أغلى 10 صفقات شتوية فى تاريخ مانشستر سيتى.. عمر مرموش بالصدارة رونالدو يقود النصر السعودي لاكتساح الوصل الإماراتي الصين تعلن الرد على امويكا وتفرض رسوم جمركية لمواجهة تحركات ترمب احمد الشرع يكشف عن ثاني دولة في محطاته الخارجية بعد السعودية مشروع مسام ينتزع 732 لغمًا في اليمن خلال 7 أيام لأكثر من 100 عام.. إنتاج الملح يواصل دعم اقتصاد عدن الحوثيون يحذرون ترامب من أي إجراءات عقابية مكاتب الأمم المتحدة باليمن ترفض دعوات المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية وتتمسك بالعمل تحت وصاية المليشيات الحوثية اليمن يترأس إجتماعاً طارئاً لمجلس جامعة الدول العربية بطلب من الأردن الجيش السوداني يحقق انتصارات جديدة ويتقدم جنوب الخرطوم
اللعبة الآن تدور بتكتيكات جديدة، تقوم على محاولة تخفيض سقف مطالب المتظاهرين والمعتصمين بالميادين من إسقاط الانقلاب إلى الإفراج عن محمد مرسى، وفق صفقة كما ذهب البرادعى فى حواره مع الواشنطن بوست، أو توفير خروج آمن من الميادين لمن يرغب فى العودة إلى بيته.
وقبل أن تسأل على أى أساس يعرضون صفقة على رئيس يتهمونه بالتجسس والعمالة، دقق جيدا فى حالة الصمود البادية على معسكر رافضى الانقلاب، وحالة التخبط التى تهيمن على أداء الانقلابيين.
لقد تحدث إعلام الانقلاب بكل ثقة عن أن عاصفة الهجوم على ميادين الاعتصام قد بدأت، أو أنها قاب قوسين أو أدنى، ورأينا سباقا فى ادعاء المعرفة بين من يذهب إلى أن فض الاعتصامات سيكون بقنابل الغاز المحمولة جوا، وبين من يؤكد أنها ستكون حربا مائية تستخدم فيها مياه الصرف الصحى لإغراق المكان.
وعلى مدى أيام حبست مصر أنفاسها وكأنها تشاهد فيلم أكشن أمريكيا مترقبة انقضاض القوات الباسلة على جحافل الغزاة الذين يحتلون رابعة والنهضة، غير أن هذا النبل الذى تدفق من المدن والقرى وهذه الإنسانية المصرية الأصيلة التى غمرت أماكن الاعتصام بالدعم والتعاطف، فضلا عن هذا الفيض من الضمائر الحية النظيفة الذى انهمر على المعتصمين من خلال زيارة وفد الاتحاد الأفريقى والمراسلين الأجانب إلى اعتصام رابعة العدوية، كل ذلك أسهم فى كبح الجنون المندفع فى اتجاه محو الاعتصامات من الوجود.
لقد كشفت أحداث الأيام الماضية أن القيم الأخلاقية أقوى من القنابل أحيانا، وأن استفاقة الضمائر أشد من زخات الجهل والتجهيل التى تنهال على المصريين بلا هوادة من نظام يعتمد استراتيجية تتعامل مع الشعب كمجموعة من البلهاء أو الأطفال غير مكتملى العقل وهى واحدة من الاستراتيجيات الشهيرة التى تتبعها حكومات الاستبداد فى خطف الجماهير إعلاميا، ومن ذلك ما نشرته «الأهرام» عن ذلك الاكتئاب الذى أصاب شمبانزى حديقة الحيوان نتيجة اعتصام ميدان نهضة مصر.
وبعد أن توهموا أنهم سمموا آبار الوعى المصرى، وتخيلوا أنهم قضوا على قدرة الناس على الفرز والتمييز يشتغلون الآن على تلويث العقل بحشوه بكل هذه الحواديت والأكاذيب، غير أن المصريين كالعادة يظهرون مناعة ضد من يحاولون التعامل معهم باعتبارهم قطيعا من الأغبياء البلهاء، ويأتى الرد سريعا وواضحا بهذا الارتفاع المذهل فى معدلات الاحتشاد والاعتصام بالمياديين كلما تصاعدت لغة البطش والتهديد بالإبادة.
وتبقى محاولة المناضلة اليمنية توكل كرمان للتضامن مع معتصمى رابعة العدوية بالتواجد وسطهم رغم المنع المشين لها من دخول مصر دليلا على أن الضمير الإنسانى ينظر إلى المرابطين ضد الانقلاب كمجموعة من النبلاء المدافعين حقا عن قيم حضارية وإنسانية رفيعة يراد سحقها تحت عجلات قطار الاستبداد.