قرار سعودي يتحول الى كارثة على مزارعي اليمن ..تكدس أكثر من 400 شاحنة محملة بالبصل في من الوديعة حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب على غزة مسؤول سوري كبير من حقبة بشار الأسد يسلم نفسه للسلطات في دمشق ويعلن استعداده للحديث بشفافية الداخلية تعلن ضبط ''خلية حوثية'' كانت تسعى لزعزعة أمن واستقرار محافظة حضرموت شاهد.. أول ظهور علني لزوجة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع تعيين قائد جديد لمهمة الإتحاد الأوروبي ''أسبيدس'' المكلفة بحماية السفن في البحر الأحمر أرقام أممية ليست مبشرة عن اليمن: العملة فقدت 26% من قيمتها و 64% من الأسر غير قادرة على توفير احتياجاتها وزارة المالية تعطي وعدا بصرف المرتبات المتأخرة للموظفين النازحين هذا الأسبوع والملتقى يتوعد بالتصعيد في حال التسويف الشرع يكشف موعد اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا القائمة النهائية لمنتخب الشباب في بطولة كأس آسيا التي تنطلق بعد أيام
عندما تلقيت اتصالها للمرة الأولى ومن خلال صوتها الجهوري تخيلتها امرأةً عادية كأي امرأة تسير على قدمين ، أكبرتها وهي تطلب مني زيارتها في جمعية التحدي للاطلاع على الجمعية التي أسستها وتديرها منذ سنوات، وأكبرنها أكثر عندما عللت طلبها لزيارتي بأنها تريد الاستعانة بي لتطوير جمعية التحدي إدارياً ، أكبرت فيها كل ذلك فقط لأنها امرأة سبقت بحماسها حماسة الرجال ولم أكن أعرف أنه بمجرد رؤيتي لها سيزيد إكباري لها أكثر وأكثر !!
في اليوم الذي زرتها فيه إلى أحد المرافق الخدمية الضخمة التي تقدم من خلالها خدماتها بالمجان للمستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة دخلت من بوابة هذا المرفق حاملاً في ذهني تصوري السابق الذي بنيته عن هذه المرأة من خلال صوتها الجهوري وهو أنني سألتقي إمرأة ضخمة تتجول من مكان إلى مكان تأمر هذا وتنهى هذه ، و(تشخط وتنخط) كما هي عادة المدراء في أي مؤسسة من مؤسساتنا حتى تلك التي تديرها النساء ، دخلت إلى المكتب الذي تتواجد فيه فإذا بي أمام امرأتين إحداهما مقعدة على كرسي متحرك (معاقة) وتمتد إلى أنفها أنبوبة أكسجين للتنفس ، فبادرت السؤال عن المرأة التي وجهت إلي الدعوة لزيارتها قائلاً : أين أجد الأستاذة / جمالة البيضاني ؟ فبادرت تلك المرأة المقعدة التي تتنفس بصعوبة الإجابة قائلة : أنا جمالة البيضاني .. حياك الله يا دكتور / رياض !!!
صراحةً ؛ ذُهلت وتلعثمت وارتبكت وأنا أبحث عن كرسي للجلوس عليه ، وصعب علي في بادئ الأمر أن أمحو الصورة الذهنية التي انطبعت عن هذه المرأة من خلال صوتها الآتي عبر سماعة الهاتف ، لكنني استجمعت مداركي وجلست لأسمع لهذه المرأة التي ذكرتني بالشهيد / أحمد ياسين ، قالت الأستاذة / جمالة وهي تشرح لي أنشطة جمعية التحدي أنها ترعى أكثر من ألفين معاق ومعاقة وتقدم لهم الخدمات التعليمية والتأهيلية والطبية مجاناً دون أي مقابل ، وأضافت : لقد أفنيت عمري وأنا المقعدة في تأسيس هذه الجمعية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه وأصبح لدي الجمعية الآن أكثر من مرفق ويعمل فيها قرابة مئتي موظف وموظفة ، وأنا أريد أن أعيد البناء التنظيمي والإداري للجمعية ومرافقها لتتحول إلى مؤسسة قوية لا تنتهي بنهاية جمالة البيضاني .
جمالة البيضاني ، وكما لمست تعد أسطورة لدى من حولها فهم ينادونها بالأستاذة دون الإشارة إلى اسمها وقليل هم الذين يصلون إلى هذه المكانة ، الكل يعمل معها بتفاني ، توظف المعاقات فيكنّ أكثر تفانياً في العمل من الأسوياء والسويات حباً ووفاء لجمالة ، عندما تتحدث إحداهن عن جمالة لا تتمالك أن تبكي وهي تلهج لها بالدعاء وتتمنى لها الشفاء وطول العمر .
حقاً ؛ لكل من اسمه نصيب فجمالة اسم على مسمى ومثال يحتذى ، وجمعية التحدي أيضاً إسم على مسمى ، أتمنى أن تلقى الاهتمام من قبل حكومة الوفاق ، أدعو الأستاذ / محمد سالم باسندوة رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني ، وأدعو وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة / أمة الرزاق حمد ، ووزير المالية الأستاذ / صخر الوجيه ، ووزير التربية والتعليم الدكتور / عبد الرزاق الأشول ، وأمين العاصمة الرائع الأستاذ / عبد القادر هلال .. أدعوهم جميعاً إلى زيارة الأستاذة / جمالة في جمعية التحدي والتعرف على أنشطة الجمعية وتقديم الدعم الذي تستحقه هذه الفئة من مجتمعنا .كما أدعو رجال الأعمال صغاراً كانوا أو كباراً إلى زيارة جمعية التحدي ليس للدعم فحسب بل وللتعلم من الأستاذة / جمالة روح المبادرة إلى حوكمة المؤسسات الخاصة .
شخصياً ؛ تعلمت من هذه المرأة الخارقة ( Super woman ) عملياً درساً في التحدي ومواجهة ظروف الحياة وتجاوز صعوباتها ، وإن حُرمنا ما فضلها الله بها علينا من الابتلاء فلنا رجاء في أن يتجاوز عن تقصيرنا ويغفر لنا.