إيران تفضل استخدام وكلائها العرب ضد خصومها.. واشنطن وطهران.. خطوات «خاطئة» قد تقود الشرق الأوسط لحافة الهاوية
صحيفة أمريكية تكشف عن تزويد واشنطن للسعودية بشحنة اسلحة متطورة- اكثر من 10 ألف قنبلة توجه بالليزر
وقفة احتجاجية قبلية تطالب بالافراج عن اللواء الركن علي محسن الهدي الموقوف في السعودية
مؤتمرات المحافظات.. محاولة لإنقاذ العمل السياسي في البلاد أم حالة تفتيت وانقسام؟
يونيسف: ''تضرر 180 ألف شخص جراء السيول في اليمن وهناك حاجة ماسة إلى 4.9 ملايين دولار''
الجيش يفشل تحرك جديد للحوثيين في تعز
الانتقالي يتحدى الجميع في عدن ويتمرد من جديد
تدابير خفض التصعيد الإقتصادي وخارطة الطريق.. المبعوث الاممي يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن
بيان لواشنطن حول استيلاء الحوثيون على مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
موسكو: مباحثات روسية يمنية في ثلاث مجالات عسكرية
لم يكن المواطن دماج علي محمد، من أهالي مدينة تعز اليمنية، يعلم أن المولد الكهربائي الذي اشتراه لتجاوز محنة انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل سيتحول في يوم ما إلى كتلة من اللهب تحرق أجساد عائلته، وتحولها إلى جثث متفحمة وأرقام جديدة في قائمة ضحايا حوادث المولدات الكهربائية باليمن.
في تلك الليلة الرهيبة، وبعد أن بدأ الظلام يعم أرجاء المنزل المكون من ثلاث غرف صغيرة في منطقة الأمجود بمديرية شرعب السلام، حاولت الزوجة تزويد المولد الكهربائي بالوقود لإنارة البيت، لكن حريقا مفاجئا شب في عبوة البنزين والمولد الكهربائي تسبب فيه فانوس مشتعل كان يحمله طفلها إلى جوارها، فوقعت الفاجعة.
توسع الحريق بشكل سريع بسبب وجود كميات مخزنة من الوقود بالغرفة، وانتقل باتجاه الحجرة المجاورة التي كان فيها بقية أفراد العائلة المكونة من 12 فرداً، ولم يتمكن أحد ممن كانوا في البيت من إيقاف الحريق أو الهرب بعد أن حاصرتهم جميعاً ألسنة اللهب.
يتحدث أحد أقارب ضحايا الأسرة المنكوبة طاهر غانم قاسم عن مشاهد مروعة لجثث متفحمة جراء هذا الحادث الذي أسفر عن وفاة ثمانية من أفراد الأسرة، بينهم ستة أطفال أصغرهم لم يبلغ بعد عامه الثالث، وامرأة مسنة في العقد السابع من العمر، بينما تم إنقاذ ثلاثة أطفال لا يزالون يرقدون في المستشفى للعلاج، وصفت حالتهم بالحرجة.
غياب التجهيزات
وقال طاهر ومعالم التأثر بادية على وجهه "سمعنا صرخات شديدة تتعالى من داخل المنزل، حيث رأينا أجساد خمسة من الأطفال الغضة وقد تحولت في لحظات إلى جثث متفحمة سوداء اللون بعد أن وقفنا عاجزين عن إنقاذهم وإخماد الحريق".
وأشار إلى أن عدم توفر الأجهزة الخاصة بإطفاء الحريق وكذلك عدم وجود وحدات صحية في المنطقة ضاعف من عدد الضحايا، علما بأن المنطقة الريفية التي شهدت الحادثة تبعد عن مدينة تعز بنحو خمسين كيلومترا.
وأضاف "كانت ابنتي خديجة التي ذهبت إلى المنزل قبل الحادثة بلحظات بهدف شحن بطارية الهاتف النقال مع أمها ضمن ضحايا الحادث، حيث توفيت البنت بينما أصيبت الأم بحروق بالغة".
ويأتي هذا الحادث ضمن عشرات حوادث الوفاة والإصابة بسبب المولدات الكهربائية باليمن، وكان الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول الماضي قد شهد تسجيل ثلاثة حوادث متتالية أسفرت عن مصرع 15 وإصابة أكثر من ثمانية في حوادث متفرقة بمحافظات إب وتعز وذمار.
وفي العشرين من أغسطس/آب الماضي قضى 15 مواطناً بمحافظتي ريمة وحجة اختناقاً بغازات المولدات الكهربائية, وفي يوليو/تموز الماضي قضى 19 بالمحويت في انفجار مولد كهربائي أيضاً, كما تسبب انفجار مولد كهربائي بمحافظة ذمار الأسبوع الماضي في اندلاع حريق في أحد معارض المفروشات مما خلف خسائر مادية كبيرة.
ويرجع مختصون تصاعد حوادث المولدات الكهربائية خلال الفترة الأخيرة في اليمن إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتكررة، والإقبال الكبير على شراء تلك المولدات حيث يتم تسجيل غياب أدنى معايير السلامة عند الاستخدام.
ويري المهندس الكهربائي عبد الله محمد حسان أن معظم الحوادث التي تتسبب فيها المولدات تكون بسبب تسرب شرارات كهربائية من المولد قد يؤدي إلى اشتعال حريق أو الاختناق بالغازات المنبعثة منه, وكل ذلك نتيجة الجهل بكيفية التعامل معها من قبل المواطنين.
ويلجأ اليمنيون لاستخدام المولدات بديلاً عن الكهرباء الحكومية التي يعاني المواطنون من حالات انقطاعها المتكرر نتيجة تقادم محطات التوليد، وتعرض المحطة الرئيسية التي تعمل بالغاز لهجمات تخريبية من قبل مسلحين.