آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

أصغر معتقل ما زال بعيدا عن عفو الرئيس
بقلم/ نشوان محمد العثماني
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 28 يوماً
الأحد 27 يونيو-حزيران 2010 07:51 ص

منذ الـ24 من فبراير "شباط" 2010, وماجد محسن فريد (17 عاما) معتقلا في سجن الفتح بمدينة التواهي عدن. ولما استبشرت أسرته بقرار العفو العام الذي أصدره رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح عشية الاحتفال بالعيد العشرين للوحدة اليمنية, وهو القرار الذي أمر الرئيس صالح بموجبه بالإفراج عن كافة السجناء في الشمال وفي الجنوب, لم يظل استبشارها كثيرا, إذ ما زال ماجدا خلف القضبان, وهو الطالب الذي كان ينوي التقدم للدراسة في كلية الطب هذا العام.. لكن هناك من لا يريد له ذلك, بل ويتحدى قرار الرئيس بعدم الإفراج عنه. (هذا على اعتبار أن الرئيس صالح لا يعلم أن قراره لم ينفذ بعد).

حين اعتقل ماجد محسن فريد (الحوشبي) وهو ذاهب ليؤدي صلاة الفجر في أحد المساجد القريبة من منزله في منطقة الحمراء التابعة لمديرية تبن, شرق مدينة الحوطة بلحج, تم تلفيق تهمة سخيفة لا أريد التحدث عنها؛ إكراما للقلم الذي يكتب هذا المقال, ولم يعتقل "ماجد" اعتقالا, بل أخفي قسريا, وظلت أسرته لأسابيع تبحث عنه في كل (زغاطيط) الجهات الأمنية ولم تجد له أثرا, وبعد فترة عرفت أنه في سجن الفتح بمدينة التواهي .

ووالد ماجد هو محسن فريد- سكرتير الدائرة التنظيمية للحزب الاشتراكي اليمني بلحج, ولعلكم من هذا تدركون لم أخفي وأعتقل, بل وعذّب, وحرم من دراسته ولا يدري أحد ما هو مصيره طالما أن هناك من يقف حائلا أمام الإفراج عنه .

وتصوروا معي أن "ماجد" كان ذاهبا إلى المسجد ليصلي الفجر في 24/2/2010, وحين وصل إلى جانب المسجد أُطلق عليه النار من كل اتجاه, وتم اقتياده وربطه على سارية.. أي إنسانية هذه, وأي أخلاق, بل وأي مبادئ تحكم هؤلاء البشر؟, جرائم تربأ أن ترتكبها حتى إسرائيل التي توصم بأنها الدولة العنصرية في العصر الحديث .

وإلا ماذا نسمي هكذا جرم بحق طفل ولد في عام 1993م, أخفي, ومؤخرا كشف لأبيه أنه تعرض للضرب والإهانة, وقبلها سجن في سجن الأمن العام في محافظة لحج قبل أن يؤخذ إلى مكان غير معلوم؟ .

إذا كان هؤلاء الذين تصفونهم أنهم جيل الوحدة, يعاملون بهكذا طريقة وحشية, فأي وحدة هذه التي سيحبونها؟. أنتم الذين تقولون إن الحزب الاشتراكي كان يسحل الناس في الشارع وكيت وكيت,, فماذا تفعلون الآن؟, مع أن الحزب الاشتراكي لم يُسجَّل على مر تاريخه أنه فعل هكذا مع طفل لم يبلغ السن القانونية بعد.. صحيح كان يقتل الكبار أحيانا لكنه كان يربي صغارهم على العكس مما تفعلون حين تعتقلون الصغار وتعذبونهم لتكووا بذلك آباءهم وأسرهم لأنهم مختلفون معكم ..

تخيلوا طالبا تمر عليه اللحظات داخل معتقله أو ربما زنزانته وباله يحلق بعيدا حيث الكلية والدراسة الجامعية, يرى زملاءه يتقدمون للدراسة وهو في سجنه يعاني الويلات.. وويلات ماذا؟ ..

