محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية
من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له
الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية
توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود
بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''
مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان
مجرد الصراخ، فقط، برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، فتح شهية الناس لحياة جديدة ومختلفة ومحفوفة بالرزق وبالأمنيات.
في ساحات الاعتصامات تضاعف دخل الباعة المتجولين دون خوف من ابتزاز عسكر البلدية.
وحتى (عبدالرب) صاحب ذاك المطعم البائس في ركن ما يعرف الآن بساحة الحرية في تعز، لم ينزع خوفه فحسب، بل نزع من عرض الجدار ، ايضا، صورة الرئيس صالح، رغم أنه كان الزبون الوحيد المداوم يومياً لديه. كما وأن زحمة الزبائن الآن جعلته يعلق عرض بورت المطعم لافتة قماشية كبيرة كتب بداخلها: \"ارحل يا طاغية\".
عبدالرب لم يعد خائفاً من قطع الأرزاق، ولا بوابة المطعم هي الاخرى عادت مجرد بوابة مفتوحة تتوسل شهية المارين ورأفة مندوبي الضرائب كما كانت بالأمس.
وحتى الابتسامات التي اختفت من وجوه اليمنيين المتعبين، عادت لتنسكب كالمطر، وأصبح للحب عنوان عريض، بعد أن عمل هذا النظام طيلة 33 عاماً على تكريس الجهل والفرقة والمناطقية والشللية والعبودية لرب \"النقود\" ورب\"البنادق\" ورب\"البلطجية\". وأتوقع الآن أن يبادر عدد كبير من أصحاب المطاعم والمحلات إلى نزع صور الرئيس من عرض كل الجدران ليضعوا مكانها علم اليمن..
صالح لم يعد هو الزبون الوحيد في الأرشيف وحتى الأغاني الوطنية التي صادرها تلفزيون حسن اللوزي طويلاً صداها صار يصدح ملء الساحات الآن، ولم يعد أحد يغني للفرد العابث المستبد بل للوطن الواحد. في صنعاء رقص كالعصفور\"فؤاد دحابة\" وهو النائب الإصلاحي المعروف بتشدده حيال الغناء، وفي تعز قبلها رقصت ساحة الحرية كلها خلف صوت هشام النعمان، وعدد من الموسيقيين الشباب وهم يغنون \"هنا تعز الأبية .. هنا عدن الأبية.. هنا صنعاء الأبية..هنا لحج الأبية..هنا الثوااار\".
صالح لم يعد هو الزبون الوحيد الذي اعتادت الأيادي الجائعة أن تحمل صوره حتى في احتفالات عيد الأم، صار للمحتجين الآن صورهم الخاصة وعباراتهم الخاصة وصور شهداء \"الرحيل\" لها أجنحة من نور تطير إلى السماء.
صالح لم يعد هو \"الجني\" الوحيد الذي يعرفه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله. لقد انتهى عهد الجن اللذين نعرفهم، وبدأ عصر الإنس\"اللذين لانعرفهم\".
لقد بدأت حياة الإنس في شوارع تعز وصنعاء وصعدة والبيضاء، وفي شوارع عدن المبخرة بدماء شهدائها الشبان.
احتفالات صالح لم تعد هي وحدها من تمنح الناس فرصة للسهر في الساحات العامة حتى مطلع الفجر. اليمنيون \"الطفشانين\" من رتابة الحياة التي ألقحها فيهم هذا النظام الرتيب، طلعوا من القمقم، وها هم الآن في كل ساحة وميدان يضعون خيامهم متهيئين لفرح قادم وكبير.
صالح لم يعد هو الزبون الوحيد الذي تطيعه مؤسستا الأمن والجيش، لقد انظم إلى ساحات المعتصمين عدد من الأفراد لأنهم أساساً جزء من هذا الشعب المتطلع إلى حياة لا تحتفي – فقط - بالأقارب.
لقد كبر اليمنيون وقوت سواعد الشبان، ولابد أن لدى الرئيس صالح كثيرًا من الحب لوطنه، الأمر الذي سيجعله - على ما أظن ، والله أعلم - يبدو فخورًا وهو يشاهد شعبه وقد كبر وركل سنوات الخوف والخشية من زنازين الأمن السياسي والقومي، كما ولم يعد أحد يهاب لؤم موظفي النظام الذين اعتادوا أن يشحتوا التأييد للرئيس عبر محاربة الناس في أرزاقهم.
وسواء أسرع الرئيس صالح في التقاط الفكرة التي تسحفظ له تاريخه أو ظل كعادته ممسكاً بالميكرفون ومتوهماً الآن تحديداً أنه لم يزل محبوباً لدى الشعب، الوقت لم يعد متاحاً لأي جهد ضائع، خصوصاً وأن 33 سنة لرجل واحد في الحكم – أياً كان - لابد أنها كافية لأن تجعله يسمع حتى الصم والبكم والمعاقين ذهنياً يصرخون بما هو أكثر من \"ارحل يا علي، ارحل يا علي .. ارحل وهي با تنجلي\".
بالتزامن مع حصيفة حديث المدينة والقدس العربي*