ترامب بدأ بإغراق السفينة الإيرانية من بوابة الحوثيين.. فهل تمتد إلى العراق؟
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: 19 ساعة و 12 دقيقة
الثلاثاء 18 مارس - آذار 2025 01:35 ص
 

عندما نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشريط المصور الذي يظهره برفقة نجل إيلون ماسك، خلال مغادرته البيت الأبيض إلى منتجعه في فلوريدا لقضاء عطلة الأسبوع، كان لافتا إشارته لنجل ماسك برسم إشارة “x” التي تحمل اسم المنصة الشهيرة “تويتر” سابقا، البعض اعتبر هذا الأمر محاولة لمجاراة لنجل ماسك، لكن الضربة القاسية التي استهدفت مراكز ومقرات “الحوثيون” عقب وصوله إلى فلوريدا تؤشر إلى أن هذه العلامة تقصد رسمها، إيحاءاً منه أن الموعد حان لإزالة الخطر الآتي من اليمن على التجارة الدولية في البحار والمضائق.

يدرك المتابعون لمسار الرئيس ترامب أن مبدأ “أنصاف الحلول” غير وارد في قاموسه، فسلفه الرئيس السابق جو بايدن وجه ضربات للحوثيين لكنها ادرجت في خانة رفع العتب ولم تتمكن من ردع الحوثي عن عرقلة الملاحة البحرية، التي انعكست على الاقتصاد العالمي متسببة برفع اسعار السلع، بعدما حولت معظم السفن مسارها، ازدادت معها الكلفة لناحية قيمة التأمين من جهة ومشقة الرحلات التي باتت تستغرق مزيد من الوقت للوصول الى المستهلك.

رغم ان الضربة كانت مرتقبة، لكن “الحوثيين” ساهموا في وضعها موضع التنفيذ قبل الموعد المحدد، بعدما أعطى زعيمهم عبد الملك الحوثي مهلة 4 أيام لإسرائيل للسماح بوصول المساعدات الى قطاع غزة، والا سيستأنف العمليات البحرية في البحر الاحمر.

من الواضح ان الرئيس ترامب اتخذ القرار بانهاء الملف الحوثي وهو عبر على منصته الخاصة بشكل واضح متوجها الى الحوثيين بالقول “الى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب ان تتوقف هجماتكم ابتداء من اليوم ان لم تفعلوا فسنمطر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل”.

“صوت بيروت إنترناشونال” حاور رئيس تحرير موقع “مأرب برس” الاعلامي احمد عايض الذي بدأ حديثه بسرد ما جرى لناحية الضربات والاماكن التي استهدفتها القوات الاميركية والتي طالت في اليوم الاول 6 محافظات يمنية، معتبرا انها الاكثر عنفا وفتكاً اذا جاز التعبير، لان الصواريخ التي كانت تطلق من البوارج الاميركية في البحر الاحمر استهدفت بداية محافظة صعدة المعقل الرئيس لعبد الملك الحوثي حيث المخابىء الاستراتيجية، والتحصينات التي بناها “حزب الله” و”الحرس الثوري الايراني” منذ ما قبل انقلابهم على السلطة في اليمن، وبعضها يعود الى اكثر من 15 عاما.

يبدو وفق عايض ان الاميركيين اخضعوا الحوثيين في الفترة الماضية الى مراقبة كبيرة سواء عبر الاقمار الصناعية او المعلومات الواردة من الارض، وان كان الحوثيون يتخذون اقصى دراجات الحذر فيما يرتبط بقيادات الصف الاول، لناحية الابتعاد عن “الانترنت” والاتصالات المباشرة، مما يؤكد ان هناك تعقب كبير لهم، وثمة قتلى منهم على مستوى القيادات الا انهم يتكتمون عن اعلان الاسماء .

يرى عايض ان الضربات التي حصلت لا يمكن مقارنتها بتلك التي حصلت ايام الرئيس الاميركي السابق جو بايدن، التي كانت تستهدف المواقع التي ضربها التحالف العربي، او الهناجر الفارغة وفق ما نقلته الصحف الاميركية والتي جاءت من باب السخرية لناحية انها لم “تقدم او تؤخر” في مسار الحرب.

ووفق عايض فإنهم كيمنيين لا يمكنهم الركون الى هذه الضربات ومدى جديتها، ما لم يتم استهداف قيادات الصف الاولى لميليشيا الحوثي، عندها يمكن القول ان هناك نية اميركية للبدء باقتلاع المشروع الايراني من اليمن.

بالنسبة للموقف الايراني الذي جاء على لسان قائد الحرس الثوري الايراني حسين سلامي الذي اكد فيه “ان الحوثيون يتخذون قراراتهم الاستراتيجية والعملياتية بمفردهم “يرى عايض ان الامر مضحك، كونه يبرىء نفسه بعد كل ضربة ان على صعيد اليمن او باقي الميليشيات الموزعة في العواصم العربية الخمس، في حين يتحدثون عن التعاون مع هذه الميليشيات عسكريا عندما تكون الامور هادئة.

اما لناحية تأثير ضرب القدرات العسكرية للحوثيين على طهران، يرى ان الميليشيا الحوثية تشكل القوة الضاربة للسياسية الخارجية للمنطقة وتحديدا دول الخليج وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، معتبرا ان الغاية الرئيسية من انشاء الميليشيا الشيعية جنوب الجزيرة العربية ، استهداف المملكة.

اما الهدف الثاني فهو ان تكون ايران عبر اذرعها في اليمن مسيطرة ومهيمنة على ابرز الممرات البحرية في العالم من خلال باب المندب، وقد رأينا كيف عبثت ايران بالملاحة الدولية وادخلت العالم في صراع هدد الاقتصاد الدولي عبر هذه الميليشيا، ولذا فان اقتلاعها سيشكل ضربة قوية وموجعة للنفوذ الايراني في المنطقة وسينحسر أداؤها ونفوذها بشكل كبير في المنطقة، وستكون مقدمة لاحتضار المشروع الايراني بعض الضربات المنتالية التي تعرضت لها في لبنان وسوريا واليوم في اليمن، يضاف اليه الاحتضار الاقتصادي الداخلي لايران وتداعياته على المجتمع الايراني .

السؤال الذي يطرح اليوم هل ستقدم الولايات المتحدة على توسيع عملياتها باتجاه العراق رغم ان الفصائل الرئيسية الموالية لايران اكتفت باصدار التصريحات المستنكرة في وقت هددت فصائل اخرى باستهداف المصالح الاميركية في المنطقة، وربما هذا ما يفسر حالة التأهب في القواعد العسكرية الاميركية في العراق.

الأيام القادمة تشي بأن النيران في اليمن لن تنطفىء قبل استسلام نظام ولاية الفقيه وقطع يديه عن العواصم العربية التي عبث بها وأغرقها بالدماء