ميليشيات الحوثي تستحدث مواقع عسكرية جديدة تشق الطرقات وتدفع بالتعزيزات الى جنوب اليمن مرتزقة من 13 دولة يشاركون في الحرب بالسودان نهبت 27 ألف سيارة وسرقوا و26 بنكاً وقوات الدعم السريع تدمر المعلومات والأدلة المليشيات الحوثية تتعرض لعدة إنتكاسات في جبهات بمارب .. خسائر بشرية وتدمير معدات عسكرية وتسللات فاشلة الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين تحذر من الاستغلال السياسي وتؤكد التزامها بتحقيق مطالب الجرحى استعدادات في مأرب لإقامة المعرض الاستهلاكي 2025 الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة أحد أبناء الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز عاجل: حريق في سفينة حاويات بالبحر الأحمر وزير خارجية اليمن: ''الحوثيون سيواجهون مصير أذرع إيران في المنطقة والدور سيأتي عليهم'' 7 مباريات فقط وهدف واحد.. الهلال يعلن انتهاء تعاقد نيمار مع الفريق بالتراضي 300 ألف فلسطيني عادوا إلى منازلهم شمال قطاع غزة
اثر نكسة حزيران قبل ثلاثين عاما خرج عبد الناصر عبر شاشة التلفاز ليعلن لشعبه تحمله المسؤولية كاملة للهزيمة وانسحابه من قمة هرم السلطة وعودته لصفوف الجماهير الذي سيختار بديلا عنه لإكمال المسيرة وإخراج الأمة من نكستها ويقودها للنصر .
وتحركت مئات الآلاف من المواطنين المصريين والعرب في كل مكان مباشرة ليرفضوا قرار القائد بالانسحاب وأنهم سيحاربون خلفه فقط ولا احد غيره حتى النصر.
والآن ولأسباب أخرى بعيدة تماما قرر زعيم آخر التخلي عن الحكم وهو في أوج عظمته وإجماع شعبه عليه لترك المجال أمام آخرين لإتمام الطريق الذي بدأه مقتنعا انه قد أدى رسالته وانه لن يرشح نفسه مجددا مهما كان الضغط الممارس عليه إلا أن المسيرات لم تخرج والجماهير لم تتحرك ولم تطالبه بالبقاء على سدة الحكم ليحمي بظله بلادة من الضياع فموحد البلاد وحامي العباد فقد بريقه .
وبعد مرور احد عشر شهرا كان لابد من مخرج لهذا المأزق , مؤتمر طارئ للحزب الحاكم لاختيار مرشح للرئاسة ليخلف القائد والمؤتمر في حالة انعقاد دائم حتى الخروج بمرشح وفي المقابل ضغط مستمر ومتواصل عل القائد الملهم يتراجع عن قراره فهو قائد لم ولن تأتي بمثله ولآده منذ سيف بن ذي يزن وحتى عبد الله السلال فينقذ البلاد والعباد من الضياع في غياهب المستقبل المجهول والقائد يرفض بإصرار وتشدد أن يتراجع عن قراره .
أخيرا وبعد مسيرة مليونية تطالبه بالعدول عن قراره رضخ الربان ووافق على الاستمرار بقيادة الدفة حتى يوصل سفينة شعبه إلى بر الأمان ويذهب إلى ولاية جديدة متجددة أسوة بإخوانه كل الزعماء العرب حفظهم الله.
ولا أخفيكم سرا أنني احترم هذا الرجل واجل قدره وهو شخص ذو خلفية عسكرية ولم يكن له نصيب كبير في التعليم إلا انه يتمتع بذكاء فطري وحنكة وفراسة قل نظيرها مكنته من حكم اليمن في فترة من أصعب فترات تاريخه الحديث وفي خضم صراع متواصل ودامي مع شقيقتها الجنوبية في تلك الفترة .
وقد استلم دفة الحكم في فترة رفض العديد من رجال الحكم والسياسة في اليمن تبوأ هذا المنصب فقدت اليمن الشمالي في تلك الفترة ضعيفا وفقيرا ولديه من المشاكل والتحكم العصبي القبلي في شؤون البلاد ما يعجز أعتى الرجال عن حمله .
إلا انه كان الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين فحكم البلاد بحكمة وبعد نظر وخطا بها خطوات كبيرة للأمام متجاوزا كل المآزق والظروف التي مرت بها بدا بتثبيت النظام السياسي الذي حاول الجنوبيون تدميره حينها ومد جسور الثقة بين الشعب مؤسسات الدولة والعمل على خلق علاقات جديدة مع النظام الشيوعي في الجنوب أدت في النهاية إلى الوحدة بين شطري اليمن وحماية هذه الوحدة من الانفصال بقوة السلاح .
وتجاوز الأزمة والخلاف الذي وجد مع أمريكا ودول الخليج العربي اثر موقفه الداعم لغزو الرئيس العراقي السابق للكويت وما تمخض عنه من أحداث ومواقف .
وأخيرا إنهاء الخلاف الحدودي القائم منذ عشرات السنين مع المملكة السعودية واضعا البلاد في الطريق الصحيح باتجاه مسيرة البناء والتنمية والحق يقال أن ما قدمه الرئيس اليمني لبلاده خلال فترة حكمه قل نظيرة بين الزعماء العرب .
إلا أنني اعتبرت أن اكبر انجازاته وأعظمها قراره بالتنحي وعدم ترشيح نفسه مجددا وفتح المجال إمام غيره للوصول إلى سدة الحكم وان يكون راعيا وحاميا للتداول السلمي للسلطة ويكون ضامنا أن البلد النامي الذي يحكمه منذ أكثر من ربع قرن لن يتأثر إذا حدث له مكروه ويدخل في صراع دامي على السلطة واعتقد انه كان قاب قوسين أو أدنى من ذلك .
وقد أملت حين قرر للمرة الأولى تنحية أن لا يتراجع ويستمر في طريقة متذكرا مؤسس دولة إسرائيل بن غوريون الذي انسحب إلى النقب بعد أن استتبت أحوال بلادة ولكنة عندما شعر بالخطر عليها عاد مرة أخرى وأعاد ترتيب الأمور قبل أن ينسحب مجددا وبذلك يكون هو ليس فقط مؤسس الدولة اليمنية الحديثة بل أيضا الضامن لاستمرارها وتقدمها.
لكن يبدو أن إغراء ذلك الكرسي المتأصل فينا كعرب أقوى من إغراء المصلحة الوطنية خاصة في وجود حاشية مريضة تصور للقائد انه بذهابه من الحكم فستضيع البلاد وتفنى العباد وتفقد الأمة بوصلتها فلذلك لا يجب أن ينزل القائد عن السدة ولا يترك الدفة حتى يصل بها إلى بر الأمان والسلامة .
وقد ذهب أملي أدراج الرياح بتراجع الرئيس اليمني عن قراره بعدم الترشح وان يكون أول زعيم يترك الحكم طوعا بعد أن ذاق حلاوته وان يكون مثلا يحتذي به إلا انه لم يستطع أن يخرج من جلده .