القاصة السورية رشا الحسين القصة القصيرة السورية تبنت مأساة الشعب السوري
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أسابيع و يوم واحد
الجمعة 05 ديسمبر-كانون الأول 2014 10:41 ص

الجوشانية الحرة، رشا الحسين المشهورة رشا علوش،قاصة من سوريا تقيم في الرياض بالسعودية منذ عدة سنوات تعمل في المجال الإعلامي، تنشر الكثير من إنتاجها القصصي عبر مجموعة رابطة القصة القصيرة جداً، من انشط المجموعات الأدبية في فضاء الفيسبوك، نلتقيها للناقش بعض الهموم الأدبية و الثقافية و نغوص في عالمها الإبداعي الخاص كقاصة نشطة ...اليكم الحوار.
حاورها من باريس ...حميد عقبي
 لفت نظري على صفحتك في الفيسبوك أنك- تسمين نفسك جوشانية حرة ماذا تقصدين بذلك ؟
عندما ضاق هذا العالم الافتراضي بكلماتي ، وسُر قت صفحتي الأولى التي لازالت تحمل اسمي ) رشا علوش ( وللأسف لازال السارق يستخدمها لمآر ب خسيسةٍ رغم كل البلاغات ، أنشأتُ صفحة جديدة باسم ) جوشانية حرة ( وهو اسم عشيرتي ، والإنسان مهما بلغ يبقى ابن بيئته وانتقاء الاسم كان من باب معرفة الناس بشخصي ، وتفاخراً بعشيرةٍ قدمت زينة شبابها لأجل هذا الوطن ، وهكرت صفحتي ، في فترة لا حقة ، وكانت نافذتي الضيقة
لممارسة عملي الثوري الداعم للعمل الإغاثي والإعلامي ، وصفحتي الحالية تحمل المسميات القديمة لصفحاتي المسروقة والمهكرة لتخبر لصوص الكلمة بأني لا زلت صامدة ، عصية على كل من يحاول المس بها .
نود أن نطلع منك على بداياتك في كتابة القصة القصيرة و هل تشعر رشا الحسين بنضوجها كقاصة إبداعية ؟ و ما هي العناصر التي لعبت دورًا في هذا النضوج ؟ و ما أهم روافده الثقافية و الفكرية ؟ .
بدايةً دعني أخبرك من رشاعلوش أو رشا الحسين فكلا الاسمين له أثر كبير في نفسي وشخصي . فأنا مدرسة واخصائية في الإرشاد والتوعية الأسرية ، عملت في ن التدريس ومارست الكتابة في مرحلة مبكرة من عمري ، وكنت أنشر كتابات متواضعة في صحف محلية ، ثم انقطعت عن الكتابة فترة طويلة لاتقل عن عشر سنوات لظروف خاصة ، ثم عدت إلى الكتابة بعد أن أصبح عملي في المجال الإعلامي ، واقتصر عملي في مجال الحوار الصحفي ، فانا محاورة من الدرجة الاولى بل محاورة شرسة وحواري الصحفي كان مع كبار الشخصيات الاقتصادية حسب اختصاص المطبوعة .
الآن تفرغت للكتابة وتقوية لغتي العربية ولا زلت أتابع العمل الإعلامي كمستشارة فقط ، أنا كاتبة قصة قصيرة ، حديثة العهد ، استهواني الأمر وخضت التجربة ولا أستطيع أن أخمن مدى نجاحي أو فشلي ، بل لم أكن أراهن البتة على الاستمرار ولكن بمشيئة الله وتوفيقه لاقت تلك القصص اصداءً إيجابية لدى النقاد والمتابعين لهذا النوع من الكتابة.
 أنا أساساً سينارست وشاعرة وإعلامية أحترف كتابة الشعر الشعبي الفراتي ولد ي محاولات متواضعة جداً وحرجة في الشعر الفصيح .
