آخر الاخبار

في موقف غريب: المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بعودة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي إلى ممارسة مهامهما من العاصمة المؤقتة عدن قبائل خولان الطيال تدعو كافة القبائل اليمنية لتوحيد الصفوف من أجل الخلاص من هيمنة الحوثيين. توجيهات بتسفير الحالات الحرجة من جرحى وزارة الدفاع وبصورة عاجلة للعلاج في جمهورية مصر معهد الجزيرة للإعلام يطلق برنامج ماجستير مع واحدة من أعرق الجامعات البريطانية اختتام برنامجي المسابقات العلمية المنهجية والملتقى العلمي للمرحلة الثانوية بمأرب. العليمي يهنئ الشرع ويتطلع إلى علاقات ثنائية متميزة مع سوريا قائمة الأندية المتأهلة إلى دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا.. والمؤهلة للملحق والمودعة للبطولة 5 أولويات للمرحلة المقبلة حددها الرئيس السوري الجديد حملة ترامب تهدد بترحيل المئات من المهاجرين اليمنيين في أميركا كشفت هوية القاتل والمقتول.. السلطات السعودية تنفذ حكم الإعدام ''قصاصًا'' بحق مواطن سعودي قتل يمني طعنًا

حكومة المناصفة والمحاصصة ..استقيلوا يرحمكم الله!!
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر
الأربعاء 30 أكتوبر-تشرين الأول 2013 05:13 م

يروى أن شخصاً كان إماماً بأحد المساجد وفي ذات يوم أم الناس للصلاة فاستوى ليرى المصلين خلفه، فرأى وجوه جديدة لم يرها من قبل في الصفوف الأولى، وتذكر الصورة في التلفاز فعرف أن من خلفه بضعة وزراء يبدو أنهم جاءوا لتعزية المسئول الكبير في الحارة فتذكر الإمام طول مدتهم وفشلهم الذريع في تقديم أي خدمة للمواطنين فبدل أن يقول استووا يرحمكم الله أنطلق لسانه ورأسه يعصف بالتفكير قائلاً:  استقيلوا يرحمكم الله..

تُعد الاستقالة عند عجز الموظف أو المسئول عن أدى مهمة أو ارتكاب أي خطأ ما ثقافة سائدة في الغرب، ويكاد لا يمر وقت قصير إلا ونرى استقالة وزير هُنا أو حكومة هناك، فقلت في نفسي متى نرى هذه الثقافة تنتقل إلينا ونستطيع أيضاً محاسبة بل ومحاكمة أي مقصر في واجبه وعمله كما يفعلوا هم ...

ونحن بعد أن تبين لنا فشل حكومة المحاصصة والمناصفة فشلاً ذريعاً، فهلا لنا أن نقولهم لهم بقول الإمام آنفا: استقيلوا يرحمكم الله...

نعم هناك عوائق وعراقيل ولكن هذا أبداً ليس عذراً لهم و ليس ذريعة وتبريراً للفشل .هم كانوا يعرفون أنهم تولوا المسئولية في ظروف استثنائية ،فلابد أن يكونوا قد المسئولية هذه أو يصارحون الشعب ويستقيلوا من بداية الأمر .

قد يكون البعض منهم أعني الوزراء جيداً لو كانت الظروف عادية، ولكن في ظروف كهذه لا بد من قيادات حقيقية ..قيادات فدائية شجاعة لا يهمها نفسها ومصالحها الشخصية بقدر ما يهمها ما ذا ستنجز لوطنها ...؟

طبعاً نحن نقول فشلت ولم نكن نأمل منهم سوى الحد الأدنى من الانجازات والخدمات ، فنحن نعلم الظروف وندرك مدى الخراب والفساد طيلة 33 عام ..

ولكن هناك جوانب ملحة تتعلق بصورة مباشرة بأمن واستقرار اليمنيين، حاجات ضرورية ليشعر المواطن أن هناك دولة وحكومة، فالجانب الأمني والاقتصادي ولو بحده الأدنى والخدمات العامة اليومية التي تكاد تكون معدومة والحفاظ على ثروات البلاد وحمايتها ممن يستهدفها أشياء مهمة وضرورية تعق على عاتق أي حكومة.

لا شك أن هناك جهات كما أسلفنا لا هم لها إلا إفشال الحكومة وزعزعة أمن الدولة وخراب مصالحها، ولكن مهما كان ذلك فنحن نتكلم عن دولة بحجم اليمن بكل امكاناتها بجيشها وأمنها وكوادرها ومؤسساتها ... ما لواجب الذي يقومون به وما هي الأعمال التي يئدونها وأية مهام يباشرونها فليكونوا على قدر هذه التحديات ولتكن لهم حافز للعمل بجد وعزيمة لا تٌفل ...

قد يقول قائل أن الحكومة تحاول الطيران بجناح واحد وتمشي برجل واحدة كون الجناح الآخر أو الرجل الأخرى بيد فلول النظام السابق ومخلوعه، نعم هذا صحيح ولكن الخاسر هو الشعب ومن يتحمل الوزر ومن يأمل عليه الشعب ومن عليه العتب هو المشترك ووزرائه والمستقلين كونهم من قادوا الثورة وروج لها في أوساط الشعب...هذا على الأقل هو لسان حال الناس البسطاء في الشارع.

 وهولاء البسطاء لا يعوا مثل هذه التعقيدات ما يهمه هو أمنه والخدمات الضرورية التي كان بعضها موجوداً في عهد المخلوع والآن بعضها معطل فيرون أن الثورة لم تأت لهم بشيئ إن لم تنقص ما كان موجوداً أصلا ...

لن نيأس ونعلم أن الأمور قد تكون طبيعة بعض الشيء وأن تاريخ الثورات في العالم يخبرنا بذلك، فلابد أن يعقب الثورات شيئ من هذا، ولكننا إلى حد الآن لم نقم بثورة كاملة بل رضينا كشعب بنصف ثورة حفاظاً على ما تبقى من المؤسسات وحرصاً أن لا تذهب اليمن كلها أدراج الرياح وفي أتون صراعات لا يعلم بما تؤول إليه بعد ذلك إلا الله ..

وأخيراً نأمل أن كان هناك تغييراً وزارياً جديداً أن يقوم على مبدأ الكفاءة والنزاهة والقوة في التخصص... و بصراحة المرحلة بحاجة إلى قيادات استثنائية واليمن لن تعدم مثل هولاء وهم موجودين، ولكن المحاصصة ورغبة الأحزاب في المشاركة وبأي شيئ هذه يجب أن تكون بعيدة عن تشكيل أي حكومة قادمة ..

على رئيس البلد إن كان حريصاً على الوطن أن يمضي بإرادة وعزيمة محتمياً بالله ثم بشعبه، فلا يعطي الدنية من وطنه وأمنه ووحدته واستقراره لا للخارج ولا لداخل، فالمخاطر جمة والمتربصون كُثر .وسيندحر الباطل ويحق الله الحق وينتصر لشعب مغلوب على أمره ذاق الويلات، فلقد آن له أن يستقر وينعم بخيرات بلاده..