والأدهى من ذلك أن السلطة أفرجت عن قادة في الحراك الجنوبي, في حين لم تفرج عن طفل, رافضة العفو الرئاسي في هذا الخصوص .

إنني هنا لا أستجدي السلطة الإفراج عن ماجد, فـ"ماجد" أقوى منها وأنبل وأجمل.. وهو يريها مقدار حماقاتها وبشاعتها, ولكني أستطيع أن أقول إن ما جرى لـ"ماجد" ويجري يعطي الحق كل الحق لمن ينادي بأي دعوة, ومن كان غير مقتنع بهذه الدعوة بعد, فسيقتنع بها طالما يرى وحشية هستيرية على طفل صغير ما زال عمره أقل من 18 عاما .

وأريد أن أقول لـ"ماجد": لا تجزع ولا تخف, إنما هي أيام وليال وسترى نور الحرية الوضاء.. وكرر دائما: "إما فتحنا ثغرة للنور, أو متنا على وجه الجدار".. أنت في سجنك ليس وحدك فقلوبنا معك, وستبقى معك, فبك نفخر ونفاخر, من صمودك وكبريائك نعتز ونكابر.. صحيح إنك صغير السن وما زلت طفلا يافعا, لكنك تعطينا حِكما عجز عن تسجيلها الكبار, فنقشتها أنت بأحرف من نور ..

ولأسرة ماجد أقول: لا تهنوا ولا تحزنوا.. ولدكم إنسان عظيم, وستجدونه بينكم قريبا, إن شاء الله.. أعطوه الشعور بالاعتزاز ولا تبلغوه أنكم قلقون عليه وحزنون.. فـ"ماجد" أراه أكبر من أن يعامل هكذا.. أظهروا أمامه التجلد قدر الإمكان.. إنه طفل يعطي الجميع دروسا بليغة في هذه الحياة ..

وللسلطة أقول: الليل مهما طال فلابد من شعشعة الفجر وطلوع النهار. ذاك النهار الذي سيمتد عابقا بالحكمة والتاريخ من المهرة إلى حجة, ومن نشطون إلى المخا, بل ومن صنعاء إلى عدن .

وللرئيس علي عبد الله صالح أهمس: إن كنت تريد اليمن كلها تحت إمرة رجل واحد فاجعل قرارات هذا الرجل تنفذ وبعدل وإنصاف.. وليس جميلا أن تسمع عن معاناة طفل هو أصغر معتقل على ذمة الأحداث في الجنوب, وتظل ساكتا وتعلم أن قرار عفوك في 21/5/2010 كان شاملا للجميع ولا يستثني الأطفال.. ومن البذخ أن تتحدث عن أجيال الوحدة طالما أن "ماجد" لم يعرف النور بعد, على الرغم من أنه كان مرجو منك أن تجبر من اعتقله على أن يطلق سراحه, وتقديم الاعتذار الواجب وبشكل رسمي.. فللأطفال كما تعلم قدسية خاصة لا ينبغي هتكها أيضا .

وعلى مرأى ومسمع أقول: الحرية أغلى شيء في الحياة .

nashwanalothmani@hotmail.com

*نقلا عن صحيفة "القضية".

عودة إلى نقطة ساخنة
الأكثر قراءة منذ أسبوع
د أحمد زيدانزلزال فتح دمشق..
د أحمد زيدان
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
إحسان الفقيه
إلى أين يتجه الرئيس ترامب؟
إحسان الفقيه
نقطة ساخنة
د/ أحمد عبدالواحد الزندانيدفاعا عن العلماء وتصويبا للفقيه (2-2)
د/ أحمد عبدالواحد الزنداني
د. محمد معافى المهدلينساءٌ إيرانيات حول الكعبة!!
د. محمد معافى المهدلي
مشاهدة المزيد