مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
كثيراً ما تُوقع ضيوفها في مصيدة الأجوبة التي يهرب منها الضيف عندما يطل على شاشة الجزيرة وتستهل المذيعة غادة عويس بطرح أسئلتها بكرم يشبع رغبات الجمهور المتلقي وإن كان الأمر بالنسبة للضيف مستفزاً.
موازاةً مع الثورات العربية تعرضت "وما تزال" المذيعة اللبنانية لهجمة لاذعة من قبل الموصفون "بشبيحة الأسد" الذين ينتقدون الشخص فقط ويتغاضون عن الموقف.
وتعد غادة عويس ــ المولودة في 6/11/1977م ــ من ألمع الوجوه الإعلامية التي بدأت ممارسة مهنتها في 2006م على قناة الجزيرة التي تعتبرها غادة الوطن الثاني لها بعد الوطن الأم "لبنان".
في هذا الحوار تحدثت المذيعة غادة عويس عن سر هجوم "شبيحة النظام السوري لشخصيتها" وعن عملها في قناة الجزيرة وعن الثورات "وكل شيء باختزال".
جاءت إلى اليمن لتغطية الانتخابات وأبدت إعجابها الشديد بصبر اليمنيين وبجو اليمن.. وكما قالت :أتألم أن لا يكون اليمن البلد السياحي الأول، لأن ما هو موجود في اليمن لا يوجد في أي بلد آخر في العالم..
جريدة "الأهالي" التقت المذيعة في قناة الجزيرة غادة عويس وأجرت معها هذا الحوار..
حاورها: سلمان الحميدي ومحمد الجرادي
* نبدأ خلال الهجوم الشديد واللاذع ضد شخصية غادة، خاصة في موقع الفيسبوك من قبل من يسمون بالشبيحة في النظام السوري، ما سر هذا الهجوم؟
- كل من لديه شيء يخشى أن يُكشف يهاجم الإعلام الحر.
* لكن، لماذا لا نقول أنك تتحاملين على النظام السوري في شاشة قناة الجزيرة مثلا؟
- أنا لا أتحامل على أي أحد وعلى أي جهة وعلى أي نظام، فقط جسر بين المشاهد وما يحدث حوله، أنقل إليه ما يحدث وأطرح الأسئلة التي تخطر على باله، إن كانت الأسئلة التي تخطر على بال أي مواطن عادي تزعج أي نظام أو أي مسئول فهي مشكلته وليست مشكلتي.
* يعني الاتهامات التي تقول إنكم في الجزيرة غير محايدين وأنكم تتجنون على النظام السوري وعلى الأنظمة العربية؟
- أنا مؤمنة بأن الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة.
* بالنسبة لالتزامكم بالحياد والموضوعية، برأيك هل هي مواضيع جامدة، بمعنى هل بالإمكان أن يحدث من قبل أي صحفي انحياز لأي قضايا عادلة؟
- ليس هناك انحياز في الجزيرة أبدا، وإن كانت الجزيرة منحازة لأحد فهي منحازة للإنسان بشكل عام، هي ليست منبر لا لنظام ولا لحزب ولا لجماعة ولا لأي أحد أبدا، فقط تنقل رواية الإنسان كما يعيشه.
* البعض ينظر للجزيرة بأنها باسم النظام القطري، وبالتالي تتلقى التوجيهات من النظام القطري؟
- أنا هنا لست بموقع دفاع عن الجزيرة ولا في موقع دفاع عن قطر، فقطر لديها مؤسسات وهي مسئولة عنها، ولديها متحدثوها، أنا أجزم بأني لم أتلق ومنذ انضمامي إلى الجزيرة في عام 2006 وحتى اللحظة لم أتلق أي أمر أو أي توجيه يخص السياسة القطرية أو سياسة أي بلد آخر، لدي الحرية التامة لأمارس عملي الصحفي بكل موضوعية ومهنية وحيادية.
* أو حتى ملاحظة؟
- ولا أي ملاحظة، أجزم بذلك.
