلينا معلومات أنهم رصدوا بالاسم عددا من الشخصيات المؤثرة من أبناء القبيلة وطلبوا من الجنود في تلك النقطة قتلهم في حال صادفوهم، وبدأوا فعلاً بعملية القتل هذه مستهدفين أحد الشخصيات الاعتبارية وهو الشهيد الشيخ عبد الحميد شبرين الذي قتلوه بدون أي سبب، بعدها ظهر للناس أن هناك مخططا مفاده تنفيذ سلسلة اغتيالات للشخصيات المؤثرة داخل قبيلة أرحب ولذلك وصل الناس إلى ما وصلوا إليه..

*هناك اتهامات لكم أطلقها عبده الجندي المتحدث باسم النظام بأنكم تتزعمون جماعات مسلحة تقوم بضرب المعسكرات، فيما أعلنت بقايا النظام بوزارة الداخلية قائمة بأسماء المطلوبين بتهم الاعتداء على المعسكرات.. ما تعليقكم على ذلك؟

- أنا أتصور أنه من خلال ما أوردناه من سرد لأسباب وبدايات الاعتداء فإنه أصبح واضحاً من هو المعتدي الذي يقتل الناس ويقصف الأبرياء ويروع الآمنين، فالمسألة واضحة لجميع الناس حتى العامة بأن تلك الاعتداءات لم تكن عفوية بل كانت ضمن مخطط مرسوم ومعد لاستهداف أبناء قبيلة أرحب، وما أورده الإعلام الرسمي وعبده الجندي يأتي في سياق هذا المخطط، ونحن نقول بأن زعم بقايا النظام وعبده الجندي بأننا نتزعم جماعات مسلحة إرهابية هو كلام غير صحيح وتحوير وتزييف متعمد للحقائق كما هو دأبهم في تزوير الحقائق وتحويرها وفق مخططاتهم الإجرامية، فما يحصل هو أن أبناء أرحب يدافعون عن أنفسهم بما يمتلكون من وسائل بسيطة في وجه الطائرات وصواريخ غراد والكاتيوشا والدبابات والمدافع بعد أن بلغ بهم الضر مبلغاً عظيماً جراء تعسفات ألوية الحرس وعنجهيتهم وجرائمهم المستمرة في حق أبناء أرحب، فأبناء أرحب يدافعون عن أنفسهم وفقاً للشرع والأعراف والقوانين، خاصةً بعد أن حاولت وحدات من الحرس العائلي في تلك الألوية الخروج والتمركز في مناطق وتلال خارج حدودها بالقرب من منازل المواطنين في قرى شعب، ولأن الناس قد ذاقوا الويلات من تلك الألوية فقد قاموا بمنع تلك الوحدات من الوصول إلى مناطق أخرى خارج المعسكرات بما يمتلكون من أسلحة ووسائل بسيطة، ولأنهم معتدى عليهم فقد شرعوا بالدفاع عن أنفسهم لأن الإسلام قد شرع لهم الدفاع عن أنفسهم في حال أُعتدي عليهم، يقول تعالى (ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، وإن كنا لا نمتلك أن نرد عليهم بنفس الوسائل التي يقصفونا بها إلا أنا سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة لنا، ومعظم أبناء قبيلة أرحب لديهم غيرة وحمية وكذا وازع ديني يدفعهم إلى النفير للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم ومنازلهم وأسرهم وأطفالهم، فلا أظن أن هناك من أرحب أحدا يرى هذا الدمار ويرى هذه الجرائم ولا تهزه الغيرة والحمية، إلا من ليس لديه الغيرة فهناك اليوم ناس ليس لديهم غيرة قد تجردوا من الأخلاق، وإلا فالأصل في عرف القبائل أن أي اعتداء على أبناء القبيلة فإن بقية أبنائها يقفون مع إخوانهم، وهم يعلمون كل العلم أنّا مُعتدى علينا وأنا مظلومون نقصف بالطيران والصواريخ، ولذلك فمعظم أبناء أرحب يدافعون عن القبيلة وأطفالها ونسائها وشيوخها ومنازلها وآبارها ومزارعها، ففي أرحب الكل يدافع بما يستطيع، فالرجال يقدمون أنفسهم وهناك من يدافع بالكلمة وهناك من يقدم المال، حتى المرأة نجدها تحث أبناءها وزوجها وإخوانها على أن يهبوا للدفاع عن كرامتهم وأعراضهم.

