اليمن تشارك في أعمال مؤتمر الألكسو الـ١٤ لوزراء التربية والتعليم العرب ووزيرة التعليم القطرية تستشهد بأبيات الشاعر عبدالله البردوني تفاصيل توجيه حكومي بإيقاف التعاقد مع الأطباء الأجانب في اليمن الإعلان رسميًا عن تشغيل مطار دولي في اليمن تقرير: أكثر من 15 ألف شخص في اليمن أجبروا على النزوح خلال ديسمبر ضربات أمريكية جديدة على اليمن ''المواقع المستهدفة'' الاتحاد والقادسية إلى نصف نهائي كأس الملك بالسعودية مونت كارلو: استعداد لشن عدوان خامس على اليمن وواشنطن طلبت من تل أبيب عدم ضرب الموانئ ومحطات الكهرباء حلف قبائل حضرموت والسلطة المحلية يعلنان موقفهما من خطة المجلس الرئاسي لتسوية الوضع بالمحافظة قصة ابن الشيخ القرضاوي الذي قررت لبنان تسليمه للإمارات بسبب مدفأة.. مأساة تٌصيب أسرة يمنية في السعودية والضحايا 10 بين وفيات ومصابين
مئات الأسماء البراقة واللافتات والشعارات الطنانة والحال كما يقول إخواننا التوانسة أن الجنازة حامية والميت قطّوس " أي قطّ ".
فهذا حال كثير من المنظمات في بلادنا بكل مسمياتها من جمعيات أو منتديات أو اتحادات أو لجان أو مراكز، قاسمها المشترك كما يبدو هو القصور الواضح في توظيف الإعلام في عملها أو في إهماله أصلا.
فعدا بعض الجمعيات الكبرى - قليلة العدد أساسا - التي استطاعت إسماع صوتها إلى حد ما, فإن كثيراً منها لا يزال مجهولا لدى عامة الناس حتى اليوم.
وباستثناء ثلاثة أنواع من الجمعيات هي: الجمعيات الكبرى المعروفة السالفة الذكر، والجمعيات التي ولدت فعلاً ميتة، وتلك الجمعيات المعدة كواجهة للارتزاق غير المشروع, يمكننا أن نقف أمام صنفين من المنظمات ربما يكونان هما الصنفان السائدان حتى الآن للمنظمات غير الحكومية في اليمن ونعني بهما منظمات العمل الموسمي والمنظمات التي يمكن وصفها "بالخرساء".
فالمنظمات الموسمية تكون سمتها العامة هي الركود السنوي إلا من فعالية وتظاهرة واحدة أو اثنتين على الأكثر يختزل فيهما القائمون عليها كل شهور السنة وكل جهودهم ومهاراتهم المتواضعة, وذلك كي يقولوا للمراقب المسؤول فقط: إننا هنا... ما زلنا أحياءً.
ويشكو هذا الصنف من المنظمات عادة أزمةً مزمنة في الإمكانات وغياب محيّر للكفاءات المطلوبة أو ندرتها لتسيير ناجح لعمل المنظمة, إضافة إلى ضعف روح المبادرة وابتكار الجديد والاكتفاء بمتطوعين قد لا يكونون مهيئين لإنجاح مهماتهم.
ويكون غياب الاستراتيجية الواضحة لكيفية تحقيق الأهداف المعلنة والمرسومة لدى القائمين على الجمعية هو في الوقت نفسه سبب ونتيجة تصيب عمل الجمعية بالقصور أو الشلل.
أما الصنف الثاني فتلك التي أطلقنا عليها " الجمعيات الخرساء", وعلى عكس ما قد توحي به التسمية فهذه الجمعيات في واقع الأمر منظمات محترفة فعلاً، ويبرز هذا الاحتراف من خلال مؤشرات عدة أهمها الانجازات الملموسة التي تقدمها الجمعية لمنتفعيها, والتي تقف وراءها كفاءات محترفة ومدربة ومتفرغة مهنيا، إضافة إلى وفرة نسبية في الإمكانات المادية ووجود تصور واضح لطبيعة الدور المنوط بالجمعية تأديته في المجتمع, فبلوغ أهداف الجمعية اليوم أصبح رهينا بانتقال الجمعيات من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف الفعلي.
ورغم هذا النجاح النسبي لعمل هذا الصنف من المجتمعات فإننا بالكاد نسمع عنها وإذا سمعنا نظل لا نعرف عن نشاطاتها شيئا يذكر .. فأين الخلل؟
يشكل الإعلام المنظماتي إن جاز التعبير في تصورنا جوهر الإجابة عن هذا السؤال المهم وهو ما يقتضي من الجمعيات بمختلف مسمياتها إيقاظ الهمم للخروج من سبات الإهمال غير المبرر للمعطى الإعلامي، حتى أن أغلب المنظمات أو الجمعيات تفتقر إلى وسيلة إعلام واحدة خاصة بها فما بالك بالوسائل الإعلامية المتعددة التي يفترض أن تسعى الجمعية حثيثا إلى استخدامها في الاتصال الاجتماعي وإسماع صوتها إلى المنتفعين والرسميين والمتعاطفين, ثم إنه لا بد من الوعي أولاً وأخيراً أن كل جمعية هي في حد ذاتها وسيلة إعلام.
ويبدو أن الجمعيات اليمنية ليست مهيأة في أغلبها لتوظيف الإعلام في نشاطاتها وإذا ما توفر هذا الفهم فكثيرا ما تنقصها الإمكانات والإدارة الجماعية والموارد الضرورية والخبرة اللازمة للقيام بالجهود الاتصالية المتطورة, لذا غالبا ما تكتفي الجمعيات بالركون إلى تغطية وسائل الإعلام اليمنية لنشاطها رغم أن هذه التغطية في الواقع هي تغطية محدودة وهامشية.
ولعلنا نتفق تماماً في خاتمة المطاف مع أحد خبراء الاتصال العرب في تصور أن تطور الإعلام الجمعياتي في المنطقة العربية - بما فيها اليمن بالطبع - رهين بتطور الحياة الجمعياتية في حد ذاتها, وسوف يزدهر هذا النمط الإعلامي يوم تعتمد الجمعيات سياسات إعلامية واضحة وتفهم الإعلام باعتباره اختصاصاً وعلماً وحقلاً معرفياً وضرباً من ضروب النشاط البشري القائم بذاته.
* خبير إعلامي ومدرب
n.sumairi@gmail.com