لمحت في بعض قصصك النزعة لاستحضار شخصيات أسطورية أو خيالية هل هذه نزعة قوية ام مجرد مصادفة في بعض قصصك؟
لم أترك للحياة كي تزرع في طريقي الكثير من المصادفات فانا إنسانة أعني ما اكتب وأنتقي ما أريد البوح به سواءً شعرياً أم نثرياً أم قصصياً ، فالشخصيات الأسطورية لها إسقاطاتها على الواقع ،
فمثلا ، قصة ) سنديان ديري ( هي إيحاء مختلف لكن وحيها هو الجسر المعلق . وقصة ) القيصر ( تتحدث عن البطل الصنديد ) قيصر الهنداوي ( واقتحام ) حي القصور ( في ديرالزور أما قصة ) ليلة القبض على عينيه ( فهي تتحدث عن اللحظات الأخيرة من إعتقال شقيقي .
هي شخصيات واقعية لكن ربطت بحبكة شبيهة بالأسطورة وإنتقائي للخوض في المشكلات الاجتماعية الجريئة هو أيضا ليس محض صدفة فأنا باحثة إجتماعية مختصة بالشأن الأسري والتربوي وهذا ما كان له النصيب من قصتي ) لعنة ( التي اثارت ضجة قوية لتفسير البعض لها بأنها ذات مدلولات سياسية وقد تم حذفها من بعض الصفحات الخاصة بالقصة القصيرة وقصتي ) لماذا ( تناقش موضوع العجز الجنسي وكذلك قصة ) ازدواجية (
تناقش موضوع انفصام الشخصية أخلاقيا لدى بعض الذكور، وقصة ) كش ملك ( تناقش موضوع الغدر، وقصة ) ثورة على الدناءة ( تطرقت إلى موضوع السادية .
والكثير الكثير من القصص الأخرى فأحياناً أجد في طريقي عبارة أبني عليها موضوعاً كاملاً وأحيانا أنتقي موضوعاً لأخرج منه بعبارة وقصة قصيرة .
ولكن ماهي الأمور التي تقلق رشا الحسين كقاصة و كيف تحاول التعبير عنها ؟.
 مايقلقني ليس كقاصة فقط بل كعربية فاللغة العربية تحتل المرتبة السادسة بين سبع لغات معترف بها في الأمم المتحدة وفي السنوات والعقود الماضية تم اندثار ما يقارب من اكثر من 3322 لغة في العالم .
 ومحاولة ربط العمل في الوطن العربي باللغة الانكليزية يقود إلى منزلق خطير قد يودي بلغتنا التي حفظها لنا القرآن الكريم ، وقد تكون اللغة الإنكليزية في حقب الاحتلال سادت الوجه الثقافي للعالم لكننا الآن دول مستقلة لا أجد مبرراً البتة لوجود شركات ومؤسسات عربية لاتتعاطى العربية إطلاقاً ، فأنا كقاصة أخشى ان تتربع القصة القصيرة فقط على المشهد الثقافي الأدبي ، فلكل فن وجنس أدبي جماليته والقصة التقليدية التي كانت تزخر بالصور البيانية الجميلة هي عماد الأدب العربي كما الشعر ، ولا شك باننا يجب أن ننشئ مدار س تعنى بصناعة القصة ، فأحياناً تجد الروح الكتابية لدى القاص مع هفوات لغوية ،وأحيانا تجد لغة قوية مع قصور في الحرفة الكتابية ، لا أجد ضيراً من إنشاء مدارس خاصة بتدريس مهارات القصة خصوصا أن الملهم الكتابي يتوافر في البيئة العربية وهذا الأمر ينطبق على كافة الفنون الكتابية الأخرى والأدبية الأخرى .
الكاتبة رشا تنشط في بعض المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي فهل في ظنك أن هذه المواقع اليوم هي إحدى الروافد الثقافية للنشر او لكسب الخبرة حبذا لو تحدثينا عن تجربتك مع الفيسبوك كقاصة مثلاً؟ .
