آخر الاخبار

مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب. تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون

فمتى يفيق بعض العرب؟!
بقلم/ أ.د سيف العسلي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 25 يوماً
الأحد 24 يونيو-حزيران 2007 05:36 م

من غير المبالغة القول بأن الأوضاع في العالم العربي قد وصلت الى مستويات من السوء لا تسر صديقاً ولا تغيض عدواً، لكن للأسف فأن هناك من العرب من لم يرغب في أدراك ذلك أو لا يرغب في فعل أي شيء أزاء ذلك.

أذ أنهم لو أدركوا ذلك ما كانون ليقتلوا بعضهم بعضاً وما كانوا ليشعلوا الحروب وما كانوا ليتعمدوا تدمير بنيتهم التحتية وما كانوا ليصروا على إهدار مواردهم النادرة وما كانوا ليشعلوا الحرائق ويصبوا الزيت عليها.

إنهم لم يدركوا حتى انزعاج أصدقائهم ورضا أعدائهم بسبب سوء أوضاعهم، لا شك أن ذلك يعبر عن ظاهرة غريبة جداً فمن غير الممكن أن يكون الصديق أكثر حرصاً على مصلحة صديقه من نفسه .. ومن غير الممكن أن يفرح العدو عندما يكون عدوه في خير، لقد كان على بعض العرب أن يدرك ذلك إن لم يكن قادراً على إدراك سوء الأوضاع التي يعيشون فيها، لا شك أن ظاهرة كهذه تناقض المنطق والمعقول و بالتالي فإنه لا يمكن فهمها الا في إطار الجهل أو المرض.

فالجاهل يمكن أن يتصرف على هذا النحو لأنه لا يستطيع أن يميِّز بين ما ينفعه وما يضره والمريض قد يرفض العلاج لأنه غير قادر على حساب الفائدة منه.

كذلك فإن المريض قد يقوده تأزمه لأن يتصرف على هذا النحو، إن تأزمهم هذا نابع من اعتقادهم بأنهم وحدهم يحتكرون الحقيقة وإذا كان الأمر على هذا النحو فإن تسامحهم مع من يخالفه هو إقرار بالباطل. إن ذلك هو ما ضيق مساحة التسامح ووسع مساحة التطرف لديهم.

ولذلك فإنهم لا يترددون في إطلاق الكفر والخيانة والجهل على كل من يخالفهم، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد فإنهم يهدرون دم كل من يطلقون عليهم هذه الأوصاف، إنهم يلجأون الى القتال كوسيلة لتسوية خلافاتهم مع غيرهم بدلاً من الحوار.

أنهم بتصرفاتهم هذه قد حولوا مقدسات الأمة من عامل توحيد إلى عامل تفرقة، إنهم يشنون الحروب ويقتلون الأبرياء إما بحجة الدفاع عن الدين أو بحجة تحرير وحماية الوطن وحماية مصالحه العليا أو بحجة محاربة الفقر أو بحجة تحقيق العدل لكنهم بعملهم هذا يسيئون للدين وللوطن وللعدالة .

إنهم يستمرئون القتل بشكل كبير والأكثر أهمية من ذلك أنهم قد نجحوا في إقناع أنفسهم بأن القتل فضيلة في حد ذاته فقد أصبح القتل حلماً للعديد منهم، ولذلك فإنهم لا يتورعون عن قتل أنفسهم وقتل الآلاف من الأبرياء بدون أي مبرر ونتيجة لذلك فقد أصبح القتل عند هؤلاء هو الحياة والحياة هي القتل.

لقد وقف البعض أمام تصرفات هؤلاء مكتوفي الأيدي، فقد كان عليهم لوقف تدهور الأوضاع أن يعملوا على وقف هذه الممارسات بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد كان عليهم أن يسعوا لإصلاح أوضاعهم وأن يتعاونوا فيما بينهم وأن يحسنوا الظن ببعضهم البعض وأن يعين غنيهم فقيرهم وأن يعلم عالمهم جاهلهم وأن يحترم صغيرهم كبيرهم وأن يرحم كبيرهم صغيرهم.