*ما سبب الحملة الإعلامية المركزة للنظام عليك شخصياً؟

- ما يقال أننا نتزعم جماعات مسلحة هو كذب وافتراء وتزييف، فما يحدث هو دفاع عن النفس وسيستمر أبناء أرحب في الدفاع عن أنفسهم ما استمرت الاعتداءات عليهم، وتلك المزاعم التي أطلقها الجندي وغيره من أبواق النظام في وسائل الإعلام الرسمي ليست غريبة على أناس قد أدمنوا الكذب والتزييف، فهم يكذبون أمام العالم في أشياء ثم لا يلبث أن يتضح زيفها في اليوم التالي، فالشعب اليمني قد اعتاد كذبهم وأصبح لا أحد يتوقع أن يقولوا الحق كما لا يتوقع أحد أن يصبح إبليس واعظاً، وبشكل عام فإن نظام علي صالح المتهالك قد عاش على الكذب والوعود الكاذبة، وبقاياه اليوم أيضاً لا تعيش إلا على الكذب والتضليل في معظم ما يتكلمون به ويفعلونه، والمجتمع اليمني والعالم بأسره بات يدرك مدى زيف وكذب هذا النظام وبقاياه، وأما بالنسبة للشباب المدافعين عن أعراضهم وأطفالهم وقراهم في أرحب فالناس جميعاً يعرفون أن ما ورد على لسان الجندي وأمثاله سواءً في الإعلام الرسمي ما هو إلا كذب وخداع.

*فماذا عن القائمة التي أصدرتها بقايا النظام بوزارة الداخلية للمطلوبين أمنياً في أرحب وأنت على رأسهم؟

- بالنسبة للقائمة التي أعلنتها وزارة داخلية بقايا النظام التي تضمنت أسماء عدد من أبناء أرحب ووجاهتها على أنهم ارهابيون فنحن نقول بأن هناك اليوم عصابة تقوم بنهب ثروات البلاد وتقتل كل من يقف في وجهها فهذه العصابة الإرهابية هم من يمثلون الإرهاب لأن الإرهاب الحقيقي في نظر الناس هو قتل الأبرياء واقلاق الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ.

ونحن نرى أنه لم يبق شرعية لهذه الوزارة وكذا لبقايا النظام حتى يتخذوا مثل هذه الاجراءات ويطلقوا مثل هذه الادعاءات فما ورد في تلك القائمة بوصف أبناء أرحب بالمجموعات الإرهابية جريمة في حد ذاته، والكل يعلم أنه كذب وافتراء والكل يعلم بنزاهة هؤلاء الشباب ومواقفهم ودورهم في بناء واصلاح المجتمع وهم لا يحتاجون الى تزكية فهم من خيرة أبناء القبيلة واتهامهم بالانتماء للقاعدة هو مجرد افتراء وكذب وأنا أقول بأن الكذب صار سجية لعبده الجندي وما يسمى بالمسئول الأمني ولبقايا النظام ونحن نعلم أنها لعبة مفضوحة الغرض منها هو التسويق للمجتمع الدولي بأنهم يقاتلون القاعدة من أجل الحصول على الدعم المالي بينما هم في الحقيقة يعتدون على أناس لا يرغبون في الحرب ولا يريدون القتال ولكنهم اضطروا للدفاع عن أنفسهم بعد قيامهم بقتل المشائخ والشباب عمداً وعدواناً.