دعني أحدثك كإعلامية مارست المهنة مدة لاتقل عن عشرة أعوام مواقع التواصل هي عوالم افتراضية اختصرت المسافات وجعلت العالم بحق قرية صغيرة لها سلبياتها وإيجابياتها ، لكنها في النهاية كوسيلة تعتبر من أسرع الوسائل التي تتواجد في كل مكان ولدى كل شخص ولنكن صريحين بعض الشيء : الشعوب العربية تاكل
وتشرب لكنها لاتقرأ وللأسف الإعلام المقروء يتراجع بطريقة ملفتة للنظر في الآونة الأخيرة لأن الإنسان يبحث عن الأسرع ، وللعلم هذه ليست وجهة نظري أنا ضدها فلكل شيء أسلوبه وطريقته ومكانته لكن هذه احصائيات للشارع العربي ومن جهات مختصة بهذا الأمر أما كونها أفضل الروافد فهي في رأيي من أسوأ الروافد لأنها سيست وصدرت أفكار الدول الأخرى بل تواطئت بنشر الأخبار والأفكار المغلوطة حتى على مستوى الكتب الدينية ، هناك تحريف ، هناك تحيز في الكثير من القضايا والتواطؤ بنشر الإشاعات والتلاعب بالشعوب ، نحن العرب كنا المنفعلين عبر هذه الشبكات ولم نكن فاعلين .
أما عن تجربيتي فانا مثل الكثيرين من أصحاب المبادئ ننتقي في هذه العوالم الإفتراضية البيئة والمادة والأشخاص وأوجدنا شيئا باتت تفتقده حتى الأعمال الدرامية وحدة الزمان والمكان والموضوع التي هي أساس أي عمل .
أما عن تجربتي كقاصة فهي جيدة لأنها اختصرت لي التواصل مع الجهات المختصة بهذا الشأن أنا إنسانة مقيدة الحرية لاأستطيع التنقل لكنني أجوب العالم باسره يومياً مدججة بكلماتي وأفكاري المبعثرة وخربشاتي .
أنا أدير عدة صفحات مختصة في مجالات مختلفة بعضها جمع أبناء مدينتي ، وبعضها جمع أبناء بلدي ، وبعضها جمع أصحاب الكلمة والقلم الحر.
اخبرتني ان لك تجربة او لديك مشرو ع سيناريو فيلم سينمائي هل من الممكن ان تعطينا فكرة حول أهم القضايا التي ستطرح و من أين جاءتك هذه الفكرة ؟ .
طبيعة اختصاصي كباحثة اجتماعية وأخصائية في الإرشاد والتوعية الأسرية ومن خلال ظهوري ببعض قنوات التلفزة جعلني على احتكاك مباشر ببعض القضايا الاجتماعية الصعبة ومن اهمها القضية التي ستناقشها قصة الفلم والتي انتهيت من بلورة فكرته والذي أسعى لان ترى النور قريباً وبدأت بكتابة السيناريو ولكن بروية لأن القصص حساسة والكتابة عنها في البيئة العربية حساسة وخطيرة جدا خصوصا إذا كانت الكاتبةأانثى الفلم يحمل اسم ) الموؤودة ( ويناقش قضية العجز الجنسي وارتباطها بمشكلة الخيانة ، وصراعها الدرامي يتطرق للمجتمع والأسر وسلبية الطرف الآخر وهذه القصص قد تكون طرقت بطريقة مختلفة عن طرحي فربما يكون ماسنطرحه جديدا باسلوبه المختلف ، وسنحاول الالتزم بالبيئة من خلال الإيحاء والتلميح بعيداً عن الإفصاح والتوضيح وبالنسبة للمشاهد الجسدية سأترك الحديث عنها للعمل ذاته لو كان له النصيب بأن يخرج للنور . للاسف لاتوجد في الوطن العربي مشكلة نصوص ولا شركات انتاج بل توجد مشكلة تمويل ، وجهات تفتش وتبحث عن سيناريو حقيقيٍ .
رشا اعلامية تعمل في الرياض و قبلها في مؤسسة اخرى في دولة الإمارات المتحدة نود ان نتحدث عن هذه التجربة.