* تنشر بعض المواقع أنك قدمت استقالتك من قناة الجزيرة، هل كان هذا الخبر صحيحا؟
- هذا الخبر كان ملفقاً وقد أضيفت إليه الأكاذيب، وإن كنت في يوم ما أرغب في الذهاب من الجزيرة أو سأرغب في يوم ما فسيكون ذلك لأسباب شخصية بحتة، لأنني من لبنان وعائلتي قد تحتاجني، في النهاية المرء يعود إلى وطنه في النهاية.
* هل تفكرين في مغادرة الجزيرة؟
- أنا دائما أحن إلى لبنان، لكني أشعر أن الجزيرة وطني الثاني، فأنا لدي وطنين إن صح التعبير، الأول لبنان حيث ولدت والثاني الجزيرة.
* خلال مسيرتك المهنية في قناة الجزيرة، هل تشعرين أنك وجدت ذاتك في هذا العمل؟
- خلال مسيرة عملي لم أجد نفسي سوى في الجزيرة.
* هل تفكرين في يوم ما أن تكوني في قناة غير الجزيرة؟
- لا أستطيع قراءة الغيب ولا أحد يعرف ما يخبئه له المستقبل، هذا عند الله.
* هل هناك أشياء تتمنين أن تكون في الجزيرة وهي غير موجودة، بالتالي تتطلعين إلى ما هو أكثر إيجابية؟
- أتطلع إلى أن تكون الجزيرة دائما متفوقة على نفسها.
* من خلال متابعتك للثورة اليمنية، ما هو أكثر موقف أثر فيك بالنسبة للثورة اليمنية خلال المتابعة؟
- تأثرت بصبرهم والطيبة والتهذيب، أنت ذكرت لي في الحملة التي تشن عليّ من بعض السوريين الموالين للنظام السوري في المقابل أنا لا أمانع أبدا أن يكون هناك من ينتقد، لكن التحامل الشخصي هو المرفوض وهو يعبر عن إناء ينضح بما فيه، أنا لا أرد على أي تحامل شخصي لأني لا أسمح لنفسي أن أكون بهذا المستوى، كل شخص حر بأن يختار المستوى الذي يريد أن يكون فيه، لا مانع لدي من الانتقاد المهني والسياسي، إنما أن يجري التحامل شخصيا وبشكل تجريحي وبشكل لا إنساني ولا أخلاقي، فهذا أتحفظ عليه ولا أرد عليه أصلا، وما لاحظته في الجانب اليمني، أن اليمني إن كان موالياً معارضاً، مواطناً، قيادياً، لا يتحامل على الصعيد الشخصي وهذا أبرز ما أقدره في الإنسان اليمني كمسئول أو مواطن أو موال أو معارض أو ناشط، قمة التهذيب.
* كيف كنت تتوقعين نهاية الثورة اليمنية؟
- أنا عادة لا أتوقع، أسأل الناس عن توقعاتهم، أنا فقط أسأل، من الخطأ أن تتوقع أو تفترض، العمل الصحفي هو أن الوقائع المثبتة بالدلائل وأن يسأل عن إلى أين تؤدي هذه الوقائع.
* أنت كمتابعة للشأن اليمني، هل كنت تتوقعين هذه النهاية بانتخابات رئاسية؟
- كنت أخشى على اليمن لأن فيها سلاح كثير، كنت أخشى جدا من هذه النقطة والحمد لله أن الشعب اليمني أثبت ميله للسلم والوداعة في الأخلاق.
* لماذا تتحالف الجزيرة مع الشعوب ضد الحكام؟
- هناك جملة مهمة جدا تؤمن بها الجزيرة هي أن القضايا العادلة لا تحتاج إلى انحياز أو تحالف، أنت تحمي القضية في الشعوب، الشعب نفسه قضيته عادلة، ولا يحتاج إلى الجزيرة، الجزيرة اختارت أن تكون موضوعية ومهنية وصدف أن الحقيقة والموضوعية تلاقت مع طموح الشعوب ولذلك بدت الجزيرة وكأنها متحالفة مع الشعوب، إنما هذا ليس خيارا أن تختار أن تكون مع الشعوب، أنت تختار الموضوعية والمهنية وصدف أن تقابلت الموضوعية والمهنية مع طموحات الشعوب ولذلك بدت الجزيرة متحالفة مع الشعوب.
