تصريحات مدرب منتخب اليمن للناشئين بعد الخسارة من اندونيسيا وقبل لقاء كوريا الجنوبية
لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
مباحثات أمريكية سعودية على أعلى مستوى تناقش ''تقويض قدرات الحوثيين'' وتعزير أمن المنطقة
عاجل.. الرئيس العليمي يبحث عن تأمين دعم دولي لمعركة الخلاص من الانقلابيين ويؤكد أن المرحلة باتت الآن حاسمة
حتى لا يغضب ترامب وأمريكا.. فصائل مسلحة مدعومة من إيران تعلن لأول مرة استعدادها نزع سلاحها
الإعلان عن مفاوضات غير مباشرة بين أمريكا وإيران
الحوثيون يعتقلون نائب رئيس جهاز المخابرات التابع لهم و يعترفون بمقتل قيادي آخر بضربة أمريكية
أمطار متفرقة مصحوبة بالرعد على المرتفعات الغربية في اليمن
ما فوائد التعرق؟ ولماذا يحدث خلل في التعرق الطبيعي
هام وضروري للنساء- هذا الشاي مفيد لعلاج تكيس المبايض
تمثل محافظة البيضاء حجر الزاوية في المعركة الشاملة لاستعادة اليمن من قبضة الحوثيين، بما تحمله من موقع استراتيجي وتاريخ مليء بالنضال ضد القوى التي حاولت إخضاعها.
ومع ذلك، يبدو أن المواقف الملتبسة من الأطراف الفاعلة، وعلى رأسها الحكومة الشرعية، أثارت العديد من التساؤلات حول غياب الدعم الجاد لهذه المحافظة وأبنائها.
تقع البيضاء في قلب اليمن، وتحدها ثماني محافظات، مما يجعل السيطرة عليها عاملا حاسما لتغيير موازين القوى في الحرب اليمنية، لطالما عُرفت قبائلها بشجاعتها وصلابتها، كما أنها تمتلك قواما بشريا جاهزا لخوض المعركة ضد الميليشيا الحوثية، ومع ذلك فإن غياب الدعم المادي واللوجستي الفاعل حال دون استغلال هذه الإمكانات.
عبر التاريخ، كانت البيضاء شوكة في حلق القوى الطامعة في السيطرة عليها، وخاضت معارك ضارية ضد الإمامة الكهنوتية التي سعت لتحويلها إلى بيئة موالية، وصولا إلى الثورة اليمنية ضد حكم الأئمة عام 1962، حيث كانت البيضاء في طليعة المحافظات التي دعمت النظام الجمهوري.
وفي العقود الأخيرة، عانت المحافظة من تهميش متعمد من الأنظمة المتعاقبة التي صورتها وكرا للإرهاب، مما فتح المجال لتدخلات خارجية بدعوى محاربة القاعدة، بينما استثمر الحوثيون هذا التصنيف لفرض سيطرتهم على المحافظة بدعم ضمني من واشنطن عبر ضربات جوية في العوام الماضية استهدفت القبائل المقاومة.
يدرك الحوثيون أن البيضاء تمثل تهديدا مباشرا لمشروعهم الطائفي بسبب هوية قبائلها السنية وتاريخها المعادي للإمامة، لذلك جعلوا من السيطرة عليها أولوية قصوى لضمان خطوط إمدادهم وتأمين مواقعهم في المحافظات المجاورة، وفي المقابل، تسببت سيطرة الحوثيين على البيضاء في إطالة أمد الصراع ومنع القبائل الشمالية من دعم جبهات الشرعية بشكل مباشر.
ورغم إدراك الحكومة الشرعية والتحالف العربي لأهمية البيضاء، إلا أن الدعم المقدم لها ولأبنائها ظل محدودا وغير مؤثر، وأظهرت التجارب السابقة، كما في حجور وعتمة وقيفة، أن القبائل اليمنية قادرة على تحقيق انتصارات كبيرة إذا ما توفرت لها خطوط إمداد وتأمين ظهرها، ولكن غياب هذه الاستراتيجية في البيضاء جعل القبائل مضطرة للقتال بمفردها، او للتوصل إلى تسويات مع الحوثيين كما حدث في آل عواض في وقتا سابقا، رغم عدائها التاريخي لهم.
إن تحرير البيضاء يمثل المفتاح لتحرير باقي المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فالمناطق الوسطى لليمن، التي تشمل البيضاء وإب وريمة وعتمة ووصاب وجبل راس، هي البيئة الطبيعية لمشروع الدولة اليمنية الاتحادية التي تقوم على العدالة والمساواة، وهي مناطق لم تكن يوما حاضنة للمشروع الإيراني أو الحوثي.
يتطلب تحرير البيضاء استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار المصالح القبلية وتضمن توفير دعم حقيقي للقبائل والمقاومة الشعبية وهذا الدعم يشمل التسليح، وتأمين خطوط الإمداد، وتوحيد الصفوف تحت قيادة وطنية قادرة على استيعاب كل الأطياف.
إن النصر في اليمن يبدأ من البيضاء، تلك المحافظة التي طالما كانت رمزا للصمود والتمرد، قادرة اليوم على تغيير مسار الحرب إذا ما أُحسن استغلال موقعها الجغرافي وإرادة أبنائها، وتجاهل أهمية البيضاء هو تجاهل لفرصة حقيقية لإعادة تشكيل المشهد اليمني على أسس تعيد لليمنيين دولتهم وهويتهم الوطنية.