أجهزة الأمن تضبط كميات كبيرة من مخازن الذخيرة في محاولة تهريبها جنوب اليمن
حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
مشهد لا أنساه في حياتي ما عشت، وأنا أنظر عبر الفضائيات إلى أحفاد عمر المختار المجاهد العظيم وهم يصلون في بنغازي بليبيا في ميدان التحرير، وقد سجدوا لله لا إله إلا هو تقدست أسماؤه، وقد أوقف المصور كاميرا التصوير على هذا المشهد المهيب، وقد وضعوا جباههم التي تحمل العزة والكرامة والمجد على التراب، ذلة وعبودية للواحد القهار، العزيز الجبار، وكأنهم يقولون للعالم: بهذا السجود سوف ننتصر. وبهذا السجود انتصر جدنا المجاهد عمر المختار، وبهذا السجود ننطلق إلى نداء الحرية والمجد والعزة والكرامة. لقد زرت البواسل الأبطال في طرابلس وبنغازي في شهر رمضان الماضي، فوجدت التدين الصادق والثقافة الراقية والشجاعة النادرة والكرم الحاتمي، فهم يملأون المساجد في أوقات الصلوات، ويتسابقون على حفظ القرآن «وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ». ما أعظم سجودكم لله رب العالمين أمام العالم يا شعب البطولات والتضحيات، يا من دحرتم الاستعمار، والآن تدحرون الاستبداد. هكذا في لحظة مؤثرة موحية تقف الكاميرا أمام مشهد الساجدين في ميدان التحرير ببنغازي، فكأنها تقول للعالم: انظروا لهؤلاء يسجدون والرصاص على رؤوسهم والموت من بين أيدهم ومن خلفهم، ولكنهم يقولون بلسان الحال: وما قيمة الحياة بلا سجود؟ وما ثمن المجد بلا سجود؟ وهل للحرية طعم بلا سجود؟ وهل للشرف قدر بلا سجود؟
نعم، يسجدون؛ لأن السجود لله فيه إذلال لطغاة البشر، وتحطيم للأصنام، واستعلاء على الباطل، وانتصار على الدجالين الكذابين الأفاكين، نعم، في السجود ثورة على الطغيان، واستعباد البشر، وتسلط الجبناء، وفرعنة الجبابرة، دام مجدكم يا أحفاد عمر المختار، تسجدون أمام العالم على التراب مباشرة لتدوسوا بأقدامكم الشريفة أنوف المتكبرين والمتجبرين، وتقولوا للشرق والغرب: لا نريد الدعم منكم، ولا نبتغي النصر من لدنكم، فالله ينصرنا وحده: «إِن يَنصُرْكُمُ الله فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ». أنتم أيها الكرام المجاهدون البواسل تصفعون الباطل على وجهه بهذا السجود، وتهينون المستبدين العتاة بهذا السجود، تسجدون وأنتم في حرب تحرير، وفي ميدان مقاتلة، والدماء تضرج بمسكها جدرانكم وتضمخ بطيبها ميادينكم، تسجدون لله بعدما دفنتم الشهداء البررة من أبنائكم، تسجدون لله ولا تخافون من الدبابات أو الصواريخ أو المقاتلات؛ لأن معكم القوة العظمى: «يا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا إِن تَنصُرُوا الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ». إن سجودكم وأنتم في ساح الوغى رسالة واضحة للعالم، وهي أنكم تريدون العزة من الله، والانتصار على الطاغوت، والحياة الكريمة، والحرية الراشدة، والاستقلال الأبدي، والمجد السرمدي، من الذي في قلبه ذرة إيمان ولا يهتز ضميره أو تتأجج عواطفه أو تسيل دموعه وهو يراكم يا أهل بنغازي تسجدون لله وأنتم في ساحة حرب وفي ميدان قتال وفي معركة بقاء وعزة وكرامة؟ الله ما أعظمها من لحظة وأنوفكم وجباهكم على الطين تعظيما لقاهر المستبدين وقاصم الطغاة المتجبرين، يقول شوقي:
قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا السلام عليكم في الخالدين يا أحفاد عمر المختار، وتحية من كل شرفاء وأوفياء وأحرار العالم، لقد دفعتم ثمن المجد فنلتم المجد بجدارة وحق، فيكم قول الشاعر:
ثمن المجد دمٌ جُدْنا به فاسألوا كيف دفعنا الثمنا