غالب الزايدي المطلوب للأمن بتهمة الإنتماء للقاعدة
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 18 يوماً
الإثنين 05 يناير-كانون الثاني 2009 10:02 م

غالب الزايدي المطلوب للأمن بتهمة الإنتماء للقاعدة

الدولة تحقد على قبيلتي وتسعى لإرضاء أمريكا

دربت خمسين شابا تحسباً لأي مواجهة وسنلجأ للجبال إذا زاد التضييق علينا

الرئيس غدر بي وغالب القمش قال ليس بيننا وبينهم إلا الرصاص .

 يعود اسمه للظهور إلى الواجهة من جديد مع أي عمليه أو تفجيرات تتهم فيها القاعدة التي ظلت تهمة ارتباطه بها مدونه في سجلات الأمن بالرغم من صدور حكم قضائي قضى بتبرئته من تهمه التستر على (أبو عاصم الأهدل) الذي كان مطلوبًا للأمن بتهمة القاعدة، وقضى على إثر ذلك قرابة سنوات سجيناً لدى الأمن السياسي بصنعاء، كما تعرض لأكثر من محاولة اغتيال أمنيه في مأرب.

 قرر بعد سلامته منها التمنطق بحزام ناسف عند خروجه من بيته في مديرية صرواح استقبلنا ببشاشة البدوي، وبهدوء وإتزان كان يرد على أسئلة حوارنا الذي تعمد إطالة إجاباته ليجبرنا على تناول طعام العشاء وذبيحته التي أكرم ضيافتنا بها .

غالب عبدالله الزايدي وهو احد أبناء قبيلة جهم إحدى قبائل مأرب الكبرى تحدث إلينا في حوار مطول نترككم مع تفاصيله:

كيف بدأت قضية إتهامكم بالإنتماء إلى تنظيم القاعدة وإيواء مطلوبين امنياً على ذمة تلك التهمة؟

–  في البداية أرسل علي الرئيس وطلب مني الطلوع إلى صنعاء لأنه يحتاجني في موضوع فأخذت مجموعة من أفراد قبيلتي وسافرت إلى صنعاء وعندما دخلت على الرئيس قال لي أنت متهم بإيواء (أبوعاصم الأهدل) فقلت له أنا التقيته بحكم أنه مسلم ولا أعرف ما وراءه، فطلب مني الرئيس أن أقنعه بتسليم نفسه فوافقت للرئيس بأن أقوم بعرض المبادرة ونقل الرسالة لكنني بعد ذلك لم التقي بالأهدل.

متى كان ذلك؟

–  حوالي عام 2002م.

وما لذي حدث بعد ذلك؟

–  بعد مرور أربعة اشهر على لقائي بالرئيس استدعاني مرة أخرى وقال لي أريدك تتعاون معنا في إلقاء القبض على (أبو عاصم الأهدل)أو قتله وسنعطيك مقابل ذلك وظيفة وخمسة مليون ريال وسيارة ، أو حدد لنا مكان تواجده اليوم حتى نستطيع إلقاء القبض عليه بواسطة (المروحيات) فقلت للرئيس أني لا أعرف شيء.

هل اقتنع الرئيس بحديثك؟

–  قال لي الرئيس بعد موقفي ذلك طالما أنت لم ترضى إذا أنت (موقف) وأخذوني من دار الرئاسة وتم توقيفي في الأمن المركزي لمدة يومين وكان توقيف عادي حاولوا خلالة أن يغيروني بالمال وبعد ذلك أخذوني إلى سجن الأمن السياسي .

هل كنت تتوقع أن يكون مصيرك السجن وأنت سافرت للرد على تساؤلات الرئيس بناء على طلبه؟

–  أن طلعت صنعاء في مفاوضات و(وجيه) ولم أكن أتوقع ذلك

وما الذي حصل بعد دخولك الأمن السياسي؟

–  أنزلوني إلى زنزانة إنفرادية تحت الأرض ووضعوا سلاسل حديدية على أقدامي وعاملوني معاملة سيئة من ناحية التغذية والعلاج ، ومنعوا عني الزيارة لمدة تسعة أشهر و وضعوني إلى جوار خمسة أشخاص من الكاميرون لهم في السجن (11سنة) بدون محاكمة ومنهم (3مسلمين) و(2نصارى) وبعد سنة وثلاثة أشهر على هذة الحالة طلعوني إلى زنزانة جماعيه وأزالوا السلاسل وكنت عند مجموعه من قيادات القاعدة .