*ذكرت بأن هناك مخططا لاستهداف قبيلة أرحب.. لماذا يتم استهداف أرحب بالذات؟

- هذا السؤال في الأصل ينبغي أن يوجه إلى قيادة الحرس العائلي، لماذا يستهدفونا؟ فنحن نرى بأننا مواطنون مثل بقية اليمنيين لم نرتكب جرماً ولم نؤذ أحداً، بل نحن من تم الاعتداء علينا وتم إيذاءنا وتشريدنا، فليس هناك ما يسوغ الاعتداء علينا، فلماذا اختاروا قبيلة أرحب ليعتدوا عليها.

أما ما ورد في الفضائيات والصحف وعلى لسان بعض أزلام النظام فإن المبررات التي أوردوها غير منطقية وغير صحيحة، وأكرر أننا لا ندري ما هي جريمتنا حتى نُضرب بالأسلحة المحرمة وبهذه الطريقة الهمجية.

*هل يمكن القول بأن وقوف أرحب بجانب الثورة هو السبب وراء قصف القبيلة من قبل ألوية الحرس؟

- بالنسبة لنا نحن أبناء أرحب جزء من هذا الشعب الذي أراد التغيير وسعى لتغيير هذا النظام الفاسد المستبد، ولسنا وحدنا الذين قمنا بهذه الثورة، بل نحن ساندنا وبذلنا وما زلنا نساند هذه الثورة، فإن كان سبب استهداف أرحب هو مساندتها لثورة الشعب فهي مثل بقية القبائل التي أعلنت تأييدها للثورة، فكل قبائل وشرائح المجتمع اليمني قد ساندوا وساهموا في الثورة السلمية، ولكن يبدو أن استهدافهم لأبناء أرحب يدل على أن هناك حقداً وكرهاً مسبقاً على هذه القبيلة، وأيضاً هناك رغبة مسبقة وقديمة أرادوا اليوم تحقيقها مستغلين هذا الحدث من أجل تدمير هذه القبيلة.

*من تحملون مسئولية ما تعرضت له قبيلة أرحب من دمار وقتل وتشريد لأبنائها؟

- أنا أتصور أنه وفقاً للدستور والقانون فإن المسئول عما يحدث لنا من جرائم واعتداءات وحشية هو عبد ربه هادي الرئيس بالنيابة، فهو المسئول الأول عن كل ما يحدث في هذه البلاد وفقاً للدستور، ونحن نحمله المسئولية الكاملة عما يجري في أرحب، ومن ناحية أخرى فإننا نحمل قيادة الحرس العائلي وقيادة ألوية الحرس التي تقصف وتقتل أبناء أرحب وهي اللواء 61 و62 و63 حرس جمهوري، واللواء 3 مشاه جبلي وكذا قادة مواقع الحرس في بني حشيش وغيرها من المواقع التي تقصف أرحب، باعتبارهم المسئولين المباشرين عن تلك الجرائم التي أدت إلى قتل العشرات من أبناء أرحب منهم أطفال ونساء وشيوخ، وكذا تدمير المنازل والمزارع والممتلكات فضلاً عن ترويع وتشريد مئات الأسر من منازلها.

وفي هذا الصدد فإننا نناشد المحامين والحقوقيين والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بأن تتحمل مسئوليتها بالشروع بتجميع وتوثيق وحصر هذه الجرائم والانتهاكات في حق أبناء أرحب، ومن ثم تقديمها إلى المحاكم الدولية ليتم تقديم المسئولين عنها للمحاكمة العادلة في المحاكم الدولية وخاصةً محكمة الجنايات الدولية وكذا القضاء في كل الدول التي تحترم كرامة الإنسان وترى أن انتهاك أي من حقوقه جريمة تستحق ملاحقة مرتكبها حتى وإن كان رئيساً.