لقد كان عليهم أن لا يقبلوا بهذا الواقع وأن يغتاظوا مما يجري حولهم لأن من يغتاظ لا يستطيع أن يخفي قلقه من ذلك على الأقل حتى لو كان غير قادر على فعل أي شيء آخر، أنه لو كان لديهم شيء من ذلك لفكروا حتى في البحث عن الأسباب وعن معالجات لأي من الازمات التي يعاني منها العالم العربي.

إن العديد من هؤلاء ليسوا جهالاً لأنهم ينتمون إلى أمة قد سادت العالم وساهمت بشكل كبير في الحضارة الإنسانية، ولقد كان لديهم من الإمكانات المادية والبشرية مما يمكنهم من إقامة أعداد لا تحصى من مراكز الأبحاث المتقدمة القادرة على تحليل الأوضاع العربية وتحديد ماينفعهم وما يضرهم وما يجب عليهم القيام به لتغير أوضاعهم الى الأفضل .

حتى في حالة عدم وجود مثل هذه المراكز العربية فإن في ما كتبه أعداؤهم عنهم الشيء الكثير مما يكمن الاستفادة منه، وإن كان هؤلاء لا يرغبون في الاطلاع على ما يقوله عنهم أعداؤهم فإن هناك مراكز أبحاث أخرى صديقة أو محايدة تحتوي على كم هائل من الدراسات حول حقيقة الأوضاع في العالم العربي وما ينبغي على هؤلاء عملة للخروج من هذه الأوضاع المزرية.

إن كان هؤلاء لا يثقون بهذه المراكز فإنه بإمكانهم الاستفادة من التجارب المريرة التي مروا بها فالعديد من الأخطاء التي ارتكبها هؤلاء ليست جديدة، فقد اقترفوها ليس مرة أو مرتين بل عدد كبيراً من المرات، ربما كان ذلك كافياً لإيفاف طوفان القتل.

فإذا لم تعمل هذه الأحداث الكبيرة على جعل العرب يفيقون من غفوتهم هذه فإنهم لن يستطعوا فعل ذلك في المستقبل، إن عليهم أن يسعوا لعلاج جهل ومرض دعاة الفتن، صحيح أن ذلك يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة، لكن لا يوجد أي خيار آخر.. إن بداية ذلك هي الاعتراف بالأخطاء وتوجيه الأصابع إلى من يستمر في اقترافها.. بهذه الطريقة فقط يمكن منع تكراراها.

إن عليهم تجريم وتشنيع اللجوء الى القتل كوسيلة لحسم الخلافات تحت أي ظرف من الظروف، عليهم يجعلوا الحوار الطريقة الوحيدة للتعامل مع أي اختلافات بينهم، إن ذلك يعني الاحتكام الى الحجج بدلاً من الرصاص، إن ذلك يعني ترك الغوغائية لصالح المنطق، إن ذلك يعني الإقرار بأن طريق الوصول الى الحقيقة هو فحص كل الآراء، عليهم القبول بتساوي حق الجميع في التفكير والتعبير عن رؤاهم .

إن عليهم أن ينصتوا لبعضهم البعض وأن يفهموا ما يقوله بعضهم البعض، بذلك فقط سينجحون في حل معظم خلافاتهم سليماً وسيشعرون بالأمن والطمأنينة، فبدون ذلك سيظل السلام وتحقيق التنمية والاستقلال وتذوق طعم الحياة بعيد المنال.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
كاتب صحفي/ خالد سلمان
خطاب الشرعية ومواقفها خارح اطار التطورات
كاتب صحفي/ خالد سلمان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد مصطفى العمراني
تركيا إعتقال أكرم إمام أوغلو .. تحرك قضائي ضد الفساد أم استهداف سياسي للمعارضة؟!
محمد مصطفى العمراني
كتابات
د.رياض الغيليديمقراطية مستنسخة
د.رياض الغيلي
كاتب/محمد الشبيريصـح النّـوم يا ثورة !!
كاتب/محمد الشبيري
أيا قادة فلسطين..إرحلوا.. عارٌ عليكم..!!
حمزة الجبيحي
مشاهدة المزيد