آخر الاخبار

مشروع قطري سيدشن قريبًا في اليمن عاجل. رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة تفاصيل اعلان الصليب الأحمر الإفراج عن عشرات المعتقلين كانوا في سجون الحوثي.. هادي الهيج: ''المفرج عنهم أناس اعتقلوا من البسطات والشوارع'' بن مبارك يبحث في واشنطن مع مسؤول أمريكي التعاون لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بالزي العسكري.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزات الإسرائيليات من غزة

بين الأسرية والحزبية
بقلم/ عبدالفتاح علوة
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 31 يوليو-تموز 2012 11:09 م

برغم ما يمتلكه الرابط الأسري والقبلي من مقومات الوجود بحيث لا يمكن للبشر التخلي عنه، وما لديه من ايجابيات في التعاون والتكافل والتعاضد والنصرة تساعده في الاستمرار والنمو، إلا إن التمادي في التعاطي معه وتفعيله في كل أموار الحياة يحولها إلى غابة كئيبة تكتظ ببراثن الحقد والكراهية المنبعثة من التعصب الأعمى في الحق والباطل، وهذا ما نهى عنه النبي الكريم حين قال "دعوها فإنها منتنة".

الأسرية والطائفية والمذهبية والدينية كلها تشترك في جعل التعصب يستمر ويتوارث ويتجدد ويتعقد مع الزمن ويصبح مرضا عضالا يصعب علاجه.... حيث اختلاف الأنساب والأفكار وتعدد الأديان صفة ملازمة لكل المجتمعات، ولا يمكن لأي من هذه الوحدات المتباينة هجر مكونات المجتمع والعيش لوحدها بمعزل عن البقية، ولابد سيختلف الناس في يومياتهم حول طرق وأساليب تدبير حياتهم ومصالحهم، وهذا شيء طبيعي وليست المشكلة هنا، بل عندما يستدعى الخلاف العرقي أو العقدي للحضور والمشاركة، فيتحول النزاع حول قضية ما بسيطة، إلى خلاف اسري أو طائفي أو عقدي، وهنا وتظهر الحاجة الملحة للأحزاب التي ستتصرف على أساس برامج وخطط واضحة لإدارة خلاف المصلحة بين الناس، وسيكون الاختلاف الآن حول البرنامج فقط، الذي يمكن تعديله وتغييره وتبديله مرارا حسب ما تقتضيه المصلحة العامة، وحسب ما يقرره أعضاء الحزب، الذين هم شركاء في صياغة القرار داخل تكتلهم، فالحزبية السليمة تحصر الاختلاف في موضعه وتمنع عنه التطور البيولوجي والتحول إلى خلاف ذو طابع اسري أو طائفي أو مذهبي أو ديني يصعب إيقاف نموه .

هذا طبعا في حالة حضور الحزبية الواضحة الشفافة، التي يعرف الجميع من هي وماذا تريد وكيف يعمل الحزب وكيف يتخذ القرار ومن أين تأتي الموارد المالية والى أين تذهب، ويمتلك الأعضاء الحق في نقد قادتهم والظواهر المخالفة لأهداف التنظيم التي امنوا بها، والحق في الوصول إلى أعلى المناصب القيادية داخل الحزب حسب النظام الداخلي الخاضع للتطوير من قبلهم، أما في حالة الأحزاب التي ما تزال تدار من خلف الكواليس بأجسام لا ترى بالعين المجردة ولا يمكن مناقشتها ونقدها، وتلك المماثلة للعصابات، زعيمها هو المقرر الوحيد والمدرك الملهم لكيف يجب أن تسير الأمور ، فان المعضلة ستكون اكبر ، فهذه هي الأحزاب التي شوهت سمعة العملية الحزبية والسياسية وأظهرتها غير ذات جدوى، ولعل اختراق القوى التقليدية للأحزاب والسيطرة على مواقع القرار في بعضها ومحاربة البقية، لم يكن صدفة، فقد كان بغرض الإساءة لها وللمدنية التي تنادي بها، بحيث تظهر إما بعيدة عن هموم ومعاناة الجماهير وتطلعاتها أو عاجزة عن إحداث التغيير، حتى يفقد الناس الأمل في العملية السياسية والتعددية برمتها، وتتحقق رغبة تلك القوى المتطفلة على أقوات الناس وحرياتهم.

Fattah_alwah@yahoo.com