وأخص بمناشدتي أولئك المحامين والحقوقيين المنضمين لثورة الشعب، حيث ينبغي أن يكون لهؤلاء دور أكبر في نقل حقائق ما يحدث في أرحب إلى كل العالم حتى يتم ملاحقة قادة الحرس الجمهوري الذي أصبح عائليا في كل المحاكم الدولية بتهم ممارسة جرائم ضد الإنسانية.

*بالنسبة لكم هل تحركتم على الصعيد الحقوقي من أجل ملاحقة بقايا النظام على ما يرتكبونه من جرائم في أرحب؟

- نحن اليوم نطالب الحقوقيين والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية أن تأتي للتوثيق ونحن نقوم بتوثيق تلك الجرائم أولاً بأول بكل ما نملك من وسائل من خلال فريق توثيق إعلامي حقوقي، بعدها سنتجه إلى المنظمات والمحاكم الدولية والمحلية بملفات متكاملة عن الانتهاكات والجرائم التي تقترفها ألوية الحرس بحق أبناء قبيلة أرحب، ونحن قد باشرنا بتقديم ملف عن بعض الجرائم والانتهاكات للجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، وسنعمل بكل ما نمتلك من وسائل وإمكانات من أجل تقديم المسئولين للمحاكمة حتى ينالوا جزاءهم العادل.

ولا نريد أكثر من أن تتضح الحقيقة لأن هناك ظالم يمارس أقصى درجات الظلم على طرف آخر مظلوم، وأن هناك قوة تُستخدم لضرب الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى والثكالى، وهناك اليوم أرامل وناس معاقين، وهناك حالات هستيريا وإصابات نفسية في صفوف النساء والأطفال والشيوخ جراء القصف الوحشي لقرى أرحب.

*ما هي الخيارات المطروحة أمامكم لإيقاف هذا العدوان المستمر من قبل ألوية الحرس؟

- نحن لدينا خياراتنا في حال استمرار الحرس العائلي في قصف الأبرياء وتدمير المنازل والمزارع والآبار، فالدفاع عن أنفسنا هو الخيار الأول الذي لن نحيد عنه، لأنه من حقوقنا المشروعة أن ندافع عن أنفسنا بل إنه من الواجب علينا أن ندافع عن أرضنا وأعراضنا وبيوتنا وأبنائنا ونسائنا.

ومن خياراتنا أيضاً مناشدة أبناء القبائل بأن يكون لهم موقف من أجل إيقاف الاعتداء على قبيلة أرحب لأن هذا واجب عليهم وفقاً للشرع والأخلاق والعرف، فيجب عليهم أن يرفعوا أصواتهم إلى قيادة هؤلاء الجنود انهم في حالة استمراركم في ضرب قبيلة أرحب فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي بل سيكون لنا موقف حازم.

ونحن نناشد القبائل في كل أنحاء اليمن أن يكون لها دور وألا يظلوا متفرجين حتى لا يحل عليهم ما حل بأبناء أرحب من دمار وتشريد، فالمنكر الذي حل بنا قد يعم الجميع في حالة سكوت القبائل عنه.

وخيارنا الثالث يتمثل في توجهنا للمحاكم والمنظمات الدولية والداخلية لرفع دعاوى ضد بقايا النظام بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وسنعمل على ملاحقتهم قانونياً في كل المحافل الدولية.

كما أن من الخيارات المطروحة لنا التوجه لنائب الرئيس الذي هو الرئيس بالنيابة اليوم بأن يكون له موقف وأن يكون له دور إن كان فعلاً يمارس مهامه الدستورية كما هو مفروض، فإن كان يطاع فليوقف الجرائم التي يتعرض لها أبناء أرحب من قبل بقايا النظام في الحرس العائلي كونه المسئول الأول عن كل ما يحدث في اليمن، وإن كان لا يُسمع له ولا يطاع فعليه أن يخرج على وسائل الإعلام ليقول للعالم حقيقة من يحكم البلاد وما الذي يجري فيها، لأننا نحمله كامل المسئولية عما يحدث في أرحب.

