احزاب تعز تقترح حلا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتأزم وتطالب الرئاسة والحكومة بسرعة انقاذ العملة العليمي يبحث مع سفير واشنطن الدعم الإقتصادي المطلوب وموقف اليمن من انتهاكات إسرائيل في فلسطين مسئول كبير في الشرعية يكاشف الجميع حول قضايا وملفات مهمة: سبب التراجع عن قرارات البنك المركزي ومصير التوقيع على خارطة الطريق وخيار الحسم العسكري كوريا الشمالية تختبر صاروخاً باليستياً يمكنه الوصول الى أمريكا الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران مركز الملك سلمان للإغاثة يقدّم مساعدات غذائية في الضالع حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق
إنه حقًا غريب أمر الأمريكيين الذين مازالوا يؤيدون استراتيجية بوش في العراق. ليس الأمر مجرد أنهم مخطئون؛ فالوقوع في الخطأ يحدث لنا جميعًا من وقتٍ لآخر. ولكنهم منفصلون تمامًا عن الواقع.
إن حجج المؤيدين لاستراتيجية بوش لا علاقة لها بما يحدث حقيقة في العراق. إنهم لا يدعون أن منتقدي بوش لديهم انطباعٌ خاطئ لما يحدث في العراق, ولكن يبدو أنهم غير مهتمين بما يجري في العراق. إن حججهم تحدث تقريبًا على مستوى مجرد عن الواقع.
إذا كنت تتابع الأخبار في العراق، فإن القصة أصبحت عادية. فرئيس الوزراء "نوري المالكي" هو شخص من الطائفيين الشيعة المتشددين، وحكومته مخترقة بشكل كبير من الميلشيات الشيعية، وكل شئ يفعله في منصبه موجّه في النهاية لإعطاء الشيعة اليد العليا على السنة.
لقد اخترقت الميلشيات الشيعية الجيش العراقي، ونحن نقوم بتجهيز وتدريب الأشرار. بينما أعضاء الميلشيات الشيعية الذين لم ينضموا للجيش يختفون عندما تقوم قواتنا بدوريات في بغداد، لكي نقاتل السنة ونهزمهم.
وكما ذكر "توم لاسيتير" الصحافي في إحدى صحف "مكلاتشي" منذ أسبوع ونصف: "حملة الجيش الأمريكي لتدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية عززت عن غير قصد ميلشيا مقتدى الصدر، جيش المهدي، المعادية للأمريكيين".
هذا هو السبب وراء دعم "المالكي" لاستراتيجية بوش لزيادة القوات الأمريكية في العراق. وبقدر نجاحها؛ فإن الزيادة ستؤدي مهمة أسرع وأفضل لطرد وترحيل السنة من بغداد. ولكن لماذا يجب علينا أن نساعد المالكي في فعل ذلك؟
إن النقد لاستراتيجية بوش ينبثق كله من هذا التفسير للأحداث، فمنتقدو الإدارة الأمريكية يقولون إن دورنا الحالي له أثر غير مقصود ولكن لا يمكن تجنبه فيما يتعلق بزيادة الحرب الطائفية. فإذا أوقفنا التعاون مع أحد الأطراف التي تقود إلى الحرب الأهلية، حينئذ لن نجعل الأمور أكثر سوءًا. ولكن قد نجعل الأمور أفضل؛ إذا لم نقاتل لصالح الشيعة، فربما سيتعين عليهم التفاوض مع السنة.
ماذا يقول أنصار الإدارة بشأن استراتيجية بوش؟ دعنا نلقي نظرة موجزة, فقد أدلى السيناتور "جوي ليبرمان"، أحد أبرز مؤيدي استراتيجية بوش، بيانيْن رئيسيْن بشأن الحرب في 2007.
كان الأول رسالة في يناير، كتب فيها أن "الاتسحاب من الحرب ليس سياسة معتمدة طويلة الأمد للأمن القومي للولايات المتحدة، والانسحاب من القتال وصفة للهزيمة". ولكن كيف تصور "ليبرمان" تحقيقنا للانتصار؟ ماذا عن التقارير بأن عملياتنا تذكي الحرب الأهلية؟ لم تقل رسالته أي شئ عن ذلك.
وبعد ذلك ألقى "ليبرمان" كلمة عن الحرب، وكانت أكثر سوءًا! حيث كانت تدور عن أن تصويت مجلس الشيوخ بحجب الثقة عن خطة بوش سيحبط حلفاءنا ويشجع العدو، دون الحديث على الإطلاق عن الكيفية التي يمكن أن تنجح بها استراتيجية بوش.
ربما يقول البعض: إن ليبرلمان بعيد عن جوهر استراتيجتيه، ولكنه سياسي، والسياسيون يجيدون صناعة الكلام؛ إذن بالتأكيد أن المثقفين الذين يؤيدون بوش ينبغي أن يكون لديهم فهم أعمق، صحيح؟
للأسف لا.. فدورية "ذا ويكلي ستاندرد" ـ الحصن الأقوى في دعم استراتيجية بوش ـ كتبت في افتتاحيتها بشأن الحرب في ثلاثة إصدارات متتالية. حيث أكدت في الافتتاحية الأولى أن "التخلي عن الجهود الأمريكية للسيطرة على العنف في العراق سيؤدي إلى زيادة في العنف"، ولكنها لم تعرض أي دليل يدعم ادعائها، ولم تتحدث عن التجاهل الواضح للمالكي لإقامة سلام مع السنة، أو اختراق القوات المسلحة العراقية.
أما الافتتاحية الثانية، للمحرر التنفيذي "فريد بارنز"، احتوت على مقارنة مطولة مع فيتنام. وكان أقرب التشابهات التي توصل إليها بارنز من الناحية الموضوعية تشير إلى أن أعداء حرب العراق شوهوا الحكومة الفيتنامية أيضًا. هل هذا يعني أننا مخطئون لتشويه الحكومة العراقية اليوم؟ لم يجيب "بارنز" على هذا السؤال.
وتضمنت الافتتاحية الثالثة هجومًا على المشرّعين الأمريكيين الذين قدموا اقتراحًا يعارض استراتيجية بوش لزيادة القوات الأمريكية في العراق، ووصفتهم بأنهم جبناء. وفي المقابل لم يكلف كاتب الافتتاحية نفسه عناءًا لتقديم أي زعم بأننا ننتصر، أو أننا يمكن أن ننتصر في العراق، أو أن الانسحاب سيجعل الأمور أسوأ.
حسنًا، هذا هو ما لديك لدعم بوش: ثقْ في القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، ولا تضعف القوات، الانسحاب يساوي الهزيمة. ولكن هذه ليست حججًا لدعم استراتيجية بوش، إنها حججٌ عامة مؤيّدة للحرب.
وإذا غيرت بعض التفاصيل فإن هذا الاتجاهات قد تدعم غزو نابليون لروسيا أو الاحتلال الصليبي للقدس أو تقريبا أي حرب.
إن الحجج المؤيدة للحرب قد تكون تافهة؛ ولكن هذا الذي تتحول إليه عندما تتخلى عن الواقع.
عن / مفكرة الإسلام