وزير الدفاع يصل الإمارات لبحث جملة من الملفات العسكرية
تطبيق إباحي يفجر خلافا واسعا بين المفوضية الأوروبية مع أبل
كاف يعلن الموعد النهائي لقرعة الكونفدرالية ودوري أبطال إفريقيا
«إي إس سبورت» تكشف عن هوية جديدة لتعزيز السياحة الرياضية
حركة «حماس» تعلن رفضها الكامل لكل مطالب إسرائيل بخصوص نزع سلاحها
خطة ترامب لغزة خيار مستحيل.. الغارديان: تسخر من موقف الدول العربية بسبب ضعفها التاريخي بشأن فلسطين
مقتل وإصابة أكثر من 9 الف مواطن يمني بسبب ألغام المليشيات الحوثية
انهكوه تعذيبا وأهملوه طبيا ...وفاة أسير في سجون المليشيا التي يشرف عليها عبدالقادر المرتضى
توكل كرمان: الإعلان عن حكومة موازية في السودان إقرار بهزيمة وسقوط مشروع اسقاط البلاد
ندوة سياسية تناقش أدوار ثوار11 فبراير في الحفاظ على منظومة الدولة ومقارعة الانقلاب
سقط العقيد القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من 41 سنة، بعد تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقطر والإمارات والأردن لصالح الثوار الذين أطلق عليهم البعض (ثوار الناتو)، ويبدو أن القذافي كان يعيش في خيمة من الأوهام وأحلام اليقظة، ويرتدي تأيدا زائف كتلك الثياب التي يلبسها، وكان يظن أنه محبوب الجماهير، وصدق أن الشعب الليبي سيدافع عنه حتى الرمق الأخير، مع أن العقيد بذّر وبدد الأموال الليبية في الاتجاهات الأربعة، داعما للثورات يوما ويوما آخر للملوك، ولم يتعلم الأخ العقيد من أخطائه ولم يكتسب عظة وعبرة من تاريخه المليء بالهزائم والانتكاسات والانكسارات، فمن يقدر أن يتناسى اللحظة التي تخلى فيها القذافي عن برنامجه النووي؟، إذ تنازل العقيد عن طموحه النووي الذي كلف ليبيا عشرات المليارات بعد القبض على الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، ومع ذلك لسنا هنا بصدد محاسبة الرجل على أخطائه ولا يمكن لنا أن نتشفى من الرجل الذي فقد الأصدقاء باستثناء القادة اليساريين في أمريكا اللاتينية، الذين لا يخفون ترحيبهم بالأخ القائد وعائلته، وهذه حسنة تُكتب للقادة اليساريين اللاتينيين، على عكس بعض الرؤساء العرب وبعض الأوربيين الذين تنكروا جملة وتفصيلا لعلاقتهم بالقذافي، وهم الذين كانوا يجالسونه في خيامه ويشاركونه في عائدات النفط الليبي، والبعض منهم وصل إلى الحكم مثل ساركوزي بدعم سخي من ملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب وإمام المسلمين وقائد ثورة الفاتح من سبتمبر وألقاب أخرى نسيتها الآن، لكنهم قلبوا له ظهر المجن كما تقول العرب، لأن المصلحة انتهت وانقضت أيام العسل والبترول.
إن يقظة الضمير المنافق لدى العديد من أصدقاء القذافي الذين كالوا للرجل التهم وناصبوه العداء الآن سواء من مراكزهم الوظيفية أو من خلال أنظمتهم السياسية، لا يمكن فهمها ولا تصديقها، فعلى سبيل المثال اشتغل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في وظيفة مستشار مالي لدى العائلة القذافية بعد خروجه من الحكم، بل يقال أن بلير هو من أللبس القذافي ثوب البراءة وقدمه حملا وديعا إلى أوروبا بعدما دفع مليارات الدولارات كتعويضات لضحايا لوكربي، توني بلير الذي ساهم في تدمير العراق لم يعارض تدخل بلاده في حربها على القذافي، ولا نستبعد أن نرى بلير مستشارا لدى المجلس الانتقالي الليبي، أما رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني الذي فتح بعض المؤسسات الحكومية الايطالية للقذافي لكي يوزع المصحف الشريف والحجاب الأبيض على الفتيات الايطاليات ليهديهن إلى الإسلام، فلم يكف يده ولسانه عن صديقه القديم، بل ساعد على تضييق الخناق عليه، وهو- أي القذافي- الذي أقترح أن يوضع على غلاف جواز السفر الليبي صورة برلسكوني وأخرى للعقيد.
أقول أن يقظة الضمير تلك التي أتت متأخرة ما هي إلا مشاعر كاذبة وخادعة بل وفاضحة لأصحابها ولم تعد تنطلي على أحد، ومن كان صادقا من هؤلاء ويشعر بالفعل بتأنيب الضمير فعليه أن يعيد للشعب الليبي ماله ويعتذر عن المشاركة في سرقة ثرواته، ولكن لا أظن أن أحد من هؤلاء يمتلك الشجاعة للاعتذار فما بالك بإعادة الملايين من الدولارات واليوريات إلى خزينة ليبيا.
إنني أستغرب من بعض القادة العرب الذين يذمون النظام الليبي ويشاركون بسكاكينهم في تقطيع لحم العقيد الهارب، بل ويهنئون للشعب الليبي الجريح من الطرفين من قصف الناتو ومن كتائب النظام السابق، تحرره من ظلم وجبروت القذافي وأبنائه، فأين كان هذا الحس الإنساني قبل السابع عشر من فبراير؟!، وأين كان ضميرهم حينما ينزلون بمطار طرابلس ويرون بأم أعينهم الحالة الرثة التي تعيشها ليبيا؟، هل هذه هي السياسة التي يتحدثون عنها؟!، إذا كان الأمر كذلك فإنني أجد تناقضا كبيرا بين مكارم الأخلاق ودهاليز السياسة، لأنني لا أستوعب تقلب الضمائر وتبدل الأفئدة وامتهان الكرامة الإنسانية لأجل المصلحة.