ونوجه مناشدة أخرى لوسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية بأن يكون لهم دور في توضيح ما يحدث، من المجرم الإرهابي هل هو الذي يدافع عن نفسه بما لديه من إمكانات أم هو الذي يقصف بالطائرات وصواريخ غراد والكاتيوشا ومدافع الـ160 الهاون ويدمر المنازل والمزارع ويقتل الأطفال والرجال والنساء، فينبغي أن يوضحوا الحقيقة حتى لا تضيع وتتوه في أروقة وزوايا قرى أرحب الجريحة، ومن الخيارات التي أمامنا أننا سنقوم بتطوير آلياتنا ووسائلنا للدفاع عن أنفسنا حتى تصبح أكثر تأثيراً كوننا يُعتدى علينا في كل ساعة.

*قبل أسبوعين أعلن إتحاد قبائل اليمن نصرة قبائل اليمن لكم، تلاه مؤتمر بكيل، ماذا تمثل لكم تلك الدعوات وهل هي كافية؟

- على كل حال نحن نرى بأن ما جاء من تأييد لأبناء قبيلة أرحب فإنه يستحق الشكر وإن كان جاء متأخراً قليلاً، حيث كان من المفروض أن يكون قبل هذا الوقت، ومع هذا فنحن نرحب بهذا التأييد من اتحاد قبائل اليمن ومؤتمر بكيل والذين أعلنوا أنهم سيتعاونون مع أبناء أرحب وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال ما تتعرض له أرحب من جرائم ضد الإنسانية، ونحن نطالب اتحاد قبائل اليمن ومؤتمر بكيل أن يتحول هذا التأييد إلى واقع عملي، لكي نُجنب هذه القبيلة المزيد من الدمار والخراب، لأنه في حالة وجود مثل هذه المواقف العامة فإنها ستشكل عامل ضغط لإجبار المعتدي أن يكف عن استهداف القرى والمنازل المليئة بالمدنيين من الأطفال والنساء والعجزة، ونحن نشكر القبائل التي بدأت تساند أرحب على هذه المواقف ونحن نعتبره واجبا عليهم باعتبار أن نصرة المظلوم واجبة، ونطالب البقية أن يكون لهم دور باعتبار أن أبناء أرحب ظلموا ويعتدى عليهم ومن حق كل مسلم ورجل عنده غيرة ونخوة وحمية أن يهب لنجدة المظلوم وأن يوقف الظالم، فنحن نشكر من يأتي ونقول للمتأخر عليه أن يكون له موقف وهذا واجب عليهم,

*هل من رسالة توجهونها للقبائل التي تتمركز فيها مواقع للحرس وتقصف قرى أرحب منها؟

- نقول لهذه القبائل التي تقصفنا ألوية الحرس العائلي من على أراضيهم سواءً في بني الحارث أو بني حشيش أو حتى أمانة العاصمة بأننا إخوانهم، ونحن في نهاية المطاف جزء من هذا الشعب الذي قرر الثورة على هذا النظام فلا ينبغي أن يتفرجوا علينا، كما أننا نطالبهم بأن يكون لهم موقف وكذلك الثوار في كل قبيلة،ينبغي عليهم أن يمنعوا تلك المواقع خارج أرحب كلٌ في قبيلته من الإشتراك في القصف فما تتعرض له أرحب من قصف تقوم به ألوية الحرس في أرحب يكفي وزيادة، فلا يجوز أن يتفرجوا على الآلة العسكرية الإجرامية وهي تقتلنا من كل مكان، فأرحب اليوم تواجه قصفا عنيفا من الألوية المتمركزة في الداخل والألوية المتمركزة في القبل المجاورة لها، فالمطلوب منهم التعاون كون الثورة ثورة الجميع، وكذلك نحن إخوة في العرف القبلي وعند القبائل أنه في حالة تعرض قبيلة للاعتداء فمن واجب بقية القبائل أن تناصرها وترفع عنها الظلم والعدوان.

