حماس لم تستسلم والعالم لن ينسى مذبحة غزة.. رؤية غربية واشنطن تحذر الحوثيين من أسوأ السيناريوهات ...حان الوقت للرد عليهم مجلس الأمن يعتمد قرارا دوليا جديدا خص به المليشيات الحوثية توكل كرمان: آن الأوان لحل القضية الفلسطينية وعلى العالم أن يقف إجلالاً لنضالهم المجلس العربي يدعو الى محاسبة ومحاكمة المسؤولين عن جرائم غزة وعدم إفلاتهم من العقاب وفقاً للقانون الدولي وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد يوقع في ختام مؤتمر الحج والعمرة عدة اتفاقيات تهدف لتقديم الخدمات النوعية للحجاج المليشيات الحوثية تترك قتلاها وجرحاها بالأزارق .. بعد مواجهات ضارية مع القوات المشتركة جنوبي اليمن الحكم على رئيس وزراء باكستان السابق عمران خان بالسجن 14 عامًا وزوجته 7 سنوات في قضايا فساد غارات أمريكية على محافظة عمران بايدن يكشف كواليس صفقة غزة ويتحدث عن أنفاق حماس التي وصفها بالمذهلة
مأرب برس ـ الرياض
المواطن العربي على مأثور " اللي ماله لسان ياكله الخنفسان
في حين تتوسع عيون المرصد العالمي لحقوق الإنسان على منطقتنا العربية، فإن ما تتجاذبه
المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ذات الوجه الإنساني والقلب السياسي ليس بالضرورة أن يكون من الصواب بمكان في شتى الحالات أو الانتهاكات، ولكن هذا لا يعني أيضاً أن منطقتنا العربية والخليجية بأي حال من الأحوال محصنة من هذه الانتهاكات .. وهذا حديث يطول تأتيك السياسة العربية فيه بالخبر اليقين !!
أما ما يثيرني في هذا الاتجاه هو حالة الإغفاء التي تمارسها بعض المؤسسات الحكومية تجاه مواطنيها، واشدد أنها مؤسسات وليست أنظمة، لأن النظام الذي لا يقيم وزناً لمواطنيه هو نظام استعباد واستبداد ، وهذا للحق تبرأ منه منطقتنا العربية، ولكنها تعيش حالة الإغفاء السابقة بسبب ما تمنحه هذه الأنظمة
لمؤسساتها من سلطة تُستغل للتهميش وانتقاص الحقوق، والإقصاء والضربين فوق وتحت الحزام.
هذا التصوير لمشهد غياب وتغييب الحقوق ليس جديداً ، لكن الجديد فيه تعامل هذه السلطات مع مَن يطالب بحقه تحت تُهم جاهزة تبدأ بإطالة اللسان وتنتهي بالتهور مع حكم جاهز بسحب ولائه .. وكأن الولاء لرموز المؤسسات والقائمين عليها !!
المواطن العربي في ظل هذه السياسات اللاحقوقية يعيش حالة من التراجع الولائي، لأنه بفقدان حقه من جهاز الدولة يسعى للحصول عليه من خلال ائتلاف طائفي أو حزبي أو قبلي ، فتنتشر أقطاب جديدة على ساحة المواطنة تنذر بخراب يسهل بعده إعدام المواطنة على مقصلة أعداء الخارج .
المعضلة الكبرى في هذا الاتجاه أيضاً أن السياسات المبنية على احترام ( ما حول المواطن) لا ( المواطن ) تقود مواطننا إلى التخبط الذي لا يلام عليه والذي يصفه السلطويون بالتهور .. وهم بالأساس سببه الرئيسي لأنهم يتعاملون مع صاحب الحقوق على أساس أنه يجهل ماذا يريد .. تماماً كمن ذهب إلى سوق الخضار ليبتاع برتقالاً بلدياً فإذا ما سأل عن جودته أجابه صانع القرار في السوق أن التفاح الذي لديه أمريكي 100% .. وشتان بين البرتقال البلدي والتفاح الأمريكي!
في تراثنا قالوا : " الإنسان اللي ماله لسان ياكله الخنفسان " من هنا تجد مواطننا يتحدث صارخاً مطالباً بحقوقه خوفاً من أن تضيع وحرصاً على إيصالها قبل يقضم الخنفسان لسانه !! .. ولكن ما الذي دعاه إلى ذلك ؟ .. الإجابة في أوراق آلاف القضايا الحقوقية التي اصفرّت على طاولات المسؤولين بين تسويف وربط خاطئ واستنتاج رديء!!
المطالبة بالحق جزء من ثقافة المواطنة ، والإلحاح في المطالبة فيه جزء من ثقافة الانتماء، والإصرار على تحصيله جزء من ثقافة المسؤولية .. أما السياسات اللاحقوقية فهي بلا شك هدم لكل هذه الثقافات ، ليبقى السؤال ما قيمة الوطن بدون مواطنة وانتماء ومسؤولية ؟!
هذه السطور دعوة إلى التفكير في كل ما من شأنه أن يعزز ويعمق نسق الوطن للجميع .. بعد أن نسأل مَن هم الجميع؟ جميع صنّاع القرار ؟! أم جميع المسؤولين ؟! أم جميع المستفيدين من هباته الكثار ؟!
الدعوة للتفكير عامة .. أما الدعوة للتغيير فهي دعوة خاصة .. وخاصة جداً.
* الباحث الرئيسي المشرف العام على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان.