آخر الاخبار

الدكتوراه بامتياز للباحث احمد الحربي من الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية بالقاهره اللجنة العسكرية والامنية العليا تلتقي برئيس مصلحة الأحوال المدنية ومدير الحقائب المتنقلة الجيش الوطني بمحافظة مأرب يوجه ضربات موجعة للمليشيات الحوثية.. والطيران المسير يدمر معدات وآليات ثقيلة ويوقع إصابات في صفوف الحوثيين المليشيات الحوثية تصعد عسكريًا على جبهات مأرب وتعز .. تفاصيل البرهان من القيادة العامة للجيش السوداني: التمرد الى زوال والقوات المسلحة في أفضل الحالات تزامناً مع ذكرى اغتياله..صدور كتاب عبدالرقيب عبدالوهاب.. سؤال الجمهورية" اجتماع برئاسة العليمي يناقش مستجدات الشأن الإقتصادي وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية الحوثيون ينفذون حملة اختطافات لموظفين أممين في صنعاء والمبعوث يتفاوض معهم في مسقط مطار في اليمن يستأنف رحلات جوية مباشرة إلى مصر بعد توقف دام 10 سنوات شائعات بعودة ماهر الأسد إلى سوريا تجعل ''فلول النظام'' يخرجون من جحورهم ويرفعون صور بشار

عش الدبابير
بقلم/ محمد المحفلي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أسابيع
الأربعاء 28 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:55 م

طفحت الأيام الأخيرة بخطاب جديد، بدأ يتلمس مواطن كانت بعيدة نوعاً ما بفعل الزخم الثوري عن الوصول إلى صف الثوار وتصنيفهم تصنيفات متعددة قد تفضي إلى فتنة بين مكونات الثورة وقد تصل إلى إلغاء كل ما بني حتى الآن والدخول في مربع جديد ومختلف قد يكون مدمراً لا قدر الله، وهو خطاب قادم من داخل الساحات، ومن أطراف محسوبة على الشباب، والثوار تحديداً وهو ما يزيد من صعوبة تفكيك هذا الخطاب أو عزوه إلى أطراف أخرى لا تريد للثورة ولا لليمن أن تنجح في الوصول لهدف تحقيق الدولة المدنية ذات سيادة القانون.

بعد التسوية السياسية التي قبلت بها الأطراف الفاعلة سياسياً في اليمن ورفضتها بعض الأطراف الفاعلة ثورياً جاءت مسيرة الحياة الراجلة من تعز إلى صنعاء لتعيد الحياة بقوة إلى قلب الثورة فاستقبلها الموت بحفاوة وكان دار سلم داراً للموت، بما يعيد لأذهاننا المعادلة الصعبة بين فكر يؤمن بالحياة وفكر آخر يؤمن بالموت، إذ بالهوة تزيد سحقاً بين الطرفين المتضادين حياة وموت وما ينطوي تحتهما من صفات متناقضة أيضاً، ولكن المهم في هذا الموضع إلى جانب الزخم الكبير الذي قدم مع هذه المسيرة إلى كل النفوس المتطلعة نحو مستقبل مشرق بالأمل والتفاؤل والمجد، إلى جانب كل هذا نرى ذلك الصوت الباحث عن شق الصف الثوري وضرب الثوار ببعضهم، مستغلين العاطفة المتأججة في النفوس لذلك الشباب الذي مازال دمه طرياً على أرصفة مداخل صنعاء.

ومع النجاح الرائع الذي قدمته المسيرة بتضحياتها وإصرارها وعزيمتها على كسر بقية الجدران الحائلة بينهم وبين شمس الحرية، لولا تلك الخاتمة المأساوية لحفل الاستقبال الدامي في دارسلم، مع كل هذا رآها البعض فرصة لتحقيق أهداف خاصة بعيداً عن الإجماع الوطني والشبابي تحديداً، الذي كان نهايته كما رأينا ومازلنا ننتظر، وهنا نقول: إن القتل لا يمكن تبريره مهما كان وتحت أي ظرف من الظروف، إلا في حالة الدفاع الشرعي عن النفس والعرض والمال، وهذا بشروط أيضاً، نقول هذا للرد على من يبرر قتل المتظاهرين بدعوى خروجهم عن الخط المرسوم، فهل عقوبة الخروج عن خط المسير المزعوم هو القتل؟؟، لا مسوغ على الإطلاق لإزهاق الأرواح وإراقة الدماء.

ومع هذا الرفض المطلق لمواجهة المتظاهرين السلميين بالرصاص القاتل، مهما كان اتجاههم أو مطالبهم، فهناك عدد من الوسائل غير القاتلة التي بالإمكان الاستعانة بها لتغيير مسارهم أو حتى تفريقهم، مع كل هذا فإن بعض المسؤولية الأخلاقية تقع على الذين وجهوا المسيرة في غير الاتجاه المتفق عليه، إذ يعد اخترق الاتفاق خروجاً على الاجماع الثوري والشبابي الذي كان نتيجته تفكك المكونات الشبابية والدخول في صراعات لا تحمد عقباها المستفيد الأول هم اعداء الثورة داخلياً وخارجياً.

وهنا ينبغي معرفة أن تصعيداً ثورياً بهذا الحجم أي اختراق الحاجز الأخير والخط الدفاعي المتبقي للنظام المتهاوي إنما هو الوصول لعش الدبابير، فإما أن يكون القرار الثوري إجماعاً على اقتلاعها، أو تحمل مسؤولية أذاها إثر التحركات الفردية وغير محسوبة العواقب.