مثل من بالتحديد؟    

–  أبرزهم ( فواز الربيعي ، ناصر الوحيشي ، قاسم الريمي ، حمزه القعيطي ، جبر البنا )

هـل خضعت للتحقيق والمحاكمة في السجن؟

–  بعد سنة وثلاثة أشهر أخرى أخبروني أن ملفي سيتحول إلى النيابة وعارضت ذلك بحكم المادة (48) من الدستور بتحويل القضايا بعد أربع وعشرين ساعة فكيف يتحول الملف للنيابة بعد هذة المدة

هل أبلغتهم باعتراضك؟

–  كلمت أحد الضباط وهو علي الخولاني وقال لي بالنص:هنا في الأمن السياسي لا يوجد عندنا قانون ولا حقوق إنسان ، أنتم هنا مثل الغنم ونحن رعاة فقلت في نفسي ( بيننا بعد الخروج ).

وما الذي حدث في النيابة؟

–  أحالوني إلى النيابة مع أربعة أشخاص ، ثلاثة من السجون ألسريه أو من غوانتاناموا وهم(محمد باشميلة ، صلاح قرو من عدن ، محمد الأسد من المهرة،بالإضافة إلى أبو عاصم الأهدل ) ، وبعد بدء إجراءات المحاكمة كنت أنا وأبو عاصم نعرف أنها مهزلة ورفضنا تنصيب محامين إلا أن أحد المحامين من قبيلتي أجبرني على توكيل محامي فوكلته وأحضر معه المحامي/عبدالعزيز السماوي ، وبعد إطلاع القاضي على ملف القضية أقر بالإفراج عني بعد أن قضيت سجينا ثلاث سنوات بتهمة التستر،لكن الأمن السياسي رفض الإنصياع لحكم المحكمة وجلست في السجن أربعة أشهر حتى تم الإفراج عني.

خلال فترة سجنك في الأمن السياسي ماهي أبرز إنتهاكات حقوق الإنسان التي رأيتها؟

–  التعذيبات الجسدية لبعض الشباب وتعرض بعضهم للتعذيب بالكهرباء وأبرزهم ( عبدالعزيز عتش ، أحمـد الخضر ، عصام المخلافي) وغيرهم، كما أن بعض الشباب كانت تصيبهم أمراض خطيرة ويمنعوا عنهم العلاج ، مع السجن لسنوات طويلة ومنع الزيارات عنهم بالإضافة إلى الزنازين الضيقة (4×5) وفيها من 15_20 شخص ، كما أنه ذات يوم جاء إلي عسـكري وأنا في الزنزانة ورجم القرآن الكريم دون أي اعتبار لإهـانة الدين .

أثناء سجنك هل كان معك أحد من أبناء مأرب؟

–  أتذكر أنه كان في السجن (علي دوحة ،عبدالعزيز جرادان، محمد سعيد جميل ، نواف بحيبح ، محمد الحداد ، محمد عبيد، حميد الأقرع،حسين بهيش ، فضل القادري ) وهؤلاء كانوا مسجونين بدون أي تهم وليس لهم أي إرتباطات.

هل تعرض أحد منهم للتعذيب؟

–  التعذيب النفسي والمعنوي وتكفي أجواء السجن تعذيباً، أما التعذيب الجسدي فلم يتعرض أحد له ، والأمن السياسي لا يتجرأ أن يمس من هُم أبناء قبائل وأصحاب مأرب لم يتم تعذيبهم خوفا من العواقب.

كنت في السجن إلى جوار من تتهمهم السلطات بأنهم قيادات للقاعدة فكيف وجدتهم ؟

–  جلست معهم في السجن حوالي سنة وثلاثة أشهر ووجدتهم عكس تصوير الإعلام لهم بأنهم قتلة وإرهابيين، وجدتهم شباب عبـاد، يقوموا الليل ويصوموا النهار شباب عقلاء ، لديهم حماس للقتال من أجل الدين ، ومع أنني لا أنتمي إلى تنظيم القاعدة إلا أنني اقتنعت أن أولئك الشباب وأمثالهم هم من ستقوم بهم دولة الإسلام إن شاء الله .

هل كانت لكم دروس أو نقاشات في السجن؟

–  كانت معنا دروس إيمانية في السجن ونقاشات نتفق في بعضها ونختلف في بعض الأمور، كما أن الدروس التي تتحدث عن ألحاكميه وتحكيم شرع الله كانت ممنوعة في السجن ولم نكن نناقش سوى الكتب التي سلمتها لنا إدارة السجن مثل الرحيق المختوم في ألسيره وكتب في الفقه وغيرها.

