لأول مرة… الأردن وسوريا والعراق وتركيا في اجتماع عاجل يناقش التعاون الأمني في عمان
نصائح لا غنى عنها للأم المرضعة خلال رمضان.. الإفطار واجب بهذه الحالة
وزارة الإعلام السورية تحدد للمرة الأولى دولة تقف وراء أحداث الساحل الدامية
الكشف عن تفاصيل نجاح جديد للمقاتلة التركية قزل إلما في اختبارات الطيران
الكشف عن ضبط كميات من الأسلحة والذخيرة بأوكار فلول النظام السابق في اللاذقية
على ناصر محمد: نؤيد مشاركة الحوثيين والانتقالي في الحكم باليمن
حبس طبيب كويتي 5 سنوات وتغريمه اكثر من ثلاثة مليون دولار
القضاء البريطاني يرفض طلبا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن نهائي دوري الأبطال 2022
تمديد إيقاف حارس ميلوول إلى ست مباريات بعد إصابة ماتيتا المروعة
حيث الأنسان يصل صعيد شبوة ويرسم ملحمة إنسانية ينتشل مهندسا أقعده المرض الى مهندس يدير مشروعا هندسيا ناجحا
يحتل العقيق اليماني منذ القدم قائمة أشهر منتجات اليمن وصادراته الوطنية، كما هو حال البن والعسل وغيرها من المنتجات، ويحظى بشهرة عالمية واسعة تجاوزت حدود جماليته وبريقه، وتغنى به الشعراء حتى قال أحدهم:
"كلّ خمرٍ علينا محرم غير خمر العقيق اليماني"
والعقيق هو نوع من أهم الأحجار الكريمة التي اشتهر بها اليمن وارتبط اسمه بها منذ قرون، وهو بالنسبة لليمنيين ثروة وتراث، يستخرجه حرفيون هواة من بطون الجبال بطريقة تقليدية باستخدام الأزمير في عمليات الحفر، وتبلغ قيمة الفص الواحد منه في بعض الأحيان أكثر من 500 دولار.
إنتاج العقيق
عملية إنتاج فصوص العقيق تمر بمراحل عديدة من التنقية والصقل قبل أن تصل إلى ألوانها البراقة بالجمال، وتستخدم غالباً في تزيين الخواتم والبدلات والقلائد الفضية النسائية، كما تطعّم بها السيوف والخناجر، وهناك ابتكارات أخرى كالميداليات والسبحات وكرات المكاتب وغيرها.
وتختلف جودة العقيق بحسب درجة اللون، الذي يعطي للحجر قيمة أعلى، إذ هناك أكثر من عشرين نوعا من الأحجار الكريمة، أهمها العقيق الأحمر الرماني والكبدي والمشجر الذي يتميز بأشكال ورسوم طبيعية فيه.
وتنحصر تجارة العقيق في العاصمة صنعاء وتحديداً في سوق باب اليمن حيث يعج بعشرات المحلات لبيع العقيق.
عوامل مهددة
غير أن هذه الصناعة -وبحسب مختصين- صارت محاطة بالكثير من العوامل الداخلية والخارجية المهددة لها، أهمها غياب الرعاية الرسمية الداعمة لعملية تطوير الإنتاج للمنافسة في السوق العالمية، إضافة إلى ظهور الغش في الأسواق المحلية مع تدفق أحجار العقيق الخام من خارج البلد.
ويقول مدير شركة مملكة العقيق اليماني في صنعاء القديمة إبراهيم شرهان للجزيرة نت إن هناك إقبالا وطلبا محليا وخارجيا على شراء العقيق، وإن أكثر الدول استيراداً له هي السعودية وإيران والعراق ولبنان وسوريا والأردن ومصر.
وأضاف أن أكثر الدول استيراداً للعقيق اليمني هي التي توجد فيها الطائفة الشيعية بكثرة كونهم يحبون العقيق بشدة، وهناك اعتقاد سائد لدى البعض منهم بأن هذا حجر فيه البركة وأنه يطرد الأفكار الشريرة وأنه يقي من العين.
لكن هذا الإقبال -بحسب إبراهيم- بدأ يشهد تراجعاً بعض الشيء خلال الفترة الماضية نظرا لضعف القوة الشرائية لدى اليمنيين وتراجع حركة السياحة نتيجة عدم الاستقرار السياسي في البلاد.
دخول الغش
من جهته، أشار خالد شامية، وهو خريج بكالوريوس جيولوجيا متخصص في صناعة وتصدير الأحجار الكريمة، إلى أن عملية بيع العقيق لدول الجوار تأثرت كثيرا في الآونة الأخيرة مع دخول الغش للمنتج.
وقال شامية إن هناك تواطؤا من كثير من الجهات المسؤولة على المطارات والمنافذ البحرية التي تسمح بإدخال شحنات أحجار أفريقية أو صينية عبر حاويات تحمل أحجار عقيق وخامات طبيعية، يتم من خلالها الغش في السوق بعد أن يتم تقطيعها بالطريقة اليمنية وتباع على أنها عقيق يمني.
وأضاف أنهم يحتاجون إلى جهات ضبط يمنية تمنح شهادات تعطي ضمانات للخارج بجودة المنتج اليمني وتحد من عملية التزوير خصوصاً في ظل دخول منافسة قوية من شركات خارجية، تقوم بعضها -بحسب شامية- بعملية الغش باستخدام اسم اليمن في هذا المجال للمنتج بهدف الربح السريع.
إجراءات حماية
وفي السياق ذاته أكد مستشار رئيس المختبرات للأحجار الكريمة بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية اليمنية حسين علوان الزريقي تلقي الهيئة شكاوى من بعض دول الخليج بوجود بعض الحرفيين يغشون في بيع عقيق مستورد من الهند والصين بعد تشكيله بالطابع اليمني وبيعه على أنه عقيق يمني.
وقال الزريقي إن الهيئة ووزارة الصناعة اليمنية قامت بناء على الشكوى بتشكيل لجنة للنزول إلى الأسواق لتتبع الغش ومراقبة مصدره، مشيرا إلى أنه تم إنشاء معامل ومختبرات في وزارة النفط والمعادن ومختبر في مركز المقاييس والمواصفات لهذا الغرض.
وأكد أن تلك الإجراءات أثمرت ضبط كميات للعقيق الخام المستورد من خارج اليمن في المطارات، وأن هناك عملية رقابة ومتابعة مستمرة واهتماما رسميا كبيرا بمحاربة الغش للحفاظ على سمعة العقيق اليمني.
غياب التشجيع
ويشكو أيضاً بعض الحرفيين من غياب السياسات الحكومية في تنمية وتشجيع هذه الحرفة. ويشير أحمد حسين، وهو أحد تجار العقيق، للجزيرة نت إلى أن بمقدور اليمن أن يغزو العالم بكميات كبيرة من العقيق كونه يمثل ثروة حقيقية قد تفوق النفط إذا ما أولت له الدولة الاهتمام.
وقال حسين إن العقيق اليمني كانت له شهرة كبيرة لكن مع العولمة بدأ العالم عن طريق الشبكة الإلكترونية والشركات يصدر وينتج العقيق بطرق حديثة ومتطورة، وهذا قد يؤثر على المنتج المحلي في ظل عدم وجود منافسة يمنية قوية لهذه الشركات.