آخر الاخبار

وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها جدول مباريات دور الـ16 في يورو 2024

الثورات العربية والمصير
بقلم/ محمد لطف الحميدى
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 17 يوماً
الإثنين 08 أكتوبر-تشرين الأول 2012 07:17 م

كان لزاما ان تثور الدول العربية على شعوبها وعلى أنظمتها الحاكمة، غير أبهة بالمصير او مدعاة للقلق والخوف مما عليه اليوم، في ضوء ما يحدث اليوم في سوريا، والتي تنحدر فيها الأمور نحو مستقبل غامض محفوف بمخاطر الانحدار إلى مستنقع الحرب الطائفية الأهلية التي تهدد لا استقرار المجتمع السوري وحده وتماسك نسيجه، بل وتهدد بخطر الزوال الدولة السورية الموحدة معه. وفي ظل ظروف مثل هذه يحق للمرء، بل يجب عليه، أن يتساءل: إلى أين تقود هذه الثورات شعوب ودول المنطقة وماهو المصير المحتوم من هذه الثورات التي ظلت فترة من الزمن خانعة لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا حتى نفذ صبرها وزاد حد الطغاة والجبابرة و تعدو وبطشوا

لا أحد يلوم هذه الشعوب على ثوراتها فهي أدرى بالأسباب التي دعتها للثورة، وإن كنا وبقراءة بسيطة نستطيع أن نعرف القدر الذي نالته على يد أنظمتها الباطشة من عسف وظلم وقهر، إلا أن الثورات إذا كانت، شأنها شأن كل شيء آخر تقاس بنتائجها، فإننا يمكن أن نحكم بأن حال تلك الدول تحت الأنظمة الباطشة كان أرحم. فتحت سلطة الحكام القوية والشاملة القاهرة تساوت كفة القوى المتناقضة الطائفية منها والعرقية والثقافية، فقد كان البطش يتربص بالجميع، وما فعلته هذه الثورات هو أنها رفعت الغطاء عن هذه التناقضات والمشاعر العدائية بين هذه الكيانات الطائفية والعرقية والقبلية التي كانت مكبوتة من قبل، فتفجر فتيلها.

لقد حاول القذافي أن يلعب بورقة التناقضات هذه ليحول الثورة على حكمه إلى حروب قبلية في لحظاته الأخيرة بعد أن فشل المرتزقة في إيقاف المد، وكذلك فعل علي عبد الله صالح بورقة القبلية وورقة القاعدة، وفعلها رجالات حسني مبارك بالحرائق التي استهدفت الكنائس القبطية، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل. لماذا؟ لأن كل هذه الكيانات الطائفية والعرقية والقبلية كان يجمعها هدف واحد يوحد صفوفها،

كان ثمة بينها عدو مشترك وخطر موحد وهو النظام وزبانيته، وهذا نمط سلوكي معروف في تاريخ الشعوب، أن تتوحد إرادتها وتذوب التناقضات الثانوية الطائفية والقبلية بينها حين تواجه خطرا مشتركا، ثم تعود لتطفو على السطح بعد زوال العامل الذي وحدها، وهذا ما حدث ونراه يحدث كل يوم في الدول التي انتصرت ثوراتها، إلا أن الحالة السورية بينها وإن لم تكن استثناء فإن اختلافها في الكم الخاص بها إنما يكمن في عمق التناقض العلوي / السني وفي مستويات عنف النظام الذي كما هو واضح لا حدود له، وكما رأينا فإنه يصل إلى الجرائم الكبرى ضد الإنسانية، من إبادة جماعية وعمليات تهجير قسرية وقتل على الهوية لا يستثني اغتصاب النساء وذبح الأطفال والنساء بعد اغتصابهن، وإعدامات بالجملة للرجال بلا محاكمات واقتحام دور العبادة وقتل المصلين واللاجئين إليها.

الشعب السوري ومعه العرب جميعا يستصرخون المجتمع الدولي عبر مؤسساته الأممية لإنقاذ السوريين من نظام الحكم العلوي ألبعثي، ولكن من ينقذ غدا الشعب السوري، من نفسه؟. يجب أن نفكر في هذا، فقد ذهب صدام حسين عليه رحمة الله فاشتعلت النار بين طوائف  العراق، ورحل ألقذافي إلى رحاب الله، والآن يعلن بعض الثائرين عليه إمارة في إقليم برقة.

ثمة ما يدعونا إلى التفكير عميقا فيما حدث ويحدث اليوم حتى لا يأخذنا طوفان الأحداث بعيدا عن أنفسنا.