هل اقتنعت بأي من أفكارهم ؟

–  بعض الأفكار كنا متفقين عليها من قبل واقتنعت ببعضها وكل ابن آدم خطاء والعصمة للأنبياء فقط.

يعني ليس لك إرتباط فكرياً أو عمليا ًبالقاعدة؟

–  أنا لست منتمي لتنظيم القاعدة ، كوني لم أخرج من اليمن ولم التقي بأسامة لكن السلطات أصبحت تطلق علي أي شخص متدين ويحب الجهاد ويعمل لإقامة شرع الله أنه من القاعدة ، وتهم الأمن الموجهة ضدي إدعاءات فقط بناءً على تواصل شخصي كان بيني وبين أبو عاصم الأهدل وأغلب من تتهمهم السلطات بأنهم من قيادات القاعدة تعرفت عليهم في السجن وربطتني ببعضهم علاقات ومعرفة شخصيه .

هل تقصد أن سجنك وما تعرضت له من ملاحقات بنيت على إتهامات باطلة ؟

–  يا أخي هناك ظلم تعرضت له طلعت في وجه الرئيس وغدر بي وتعرضت للظلم والمعاناة طيلة سنتين وتسعة اشهر، مع أن هناك خاطفين تعرفهم ألدوله لم يسجنوا ولم تطالهم أي إجراءات .

بعد خروجك من السجن تعرضت لمحاولات اغتيال كم هي تلك المحاولات؟

–  تعرضت لثلاث محاولات اغتيال أمنيه الأولى بالقرب من المدينة ولكني غيرت طريقي والثانية في مديرية مدغل قبل حوالي سنة ونصف وقاد العملية مدير أمن المديرية محمد ربيش بن كعلان،والثالثة في صرواح لكنني عندما شعرت بملاحقة الأطقم كان معي حوالي خمسة مسلحين وعندما تواجهنا قالو لنا ( كفونا شركم ).

بعد تلك المحاولات .. هل تخرج من بيتك بإستمرار أو تخرج وأنت آمن؟

–  أنا لا أخرج هذة الأيام من مديريتي صرواح وبما أنني لا زلت ملاحق من قبل الأمن وتم إدراج اسمي ضمن قائمة المطلوبين أمنيا الجديدة لأسباب لا أعرفها ، عند خروجي أخرج وأنا البس حزام ناسف حتى إذا تعرضت لأي محاولة أمنيه لإلقاء القبض علي أقاوم بقدر الأستطاعة مالم أفجر نفسي بينهم وكل ذلك بسبب معاناتي من السجن .

هددت في وقت سابق بإنشاء معسكر للمطلوبين أمنيا هل لا زالت الفكرة قائمة ؟

–  أنا حاولت أخرج اسمي من قائمة ا لمطلوبين لكن ألدوله لم ترد جواب ، وبما أنني متوقع في أي لحظة قدوم حملة عسكريه لاستهدافي قمت بتأسيس معسكر ودربت حوالي خمسين شخص للقتال معي إذا جاءت أي حملة وقد تم إعدادهم إعداد كامل للمواجهة وأغلبهم من خارج مأرب وقد قمت بذلك للدفاع عن ا لنفس ولا زلت أتواصل مع الأشخاص الذين دربتهم هذا بالإضافة إلى قبيلتي حيث زرت المشائخ ووضحت لهم القضية ووعدوني بالوقوف إلى جانبي.

نعود إلى (أبو عاصم الأهدل) الذي تم إحالته النيابة معك كيف تم القبض عليه ؟

–  أبو عاصم الأهدل كان متواجد في منزل بالعاصمة صنعاء وعشية العيد أحسوا بالجيش مطوق البيت وكان قد قرر المواجهة حتى الموت ، لكن جاءته وساطة من الرئيس عن طريق عزيز ملفي مرافق الرئيس فتم سجنة لمدة ثلاث سنوات وأفرجت عنه المحكمة وهو موجود لكنني منقطع عنه.

هل لازال ضمن المطلوبين أمنيا؟

–  لا يوجد أسمة ضمن قائمة الـ45 مطلوباً الأخيرة.

