آخر الاخبار

الإدارة الأمريكية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات ضد دعم إيران للحوثيين ما يجهله الاباء والأمهات العرب عن الفوائد المدهشة للعناق ماهي أسباب تغير الوقت الضائع في مباراة الهلال والرياض من 8 ل13 دقيقة فقط؟ بطلب من منتخب الشياطين الحمر .. إختطاف جوهرة نادي بروج ترشيح زين الدين زيدان لتدريب احد المنتخبات الرياضية الأوروبية دراسة تحليلية تطالب المجلس الرئاسي والأحزاب بإسناد جهود رئيس الحكومة .. بن مبارك قام بتحريك ملف مكافحة الفساد ونشّط الجهاز المركزي للمحاسبة وأحال قضايا فساد إلى النيابة الإتحاد الأوروبي يمدد مهمة إسبيدس في البحر الأحمر عامًا آخراً النائب عيدروس الزبيدي يلتقي المدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز توكل كرمان خلال مؤتمر ميونخ للدفاع والأمن : التخلص من ميليشيات الجنجويد والميليشيات العابرة للحدود ضرورة عالمية 15 قاضية يمنية يتخرجن من برنامج شريكة حول إدارة العدالة الفاعلة وتأهيل القيادة النسائية في القاهرة

أزمة الحوار في اليمن ..؟؟
بقلم/ دكتور/محمد لطف الحميري
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 14 يوماً
الخميس 31 ديسمبر-كانون الأول 2009 04:57 م

بمجرد خروج الدعوة الرئاسية إلى الحوار لحل أزمات البلاد استبشر الناس خيرا بقرب تعافي الجسد اليمني من أمراضه المتتالية إلى درجة وصف تقارير دولية للدولة اليمنية بأنها تسير في طريق الفشل ، بل هناك من رأى في رسالة الرئيس علي عبد الله صالح إلى مجلس الشورى وتكليفه بالإشراف على تنظيم حوار وطني بأنها إدراك من النظام الحاكم لخطورة الأوضاع التي قد تتطور بشكل مأساوي لتحرق الأخضر واليابس ، لكن نشر تفاصيل الرسالة في وسائل الإعلام خيب آمال الكثير من المواطنين والمحبين لما كان يوصف باليمن السعيد والحريصين على رؤيته آمنا ومستقرا ، ذلك أن الرسالة التي حملت تاريخ 14-12-2009 تضمنت تفاصيل خريطة الحوار ومراميه ومن يدعى إليه لكنها لم تذكر إطلاقا من لهم علاقة مباشرة بالأزمات رغم تأكيد الرئيس في أكثر من مناسبة بأنه يريد حوارا جديا ومسؤولا يبتعد عن وصف حوار الطرشان ، المدعوون للحوار تحت قبة مجلس الشورى المعين هم عدد من زعماء القبائل و"العلماء" ورؤساء الأحزاب حتى المجهرية منها ورؤساء المجالس المحلية ورؤساء الكتل البرلمانية في مجلس النواب المنتخب من الشعب إضافة طبعا لكل أعضاء مجلس الشورى ورؤساء منظمات المجتمع المدني وهذا يعني أن لقاءات الحوار ستكون مجرد اجتماعات رسمية لبحث مشاكل اليمن التي من بينها طبعا الانقطاع المتكرر للكهرباء وربما تخرج هذه اللقاءات بالدعوة إلى الاصطفاف الوطني حول القيادة السياسية وسياساتها وإطلاق المزيد من الأوصاف ضد المخالفين والمطالبين بحقوقهم بأنهم خونة وعملاء للخارج ويهددون أمن البلاد والعباد وهذا برأيي عبث آخر يمارسه " المفكرون الإستراتيجيون " في الباب العالي لإطالة أمد الأزمات والتكسب من ورائها وتأخير مواعيد الاستحقاقات الدستورية وربما إلغاؤها بحجة عدم استقرار الأوضاع وفتح حدود البلاد وأجوائها للتدخلات الخارجية وفي النهاية ربما يفيق اليمنيون والعرب على بقايا بلد كان يسمى اليمن .

الأصل في أي حوار أن يكون غايته التوصل إلى حلول بين المختلفين والمتنازعين وأن يقدم طرفا الحوار تنازلات شجاعة لكن يبدو أن الحوار في صنعاء أصبح نوعا من المباريات السياسوية ، حيث بدأت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بإعلان ملتقى الحوار الوطني ودعت إليه كل من يهمه إنقاذ البلاد ورغم رؤاها الراديكالية للحل التي سطرتها في مشروع رؤية الإنقاذ الوطني إلا أن تحركاتها لا تزال حبيسة الصالونات المغلقة والمؤتمرات الصحفية ومجالس مضغ القات ولم ير المواطن المقهور أي فعل على الأرض يمكنه أن يجبر النظام على سماع أصواتها بل إنه استخف برؤيتها ووصفها بأقذع الأوصاف ، هناك من يقول: إن شخصيات بارزة في المعارضة وخاصة من حزب التجمع اليمني للإصلاح موالية للقصر الرئاسي وتحرص دوما على كبح أي فعل يضع المعارضة وجها لوجه مع النظام وهذه الشخصيات تعمل بجد على أن تمارس المعارضة حراكا منضبطا يصب في متطلبات الدور التمثيلي الهزلي في مسرح الديمقراطية اليمنية فقط .. إذ كيف يمكن لمعارضة سياسية تدعي أن لها تمثيلا شعبيا واسعا في الشارع لا تعبر سلميا عن معارضتها وتنديدها ببعض ممارسات السلطة التي يصفها رموز المعارضة في مجالسهم بأنها رعناء ولا تحترم الدستور والقانون وتلعب بالنار في كل قضايا الوطن وتطيل أمد الحروب .

إن تعدد الأزمات والجبهات المفتوحة يفرض على السلطة والمعارضة موقفا جديا يجعل من الحوار الوسيلة الوحيدة لإعادة التوازن للسفينة التي أوشكت على الغرق وإذا لم تفلح الحكمة اليمنية في لم شمل اليمنيين وحل خلافاتهم فلن تفلح دولارات الأمريكيين ولا طائراتهم ولن تفلح مساعدة الجيران مهما كان حجمها بل إن التعويل على الخارج قد يجعل البلاد تحت الوصاية الدولية وذلك ما لا نتمناه .

M_HEMYARI_Y@YAHOO.COM