رونالدو: البرتغال تعيش لحظة توتر قبل مواجهة الدنمرك بدوري الأمم
وفاة أسطورة الملاكمة الأميركية
بيان عاجل من حركة حماس للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بخصوص الجرائم الإسرائيلية في القطاع
عاجل: غارات امريكية تستهدف مواقع الحوثيين في مأرب والجوف
السفارة الأمريكية بإسرائيل توجه تحذيرا خاصا لرعاياها
تقرير: الحوثيون يرتكبون 1900 انتهاك بحق الصحفيين في اليمن وحجبوا مئات المواقع الإلكترونية
تعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش الأميركي في ضرباته ضد الحوثيين في اليمن؟
عاجل: غارات عنيفة على مطار الحديدة
العميد طارق صالح: ''محافظة البيضاء على موعد قريب من التحرير وستكون أول من تلفظ المشروع الحوثي''
الإدارة الأميركية توافق على بيع أسلحة متطورة وفتاكة للسعودية لمواجهة المسيرات المفخخة
مأرب برس ـ السعودية ـ خاص
وقف امام السبورة ممسكا بيده السمراء طباشيره البيضاء ليكتب عنوان الدرس الجديد ... وبينما هو مشغول بالكتابة كان طلابه ايضا مشغولين بتأمل سيقانه النحيفة التي تطل من مأزر اشبه مايكون بشوال قديم ... ما الذي يلفت نظر هؤلاء الصغار الى سيقانه سؤال لم يكن ذهنه خاليا حتى يبحث له عن اجابة ... ولو القى اليها نظرة لادرك السبب فهذه السيقان يحضرها معه كل يوم مرصعة بنياشين غائرة دامية وقد خطت حبيبات العرق المنحدرة عليها وديانا متعرجة بين كثبان الغبار التي تعلوها... هل يؤدي طابور الصباح لوحده داخل شجرة الصبار العتيقة الممتدة خلف المدرسة حتى يحضر على هذه الحالة ...ام ان ما إدعاه تأبط شرا الذي سيأتي على ذكره اليوم وهو يحدث تلاميذه عن الشعراء الصعاليك ،،
من انه امضى الليل يعارك الغولة وامسكها اخيرا بل واتكأ عليها حتى الصباح لينظر كيف تكون ... فلم انفك متكئا عليها لأنظر مصبحا ماذا أتاني اذا عينان في رأس قبيح كرأس الهر مشقوق اللسان … تجاهل نظراتهم ولكن قبل ان يشرع في الشرح جاءه السؤال الذي شغل تلاميذه .... - ياستاذ ليش ارجلك كل يوم معورة ... نظر اليهم وزاغت نظراته وتلعثم فما كان يتوقع سؤال كهذا في حصة عن الشعراء الصعاليك ... كان من الصعب ان يخبرهم انه يضطرا كل يوم الى الخروج بعد صلاة الفجر ويمتطي ( الموتور ) ويعمل عليه حتى موعد المدرسة ثم يخرج من المدرسة وينهي يومه بين الحارات والازقة ينقل الركاب على موتوره الجامح ... - مالك سكت يا استاذ ؟؟ - ولا حاجة .. ولا حاجة .. خلونا نتكلم عن الشعراء الصعاليك ؟؟؟ انطلق يشرح لهم بكل اقتدار وما ان انهى الدرس حتى سارع بالخروج الى الباحه ... اشعل سيجاره وامتصها حتى قطع انفاسها ... نظر الى ساقيه واسرع يغسلهما .... واستند الى سارية العلم ونظر الى الراية الخفاقة فوق رأسه ... واخذ يتمتم ... كـل أنـداء ضـلالـك .. مـلـكنا إنـها ملك أمـانينا الـكبيرة.. حقنا جاء من أمجاد ماضيك المثيرة .. - حقنا ؟!!!... ثم ابتسم متهكما وهو يهز رأسة والقى بالسجارة ... وتمتم مبتعدا عن السارية والله ما انت داري بحاجة يا النعمان والا كنت قلت حقهم اما احنا مالناش حاجة ... وفي طريقه الى الفصل والطلاب يتدافعون من حوله وقف فجأة وسط الساحة ... وتساقطت عليه الاسئلة من كل جانب ... لماذا المدرسين في كل الدنيا يعيشون بكرامتهم يقضون اوقاتهم بين الكتب وبين الترحال وبين اولادهم ؟؟ وانا !!!!وانا قالها بحسرة اقضيها ممتطيا شرا ... هكذا كان يحب ان يسمي نفسه وهو يعلو الموتور او التابوت المتحرك الذي لايخلو يوم من كبواته الكثيرة داخل الازقة ... ومع ذلك يحب ان يتمثل قول امرىء القيس وهو يصف فرسه ... له ايطلا ظبي وساقا نعامة ** وارخاء سرحان وتقريب تتفل فيقول هوفيه له تائرا باصٍ وصوت قذيفة ٍ ** وقوة نيسانٍ وخفة سيكل انه يحبه كأحد ابنائه الخمسة فهو شاته وناقته وفرسه وحياته كلها ... يقضي يومه وليله برفقته كما لا يمضيها مع احد غيره ... يجمع العشرة والعشرين ويلف المدينه عرضا وطولا ممتطيا شرا ... وهو يردد صوت صديقه الصعلوك ( تابط شرا ) لا أتمنى الشر والشر تاركي. ولكن متى أحمل على الشر أركب وقول صديقه عروة ابن الورد... خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة ان القعود مع العيال قبيح خطا خطوات وتوقف ... تذكر كيف انه يخرج ملثما من بيته كأنه فارس في احد غزواته خوفا من ان يراه احد من تلاميذه وهو يقضي يومه يصارع الموتور الجامح ... تأوه عندما تذكر كيف ضرب من رجال المرور لانه رفض ان يسلمه في احد حملات المصادرة ... وتحسس وجهه حين تذكر انه تعرض للطم من احد الاثرياء لانه كاد ان يصدمه حين فتح الاخير باب سيارته اللاند كروزر فجأة بعد ان وقف في وسط الشارع لينزل البقالة وكيف انه لم يزد على ان قال سرا بينه وبين نفسه الله ينتقم منك .. سار خطوتين ووقف وحينما تذكر كيف انه عندما اصاب حبيبه عطل وبقي اسبوعا يبحث عن قطعة غيار حتى كاد هو واطفاله ان يخرجوا للتسول ... سار خطوتين وتذكر انه بقي يومين على دفع قسط الموتور .... سار خطوتين وتذكر انه يجب ان يرجع هذه اليوم برفقة الدواء الذي لم يستطع ان يوفر قيمته حتى الان ... سار خطوتين والتفت الى السارية ونظر الى الراية الخفاقة وصرخ رايتي .. رايتي يا نسيجاً حكته من كل شـمس اخـلدي خـافقة في كل قمة.. أمتي .. أمتي .. امنحيني البأس يا مصدر بأسي وادخريني لك يا أكرم أمة سار خطوتين ولكن دارت المدرسة من حوله ودار الطلاب ودار هو و.... تدافع الجميع من حوله - استاذ فتيني استاذ فتين ايش جرالك ... وعلى الصراخ من حوله وبرودة الماء المدلوق على وجهه انتفض - ايش في ايش في... كيف الموتور؟؟؟ الموتور بخير ؟؟؟؟؟