من وجهة نظرك لماذا يلجأ المتهمين بالإنتماء للقاعدة للإختفاء في مأرب؟

–  تقريبا مأرب سئمت من الوضع الحالي للدولة وخير شاهد اتفاق الشخصيات الإجتماعيه والقبلية والسياسية على تكوين ملتقى أبناء مأرب بما يعني أن 90% من أبناء المحافظة يرفضوا سياسة الدولة وسوء تعاملها ، وقد هيأت مثل تلك الأجواء للقاعدة تواجدها ونشاطاتها ، كما أن هناك أشخاص تريد ألدوله أن تقول لأمريكا أن بعض أبناء قبائل ومناطق مأرب إرهابيين وأن مأرب ترعى الإرهاب ويقفلوا باب أي حوار لترضى أمريكا ، كما أن الدولة تقوم بتضخيم ما يحدث في مأرب فمثلا إذا دربنا خمسة أو ستة شباب كبروها وعملوا من ألحبه قبة بينما الحوثي في صعدة يقوم بتدريب الآلاف من اتباعة وينشئ معسكرات ويغضوا الطرف عنه.

هل تعتبر ذلك من باب إبقاء المجال مفتوحا أمام الدولة لأي مبررات تصعيديه تجاة أي شخص أو قبيلة ؟

–  نعم كما ذكرت بل يحاولوا إلصاق تهمة (القاعدة) بأي متدين فمثلا أمريكا لا تزال تعتقل الشيخ محمد المؤيد بتهمة القاعدة مع أنه معروف بإنتمائة للإصلاح عبدالسلام الحيلة في السجون ألسريه بالرغم من أنه مؤتمر والأمثلة كثيرة .

هل تسعى لإقناع قبيلتك بالأفكار التي تحملها أم أنأي خلافات لا تؤثر على قضيتك ؟

–  أنا معتقدي سلفي وبعض أقربائي قيادات في المؤتمر وهناك منهم (شيعه) نختلف في أشياء لكن إذا حدث لأحد منا شيء يقف الآخرين جميعاً معه وعندما كنت في السجن وقفوا معي على شتى أفكارهم وانتماءاتهم ، ومشائخ قبيلتنا طرحت لهم قضيتي وقالوا لي كل تهمك باطلة .

ألا تعتقد أن الدولة قد تتخذك ذريعة لاستهداف قبيلتك؟

–  الدولة تحقد على (آل زايد) من زمان وهي تريد أن تقول أن أحد أفراد القبيلة وراء ما يحصل في اليمن وتريد أن ترضي أمريكا على حسابنا وأنا في الفترة الأخيرة طلبت إذا كان علي أي شيء يقدموه للمحكمة وسوف أنصب محامي فكان يرد غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي ((ليس بيننا وبينهم إلا الرصاص )).

هل الدولة عاجزة عن إلقاء القبض عليك وهي تعرف مكانك ؟

–  أولاً نحن نعرف أن الآجال بيد الله ، وإذا قتلت احسبها شهادة وأنا أريد الشهادة في العراق أو أفغانستان ،أما إذا خرجت أي حملة فلدينا احتياطياتنا الأمنية وإذا زاد الضغط علينا في المنطقة تركنا البيوت وطلعنا الجبال وجبالنا وعرة لكننا لن نخرج إلا في حالة التضييق علينا ، وقد حاولوا إلقاء القبض علي بكل وسائلهم لكن لم يستطيعوا بفضل الله .

هل لا زلت تبحث عن حلول أم أن رد غالب القمش أوقف المحاولات؟

–  اعتقد أن هناك أجنحة في الدولة والأجهزة الأمنية أكثر تفهمها من غالب القمش مثل عمار محمد عبدالله صالح.

كلمة أخيره تود قولها ؟

–  لا أنسى أن أشير إلى أن هنالك شباب كانوا معنا في السجن أطلقوهم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر ثم أعادوهم إلى السجن مرة أخرى ، كما أن هناك حوالي ثلاثمائة شاب في سجن الأمن السياسي هذة الأيام متهمين بالإنتماء إلى تنظيم القاعدة وأغلبهم لا علاقة لهم بالتنظيم يقاسون مرارة المعاملات اللاإنسانية واعتقد أن منظمات حقوق الإنسان ممنوعة من الإطلاع على قضاياهم حيث أتذكر عندما كنت في السجن أن ناشط حقوقي وهو أحمد سيف حاشد زارنا وأودعوه السجن لكن من الضرورة أن تعمل تلك المنظمات على الإطلاع على وضع السجن.

نبذة شخصية :

غـالب عبدالله علي الزايدي.

مديرية صرواح.

29 سنــة.

متزوج ولدية ثلاثة أولاد (عبدالله ، أســامة، فواز) وبنتان.

حاصل على بكالوريوس في القران وعلومه جامعة صنعاء 1422هـ.

 بكالوريوس من مركز الدعوة العلمي بصنعاء