كما ذكرت سابقا انا انتقلت من التدريس والعمل كأخصائية لتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة إلى العمل الإعلامي وقدت مؤسسات إعلامية وتركت بصمة مميزة كل من يراها من اصحاب التجربة يعرف أنها بصمة رشا، إدارتي لمجلة ) عقاري ( الصادرة عن مدينة دبي الإعلامية من خلال مكاتبها بالرياض كان لها طعم ونكهة مختلفة انتقلت بي إلى المجال الإقتصادي والذي جنيت منه ثمار يعجز الكثيرون عنها وهذه الثمرة اسست لأعمال أخرى بل وأكبر عقاري مجلة تختص بالعقار والاقتصاد الخليجي بل تتربع على المشهد الثقافي العقاري
قبل )عقاري( وحتى في مرحلة )عقاري( عملت مديرة لمجلة ) رموز عربية ( ومسؤولة عن التحقيقات الصحفية والخطوة الأقدم كانت عملي في مؤسسة العالم للنشر من خلال ثلاث مطبوعات تتبع ذات المؤسسة : الصحة العربية , وعالم الإعاقة ,والع الم .
هل تفكر رشا في خوض غمار تجربة الرواية مثلا أم أنها تحب أن تظل في عالم القصة القصيرة جدا ؟
أنا أنسانة لا يقف أمام طموحي شيء في الوجود إلا ما أراد الله الرواية ستكون , إن شاء الله , عن قصة رجل أعمال عربي كبير كلفت بكتابة مسيرة حياته لكن أدعو الأيام أن تمهلني فالرجل يمر بظروف صحية صعبة لتقدمه في العمرو نحاول أن ننهي جمع المادة الكاملة من خلال تدوينها المباشر لمسيرة حياته . كنت قد خضت هذه التجربة بطريقة مختلفة من خلال الرواية التلفزيونية لشخصيات لها بصمة في برنامج من فكرتي وإعدادي وتأليفي وسيكون في مرحلة لاحقة رويات قصيرة مقرو ء ة.
نود أن تعطينا صورة مقربة عن القصة القصيرة الشبابية السورية ,أهم الأسماء , أهم المواضيع التي تدور حولها كتابات الشباب أي ما يقلق هذا الشباب و كيف يعبرهؤلاء عن قلقهم من وجهة نظرك و ماالذي ينقصهم حسب اعتقادك .
الملاحظ عن القصة القصيرة السورية في الأونة الاخيرة أنها تبنت مأساة الشعب السوري : الحرب , الدمار , المخيمات , اللجوء ,الجوع ,السياسة ,الغدر, الخذلان, إلى ماهنالك من أمور فرضتها الثورة لكنها لم تغفل أيضاً الحب والمشاعر التائهة في هذا الزمان وكذلك : المستقبل , الاستقرار, هي قضايا تتربع على المشهد الثقافي
السوري .
نبذة مختصرة من السيرة الذاتية
رشا طه المحمود الحسين الظريفي
الشهرة رشا علوش  
مواليد دير الزور 1970
متزوجة من المهندس سامر حيزة
ثلاث اولاد وبنت
الدراسة
دبلوم تربية فنية
بكالوريس علم نفس
مستشارة اعلامية وباحثة اجتماعية تهتم بالشأن الاسري والاقتصادي.
عملت في وزارة التربية والتعليم كمدرسة صف ثم ندبت الى وزارة الشؤون الاجتماعية للعمل كمدرسة في مركز التنمية الفكرية ثم انتقلت للعيش في المملكة العربية السعودية سنة 2001 وبدئت العمل هناك كمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة في الرياض مدارس النخيل.
ثم انتقلت للعمل كمدرسة اعاقات مزدوجة واعاقات شديدية في مركز المئوية في الرياض.
عملت في مجلس العالم الاسلامي للتاهيل والتديب ثم كمديرة للقسم النسائي ومسؤولة التحقيقات الصحفية في مجلة رموز عربية.
عملت كمديرة للعلاقات العامة والتسويق في مجلة عقاري الصادرة عن مدينة دبي الاعلامية.
 عملت في العمل الاغاثي منذ بداية الثورة .
كتبت مسرحية قلبك حياتك يا انسان التي عرضت في المؤتمر العالمي لامراض القلب.
عملت كمستشارة اعلامية متعاونة في موسوعة التميز والحضارة.
انهت تقريبا اول عمل لها بعنوان همسات روح  وسيرى الضوء قريبا انشاء الله.
 تضع اللمسات الاخير لديوانها الشعري الاول همسة احساس.