الإخوان وانتفاضة الثمانينيات .. لله ثم للتاريخ
بقلم/ د أحمد زيدان
نشر منذ: 6 ساعات و 49 دقيقة
الجمعة 24 يناير-كانون الثاني 2025 05:40 م

 

‏مع خروج ديناصورات العصابة الأسدية، موجهة اللوم لضحايا الثمانينيات، وهم يتعدون المائة ألف بشكل مباشر، يجدر بنا أن نُفنّد أكاذيب هذه الكائنات المجرمة، التي لم تُورث سوى القتل والإجرام والدمار والخراب، لتُسوَّق اليوم وكأنها حمامات سلام، بينما تاريخها ينضح بكل سوء وجريمة وعفن، وللتاريخ من حكمَتهم هذه الشخصيات يعرفون تماماً ماضيها، ولذلك نصيحة أن يغيب أمثال هؤلاء عن الصورة اليوم، حرصاً على السلم الأهلي الذي يدّعونه، كي لا يذكرون الشعب بسواد تاريخهم، فينسحب على طائفتهم، وهنا أود طرح بعض النقاط كوني جزءاً من ذلك التاريخ، منعاً لتزييفه على أيدي هذه الكائنات المجرمة:

‏1- حين نتحدث عن تدمير حماة، ومقتل 40 ألف شخص، بين طفل وامرأة وشيخ، بالتأكيد لم يكونوا كلهم إخوان مسلمين، وحتى لو كانوا فهل يجوز قتلهم!!؟؟، وحين نتحدث أيضاً عن مقتل 30 ألف في سجن تدمر لوحدة على مدى ثلاثة عقود، فبالتأكيد لم يكونوا كلهم إخوان مسلمين، بينما عصابات الأسد الحاكمة يومها كانت تصر على أن الإخوان شرذمة وعصابة، فإن كانت كذلك، فهل هذا هو أعداد العصابات والشراذم؟!! ولماذا تفتيش المدن السورية كلها، ومعها تفتيش حلب الشهباء لثلاثة مرات على يد المجرم القاتل شفيق فياض قائد الفرقة الثالثة، والتي صاحبها تنفيذ مجازر في حي المشارقة بحلب، ثم مجزرة في جسر الشغور بإدلب وغيرهما.

‏2- يتحدثون عن بدء الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين لأعمال عسكرية ضد عصابات أسد، بينما الكل يعلم أن إجرام عصابة البعث والأسد بدأ منذ قصف مسجد السلطان بحماة عام 1964، ليتكرر في عام 1965 بمجزرة الجامع الأموي بدمشق، وقتل عشرات المعتصمين التجار داخله، فالتاريخ الدموي الإجرامي الذي استهله البعث وآل الأسد دفع هؤلاء الشباب إلى العمل المسلح، بعد أن سدّوا كل الأبواب بوجههم للتغيير، ولا أدلّ على ذلك من سدّها حتى على مؤسسي الحزب من أمثال البيطار وعفلق والأرسوذي، والرزاز، بل ولاحقوهم، فقتلوا البيطار في باريس، وخطفوا الأرسوذي في بيروت.

‏ووصل الأمر إلى ملاحقة الأسد لشريكه صلاح جديد فسجنه، ثم لاحق محمد عمران وقتله في بيروت، وآخرون من لجنته العسكرية صفاهم جميعاً حيث انتحر عبد الكريم الجندي، وقام حافظ بسجن كل من اعترض عليه حتى شارف على الموت أو مات بالفعل في جمهورية صيدنايا الأسدية.

‏3- اليوم يتهمون الطليعة المقاتلة ومعها الإخوان بالعمل المسلح، والسؤال ماذا لو فشلت الثورة السورية اليوم؟، كما فشلت انتفاضة الثمانينيات، هل سيتحمل الشعب مسؤولية ما جرى اليوم، لأنه حمل السلاح دفاعاً عن نفسه، كما حمّلوا مسؤولية ما جرى للطليعة والإخوان في الثمانيينات. الفارق اليوم هو أن الشعب المنتصر هو من يكتب الرواية وليس الجزار القاتل المجرم، وعليه لا بد من إنصاف جيل الثمانينيات الذي ثار على القاتل، كما أنصف الشعب نفسه اليوم بانتصاره، فسبُل التغيير سُدت على الثمانينيات، ولم يبق أمامه إلاّ السلاح بوجه القاتل الطاغية، ولو أن ثورة الثمانينيات حظيت بدعم عشرة بالمائة من الشعب الذي ثار اليوم، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه عام 2011، ولما احتجنا لهذه الثورة.

‏4- على المؤسسات الإعلامية التي تُصر على استضافة هذه الشخصيات الكريهة في تاريخ سوريا المجيد، إما أن تتوقف عن استفزاز السوريين باستضافتهم، أو أن يكون الشخص المحاور عارفاً بالتاريخ، وبأكاذيب العصابة الأسدية، فيناقشها ويحاورها مسلحاً بالمعلومة الدقيقة، كصحافي محايد، ملماً بتفاصيل تلك المرحلة، فالشراكة في القتل والتزييف سيّان. 

‏أخيراً نقول: هذه المرحلة مهمة للأجيال، ولا بد من أخذ كل وجهات النظر، وليس وجهة نظر العصابة الأسدية القاتلة المجرمة، إذ لا يحق لها أن تنطق، إلاّ ف محاكم تُنصب لها للدفاع عن نفسها أمام القاضي، أما أن تُروج لأكاذيب وخرافات، ظانّة أنها لا تزال تعيش في عصر جمهوريات تدمر وصيدنايا أيام حافظ وبشار، فذاك عصر انتهى إلى غير رجعة.. لقد الشعب عرف طريقه...