آخر الاخبار

وزير الدفاع الأمريكي يصل القاهرة ويلتقي بنظيره المصري لمناقشة ملفات الحرب في المنطقة مدير مرفأ بيروت يفاجئ اللبنانيين: لا نملك صلاحية التدقيق في محتوى البضائع العميد طارق: السلام مع الحوثي أصبح مستحيلاً والحل العسكري هو الطريق الوحيد ولدينا تواصل مع المجتمع الدولي والتحالف ضباط امريكيون يدرسون انعكاسات استنزاف ترسانة أسلحتهم الدقيقة في اليمن في حال اندلاع حرب مع بكين وزير الدفاع يعزي الشيخ منصور الحنق في استشهاد نجله مدير ملف اليمن بقناة الجزيرة يناقش عبر عشر ملاحظات جوهرية واقعية سيناريو إطلاق عملية عسكرية برية ضد مليشيا الحوثي.. بعد تقرير CNN الأمريكية شاهد: الآلاف في تعز ومأرب يخرجون دعمًا وتضامنًا مع غزة أمريكا تتوعد الدول التي تدعم الحوثيين أو تتحدى قرار حظر استيراد الوقود الى موانئ اليمن الخاضعة لسيطرتهم عاجل .. بيان ناري من الخارجية الأمريكية بعدم التسامح مع أي دولة تقدم الدعم والمساندة للحوثيين وتوجه تهديدا خاصاً للمليشيا قرار للأمم المتحدة بشأن طبيعة عملها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي باليمن

متى يعود اليمن؟ قرن لا يكفي
بقلم/ سمير السروري
نشر منذ: أسبوع و يوم واحد و ساعة
الثلاثاء 01 إبريل-نيسان 2025 07:00 م
 

سألني أحدهم ذات يوم كم يحتاج اليمن ليعود؟ ابتسمت بسخرية مريرة وقلت مئة عام قليل عليها لم تكن إجابتي مبالغاً فيها بل كانت انعكاسا لواقع معقد حيث لا تقاس عودة الأوطان بعقود زمنية بل بمدى قدرتها على كسر قيود الماضي والتخلص من إرث الخراب والعودة إلى مسار التنمية والاستقرار.

 

اليمن ليست مجرد بلد أصابته الحرب بل وطن أثقل بالانقسامات وأنهك بتراكم الأزمات وأحبط بمحاولات إصلاح لم تكتمل الحروب ليست مجرد صراع على الأرض بل هي تراكم لسنوات من الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي حيث تحولت النزاعات من معارك على السلطة إلى صراع على الهوية وانتهت بتحويل الوطن إلى رقعة شطرنج تحركها المصالح الخارجية والداخلية.

 

حين نقول إن مئة عام لا تكفي فذلك لأن عملية البناء ليست مجرد إعادة إعمار البنية التحتية بل إعادة بناء العقول واستعادة الثقة بين المواطن والدولة وتشكيل هوية وطنية جامعة تتجاوز الطائفية والمناطقية والولاءات الضيقة.

 

اليمن بحاجة إلى ثورة فكرية تسبق أي خطة إعادة إعمار بحاجة إلى جيل جديد يتربى على ثقافة الدولة لا ثقافة الجماعات بحاجة إلى قضاء عادل وتعليم ينهض به واقتصاد يعيد إليه قوته.

 

قد يقول البعض إن الدول خرجت من حروبها في سنوات قليلة فلماذا يحتاج اليمن إلى أكثر من قرن؟ والجواب بسيط لأن اليمن لم يمر فقط بحرب واحدة بل بحروب متداخلة منذ عقود ولأن التراكمات أكبر من مجرد دمار مادي بل دمار في القيم في المؤسسات وفي النفوس.

 

لكن رغم كل ذلك يبقى السؤال الأهم هل يمكن لليمن أن يختصر هذه المئة عام؟ والجواب نعم إن وجدت الإرادة وإن تحرر من عباءة الماضي وإن اختار اليمنيون أن يكونوا جزء من الحل لا المشكلة حينها فقط يمكن لليمن أن يعود قبل أن يكمل قرنه الضائع .