*ما هي الرسالة التي تودون إيصالها لمنتسبي ألوية الحرس الجمهوري في أرحب؟

- رسالتنا إلى الجنود والضباط أننا وهم إخوة وليس بيننا وبينهم ثأر ولا خلاف، ولكن هناك تعبئة خاطئة يتم توجيهها لهم سواءً عن الثورة أو عن أبناء قبيلة أرحب بالذات، وليعلموا بأنا حريصون على ألا يُسفك دم جندي واحد على أرضنا، ونطالبهم بأن يراجعوا حساباتهم هل هم لحماية البلاد والجمهورية أم أصبحوا مجندين لخدمة وحماية أسرة أو أشخاص معينين؟ فنحن نناشدهم بأن يقفوا مع خيارات الشعب لا مع مزاج الفرد، ونقول بأن من يأمروهم بقتل الأبرياء والضعفاء لن ينفعوهم لا في الدنيا حيث ستلاحقهم المحاكمات والملاحقات في المحاكم ولا في الآخرة حيث محكمة العدل الإلهية التي لا يفلت منها أحد.

كما نناشد أسر هؤلاء الجنود والضباط بأن يستدعي كل واحد منهم ابنه أو أخيه وأن لا يدعه يشارك في قتل الأبرياء في أرحب بأوامر من بقايا النظام في الحرس العائلي حتى لا يقعوا في المهالك والذنب العظيم، ونقول للجنود أن عليهم أن يتركوا هذه الألوية وحتماً سيجدون لهم وظائف أخرى في أماكن أخرى يحصلون فيها على مرتباتهم، فعليهم ألا يخافوا من أن مرتباتهم قد تنقطع وبالتالي لا يقوموا بقتل الأبرياء من أجل إرضاء قاداتهم الذين يتشدقون بأنهم من يعطوهم تلك المرتبات، مع أنها من أموال الشعب وثرواته، فعليهم في النهاية أن يرفضوا الأوامر طالما هي ضد إخوانهم في أرحب، وليعلموا أنهم يعطوا أنفسهم فداءً لأسرة ولأشخاص حكمهم على وشك الزوال ولم يتبق من عمر حكمهم سوى أيام أو شهور قليلة.

*ولقيادة الحرس الجمهوري؟

- نقول لهم كفاكم سفكاً للدماء، كفاكم عبثاً بمال الأمة كفاكم عبثاُ بجيش البلاد لا تحولوه إلى وسيلة لقتل أبناء الشعب، يجب ان تستشعروا أن البقاء للشعوب وليس للأفراد، يجب أن تدركوا أن إرادة الشعوب من إرادة الله عز وجل، وأن تدركوا أن لأي نظام حكم سقف محدد إذا أراد الله إزالته فلا يمكن أن يبقى، واعلموا أن الله قد أراد إزالة هذا النظام فلا تزيدوا في الظلم، فالظلم قد وصل منتهاه، وأوشكتم على نهاية عهدكم وننصحكم بألا ترتكبوا مزيداً من الجرائم وأن تعتبروا ببقية الأنظمة الأخرى، في مصر وتونس وفي بلدان أخرى، وعليكم أن تدركوا أن الحكم لو كان لأحد دون سواه ما وصل إليكم، الحكم طبيعته لا يدوم لأحد، لا لفرد ولا لأسرة ولا لجماعة، سواء طال الزمان أو قصر، لله سنن في الخلق إذا ما أراد لنظام أن ينتهي فسينتهي.

