آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

الاغتراب في الوطن
بقلم/ حمدي الحيدري
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 7 أيام
الأحد 17 يونيو-حزيران 2012 05:34 م

ظل مفهوم الاغتراب لدينا مرتبطا بتجاوز الحدود الجغرافية لأوطاننا إلي دول أخري، واقتصر هذا المفهوم لفترة طويلة من الزمن على أؤلئك الأفراد الذين يجوبون الأرض لأسباب متعددة شكل الأمن الإنساني، والبحث عن لقمة العيش العامل الرئيسي في ذلك، ورغم ما تشكله الغربة وما يتنج عنها من أضرار قد تعود على البلد وخاصة حين يرحل ذوي العقول النيرة؛ إلا أن إيجابياتها طغت في الوقت الحاضر، وأصبحت الملاذ الوحيد للجميع؛ فتزايد أعداد المهاجرين بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ والناظر لتلك الأعداد المتزايدة من المهاجرين من أوطاننا العربية وخاصة أصحاب العقول النيرة والكفاءة لن تأخذه الحيرة والدهشة ولا يؤرقه التساؤل فالأمر بين والأسباب واضحة للعيان شكلت بمجملها ما عانوه في أوطانهم من إقصاء وتهميش لتكون بلاد الآخرين حصيلة ذلك وقرارهم الصائب الذي كُنّا نخالفهم فيه لعدم فهمنا ما أدركوه قبلنا، ولم يحيدهم عن قرارهم الذي اتخذوه ترانيم الشعراء وبكائهم الممزوج بالحنين لأوطانهم... ورغم الحنين الذي قد يداهمهم أحياننا إلا أن الواقع يفرض عليهم التنصل عن ذلك وتركه وراء القضبان، ويدفعهم إلي الاستمرار والبقاء زمننا أطول؛ فلا جدوى من حنين يكون مصير صاحبه الموت علي أرصفة الشوارع وأزقة الممرات، ولقد عبر عن ذلك الإمام علي كرم الله وجه أجمل تعبير حيث قال:(( الفقر في الوطن غربه ، والغني في الغربة وطن ))...

وما أن يتبادر إلي أذهاننا مصطلح الغربة إلا وذهب تفكيرنا بعيدا متجاوز الحدود المرسومة وقاطعاً الفيافي والقفار وحنين اللقاء يسبق مشاعرناً الفياضة لنعايش أوضاع تلك الزمرة من الناس ممن رحلوا وتركونا وحيدين نصارع عواصف الزمان وعوائق الحياة، فصارت كلمة الغربة قرينة بهم ومحصورة عليهم دون سواهم ممن يقاسون عناء الغربة وقسوتها بين دفتي أوطانهم، ومن الخطأ بمكان أن نحصر مفهوم الاغتراب على من تجاوزوا حدود أوطانهم فحسب بقدر ماهو إطاراً واسع أكتوي به الجميع وذاقوا مر ذلك وهم يقبعون أوطانهم ..

فقمة الاغتراب أن تكون غريب بين اهلك و في ديارك و منفي في وطنك وربما تجاوز حدود الوطن أهون من القبو ع في مستنقع الفقر المزري والمؤرق فيبيت المرء فاقد لكل شيء حتى حنينه لوطنه و يتلاشى حبه مع مرور الزمن ...فلمن سيكون حنينه يا تري؟؟ .. لذلك الوطن الذي نفاه وهو فيه ولم يعيره ادني اهتمام.!!!! أم لأهله الذين تنصلوا عنه لفقره وقلة ماله.. !!!

ومن هنا يمكن القول أن الغربة أصبحت محدودة في الإطار الداخلي فقط واتسم بها من يعيشون في أوطانهم..لا..من تجاوزوا حدوده، فالمفهوم قد يتبدل أحياننا وتتغير الفئة التي كانت تتسم به سابقاً... ليصبح قرين فئة أخري كانت في الماضي بعيدة عن ذلك. ولذا أصبح العائش في بلداننا غريباً فيها والمهاجر منها قرير العين وهادئ البال فلقد حضي بألف وطناًً يحتضنه ويقدره بدلاً عن ذلك الوطن الذي يوسم ويوصف بمفردتين هما ((العائش فيه مجاهد والمفقود شهيد ))