شاهد مسلسل المنظمة الحلقات مترجمة للغة للعربية..
جرائم الموت تحت التعذيب في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية.
شركة الغاز تُطمئن المواطنين في 3 محافظات
الأرصاد تتوقع طقساً معتدلاً إلى بارد بالمناطق الساحلية والقريبة منها وشديد البرودة بالمرتفعات الجبلية
بيان لحزب الإصلاح بمحافظة مأرب يطالب الرئاسي والحكومة بمعالجات عاجلة يلمس المواطن أثرها
اكتشف متى يكون تورم القدمين خطر للحامل
فيفا: تكشف عن أغلى صفقات العالم
القسام تكشف أسماء الشهداء من قادة المنطقة الوسطى في القطاع
لأول مرة حماس تستعد لتسليم 3 رهائن إسرائيليين في وسط غزة
الجيش السوداني يحسم المعارك في انتصارات جديدة و يواصل تقدمه نحو الخرطوم
بعد وقت فصيرٍ من اندلاع حرب العام 1994 في اليمن أقتيد جواس أسيراً إلى صنعاء ، وإتصل بي شخصٌ من مكتب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح لإبلاغي بتوجيه من (الأفندم) بالذهاب إلى حيث يجري اعتقال جواس ، بغية إجراء لقاء معه كان المقصود منه كما فهمت إهانته وإضعاف معنويات مقاتلي الحزب الاشتراكي (الجنوبي) الذي يسعى لانفصال الشمال عن جنوبه!
قلت لهذا المسؤول "إن الرئيس يعرف موقفي من الحرب منذ أن عدنا من الأردن عقب التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق الفاشلة ، لكنني سأذهب للقاء جواس حتى أفهم كيف اشتعلت الحرب من معسكر (با صهيب) الذي كان يقوده في مدينتي ذمار".
قال لي الرجل " هذه هي التعليمات التي لدي ، وعليك أن تعرف أن مخالفتها ونحن في حالة تعبئة وطنية لن تخدمك"! عندما وصلت إلى منزل مخصص لاعتقال جواس نزل إليَّ حليق الوجه ، مرتدياً ثيابه التقليدية قميصاً ومعوزاً ، ومشذباً لشاربيه .. لابد أن حضوري أثار ريبته بسبب شهرتي كمذيع ، لكنني حاولت تهدئة روعه بقدر ما استطعت. قلت له بدايةً "اعتبرني صديقاً لك ، وقل لي بالتفصيل الممل ماذا حدث ، وأعدك أنني لن أسيئ استخدام حديثك".
أفادني بتفاصيل كثيرة سأذكر أهمها: أولاً .. أن قراره بالانسحاب من ذمار كان للاحتفاظ بالأرواح بعدما اكتشف حجم القصف المزدوج على جنوده من مواقع عدة من ضواحي المدينة التي جرى تجهيزها من قبل الحرس الجمهوري وقوات مختلفة أخرى.
ثاني ذلك أنه عندما قرر مغادرة ذمار كان آخر المغادرين كما قال ، لكن قبيلةً في ضواحي ذمار أصرت على استضافته ريثما تتواصل مع السلطات في صنعاء لإرسال قوة خاصة لاعتقاله. ثالث أمر ، وهو الأهم ، أنه عندما وصل إلى صنعاء وتمت مواجهته بالرئيس صالح ، قال له الأخير "أنت في وجهي ، ولا تقلق"! أتذكر حينها أن دمعةً كبيرةً فرَّت من عين جواس ، وأنا بطبعي لا أتحمل ضعف الأسود عندما تكون جريحة ..
قمت على الفور ، ووضعت قبلةً على جبينه ، ففرت دمعة أخرى من عينه في حالة ضعف إنساني غريبة. خرجت من هذه المقابلة غاضباً ، وإتصلت بالرئيس صالح الذي عاد إلي بعد ساعات وقال لي "من قال لك إنني طلبت منك إهانته؟"! لم أجد جواباً ، شعرت أن الرئيس إما أنه يكذب ، أو أنه تعوّّد على أكل الثوم بأفواه الآخرين. في كل الأحوال ..
مات رجال كثيرون ، وسيموت آخرون بسبب أنهم كانوا (رجالاً) وليس لأنهم كانوا متشبثين بالحياة!