رسالتنا لهم أن يرفقوا بأنفسهم أولاُ في الدنيا لأن قتل الأبرياء والمساكين جريمة لن يفروا من المسائلة عنها، وأيضاً بين يدي الله سبحانه وتعالى فهم اليوم يسفكون الدماء في كل مكان ليستمروا في السلطة، ونحن نقول أن السلطة مصدرها الشعب اليمني كما هو في الدستور، والشعب اليمني قال ويقول بشكل دائم أنه ما بقي لهذا النظام من مكان في هذا البلد وكذلك المجتمع الدولي والإقليمي أصبح مقتنع بضرورة أن يدع هذا النظام السلطة لغيره من أبناء الشعب، وأقولها للحرس الجمهوري أنه حتى لو قمتم بسفك دماء الآلاف، فعليكم أن تعلموا أن نهايتكم قادمة وأن الشعب اليمني قد عزم على ألا يبقى هذا النظام في الحكم، فعليكم أن ترفقوا بأنفسكم وأن ترفقوا بإخوانكم أبناء الشعب اليمني سواءً كانوا أطفالاً أو نساءً أو شيوخ مسنين.

*وللمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي؟

- بالنسبة للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي نحن نقول لهم أن عليهم أن يقوموا بدورهم الحقوقي، حتى تكون المسألة واضحة، وأما الدول الشقيقة والصديقة فنقول ينبغي أن تكونوا مع الشعوب ومع المظلوم لا مع الظالم، فنحن نستغرب أن هناك بعض الدول تتناقض في مواقفها، وكأن المصلحة هي من تقودها فالأصل لهذه الدول أن يكون لها موقف مع الشعوب فالشعوب هي الباقية وهي الغالبة، فيجب أن تدعم الثورات الشعبية ضد الإستبداد الذي كان يقنع بالإنتخابات وبوسائل كان يردد أنها ديمقراطية وهي كانت كذبا وهراء بينما هي أنظمة استبدادية ودليل ذلك ما يجري اليوم حينما طلب الشعب اليمني من الرئيس علي عبد الله صالح أن يغادر الكرسي إذا به يحول البلاد إلى حروب وفتن ودماء فنحن نطالبها أن يكون لها مواقف واضحة مع ما تبقى من النظام وأن تقف إلى جانب ثورة الشباب.

*ولأبناء أرحب؟

- نشكرهم على تلاحمهم وتعاونهم ونترحم على شهدائنا وندعو بالشفاء للجرحى، وندعو الله أن يصبر الأطفال والنساء على ما يجري، رسالتنا لهم أنه يجب أن يثبتوا وأن يمضوا في الدفاع عن أنفسهم وألا يلتفتوا إلى أي إشاعة.

رسالة أخرى إلى من لا يزالون يتعلقون ببقايا النظام لغرض الوصول إلى المال وبعض المصالح، نقول لهم: لا تسيئوا لهذه القبيلة فإن أسأتم لهذه القبيلة وكنتم سبباً في دمارها وقصفها فإن التاريخ لن يرحمكم فأنتم معروفون، كل شخص معروف باسمه أين هو وماذا يفعل، نحن نقول لهم يجب أن يقدموا مصلحة القبيلة على مصالحهم الشخصية يجب أن يترفعوا عن الأشياء البسيطة وأن يقفوا بجانب إخوانهم وعليهم أن يستفيدوا من الماضي فالماضي كان واضحاً بداية الجمهورية حيث كان الجمهوري لا يفرط في الملكي والملكي لا يمكن أن يفرط في الجمهوري حرصاً منهم على هذه القبيلة ونحن نقول لهم يجب أن تتنبهوا أنها أيام ونقول للمتخاذل أو الضعيف كما كان يقول آباؤنا (قبح الله وجهك يا الذليل عاد بعد الحرايب عافية) فنحن اليوم في شدة وهي أيام وتبدأ العافية من جديد.

وأبناء هذه القبيلة أرفع من أن يستمعوا للأراجيف والإشاعات، بل نقول إن الناس كلهم في ثورة وفي خندق واحد ولكن كتب الله لنا أن نكون رأس حربة في هذه الثورة نسأل الله أن يعيننا على ذلك.