* وفي المقابل، تقاطعت مصالح الجزيرة مع الحكام، فهي عدوة لأمريكا، حرض بوش على ضربها، إسرائيل ترى في الجزيرة عدو، الحكام العرب يغلقون مكاتب الجزيرة في كل مكان..
- أنا أتحفظ على كلمة "عدو"، والمسألة أن كل من يريد أن يخفي الحقيقة هو عدو للجزيرة، فإذا كان بوش في تلك الأيام كان يريد أن يخفي حقيقة ما، كان في تلك الأيام عدوا، بدا وكأنه عدو، الجزيرة لا تعادي أحد، الجزيرة منبر الرأي والرأي الآخر، رأي بوش ومن يناهض بوش.
* لكن في القضايا التي تخص دول الخليج هناك تهدئة في قناة الجزيرة؟
- أبدا، أي حدث يحدث حتى لو كان في قطر نفسها نحن نغطيه.
* وكأن الجزيرة تراعي خصوصيتها مع دول الخليج؟
- أبدا، أنا لم أتلق أي تعليمات من هذا النوع، أنني يجب أن أراعي أو ألا أراعي.
* ولكن البحرين لم تحظ بتغطية إعلامية كما هي حاصلة في غيرها؟
- لا بالعكس، نحن غطينا في البحرين فيما استحقه الموضوع من تغطية.
* ماذا تقولين للإعلاميين في اليمن؟
- أقول لهم: إن لكم دوراً كبيراً في صناعة مستقبل اليمن، فاليمن بلد عريق جدا وله تاريخ ربما من أقدم بلدان العالم، وربما أصلنا جميعنا من هنا، من هذا البلد، فيجب أن يفخر اليمن بتاريخ بلده، قد يكون أصلي هنا، لا أدري.
فالصحفي اليمني يجب أن يفخر بهذا الأصل وبهذا التاريخ وبأن يكون على قدر المهمة المستقبلية أمامه.
* يلاحظ أن مذيعات الجزيرة وأنت إحداهن يجمعن بين الأناقة والوعي السياسي، ما سر ذلك؟
- أنت تقول أناقة، الحمد لله، شكرا على المديح، الجزيرة ومشاهدوها لا يستحقون أقل من ذلك.
* هل من مشهد معين أثر فيك في الثورة اليمنية أو حتى في الثورات العربية في الربيع العربي؟
- طبعا لا أحد ينسى مشهد محمد البوعزيزي وهو يحرق نفسه وهالني أن أرى منذ تلك اللحظة وكأنه حجر دومنو انتقل من بلد إلى آخر، اللهم أن تنتهي الأمور على خير ومستقبل أفضل لجميع الدول العربية.
* بقي شيء تودين قوله لم أسألك عنه؟
- فقط أريد أن أمدح في طقس اليمن، معجبة بالجو في اليمن، ومعجبة بالآثار في اليمن، ويؤلمني أن لا يكون اليمن البلد السياحي الأول، لأن ما هو موجود في اليمن لا يوجد في أي بلد آخر في العالم، وتحزن عندما ترى بلدان أخرى ليست لديها هذه المقومات الجغرافية والأثرية وترى السياح منهمرين عليها فيما اليمن بما يكتنز من كنوز تاريخية وأصالة وعراقة وآثار، هذا الجانب مهمل تماما، وهذا ما أتمنى على الصحفي اليمني تسويقه في اليمن، وإن شاء الله في السنوات المقبلة عندما يبنى اليمن الجديد الموعودون أنتم به، أن يؤخذ في الاعتبار هذا الجانب، وأن تخف وطأة الفقر.