آخر الاخبار

مليشيات الإرهاب تعاود التحشيد ضد قبائل الجوف والأخيرة تستنفر قبائلها وتتحرك لخوض المواجهة عبد الملك عاطف..ماذا تعرف عن ثعبان الحوثيين أحد أبرز أعضاء الشبكة المالية السرية للمليشيات عبر شركة صرافة مرتبطة بإيران؟ دولة ذات غالبية مسلمة تمنع دخول الإسرائيليين بسبب جرائم الكيان الصهيوني في غزة معلومات ووثائق تفضح كيانات وشركات ومجموعة مالية سرية مرتبطة بـ «عبدالملك الحوثي» - قائمة مسؤولي الشركات الحوثية الجديدة   تقرير أممي يتحدث عن نفاد احتياط الدولار في مناطق سيطرة الحوثيين ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب.. حكم دولي يكشف عن حالتين تحكيميتين مثيرتين للجدل في مباراة دورتموند وريال مدريد العليمي يكشف أسباب وأهداف قرارات البنك المركزي الأخيرة ويُطمئن القطاع المصرفي والمجتمع الدولي زيارة أمير قطر إلى الإمارات وهذا ما بحثه مع محمد بن زايد مبابي يوقع لريال مدريد بمكافئة تزيد عن 100 مليون يورو يحدث لأول مرة.. الحوثيون استهدفوا سفينة كانت متجهة إلى إيران وهذه حمولتها ''صور''

عن الرزق الذي لم ينله الملوك وأصحاب الثروات
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: سنة و شهر و يوم واحد
الثلاثاء 02 مايو 2023 05:29 م
 

محبة الناس لشخصية من الشخصيات هي رزق من الله ، قد يرزق الله بعض الناس أموالا كثيرة ، ولكنه لا يستطيع بثروته الكبيرة التي ربما تمكنه من شراء جزر ومدن وذمم كثيرة أن يشتري محبة الناس.!

مهما أنفق على المؤثرين ، ومهما أشادت به وسائل الإعلام ، وكتبت عنه الأقلام لا يجد محبة حقيقية عند الناس ، والمحبة غير المجاملة التي تأتي من قبل البعض طمعا بما عنده ، أو مداراة البعض له إتقاء لشره . محبة الناس لشخص دون غيره هي علامة من علامات القبول ومحبة الله له ، فالله اذا أحب عبده بث محبته بين خلقه. فقلوب الناس أمرها لله وحده ، ولا سلطان لأحد عليها مهما بلغت سلطته ، أو عظمت ثروته .!

وهذا هو مصداقا لحديث رسول الله ﷺ الذي أكد هذه الحقيقة قبل 14 قرنا بقوله : " إن الله إذا أحب عبداً نادى جبرائيل إني أحب فلاناً فأحبه، ثم ينادي جبرائيل في أهل السماء: أن الله يحب فلان فأحبوه ، ثم توضع له المحبة في الأرض " . والمحبة التي أقصدها هنا هي تلك المحبة التي يقوم بها الناس تجاه هذا الشخص دون دافع دنيوي ، محبة عفوية وإن لم يعلم بها ، تهفو إليه قلوبهم ، وتتطلع إليه أبصارهم بالحب والتعظيم والإجلال ، يستمعون لحديثه ، ويعملون بنصائحه ، ويقبلون وساطته ، ولا يردون له طلبا ، وهذا برأيي من أعظم أنواع الرزق . بعض الناس بمجرد أن تراه يدخل قلبك ، بمجرد أن تستمع له عدة دقائق يستولي على تفكيرك ومشاعرك ويستوطن وجدانك بلا استئذان .

وقد تصنع وسائل الإعلام والخطابة والفصاحة والمواقف كاريزما كبيرة لشخصية من الشخصية ويصبح لها التأثير الكبير والحضور الفاعل في واقع الناس ، ولكن ليس لها محبة عندهم .! خذوا مثلا :

في اليمن كم ظهر من علماء ، وكم عرف الناس من مشايخ وفقهاء ؟! كثيرون . فهل ملك القلوب كشيخنا العلامة القاضي محمد بن إسماعيل العمراني - رحمة الله تغشاه - ؟! كم أدهشتنا روحه المرحة المحلقة التي تجسد سمو العظماء وبساطتهم في آن واحد ، وكم استصغرنا أنفسنا بجوار ذلك الجبل الأشم والعملاق الذي حباه همة عالية أحيت أمة ، ومنحه الله نشاطا كبيرا وحرصا عظيما على استثمار الوقت في الجديد والمفيد وذلك الحرص الكبير على إفادة الناس وتفقيههم أمور دينهم .

العلامة العمراني العالم الجليل كان قمة في التواضع والبساطة واللين واللطف ، كل من عرفه من قرب أحبه وتعلق به لصدقه وعفويته وبساطته وروعة حديثه ، ولذا فقد كان الجلوس معه متعة لا تضاهيها متعة لجميل حديثه وحلاوة ألفاظه وحسن مفاكهته ، فهو حين يتحدث يجذب إليه كل حاضر أو مشاهد ومستمع ، فقد تميز بأسلوبه الرائع المتفرد الممزوج بالدعابات الجميلة والقصص المشوقة والأحداث والمواقف التي يرويها فيستفيد كل من يسمعه .

ومنذ ظهور التلفاز في السعودية كم تحدث به من علماء وشخصيات فهل أحب الناس شخصية من هؤلاء كما أحبوا الشيخ علي الطنطاوي - رحمة الله تغشاه - ؟!

كان للشيخ علي الطنطاوي برنامج اسمه " نور وهداية " و " برنامج " على مائدة الإفطار " ، وكان الناس يستمعون إليه وهم يتناولون الإفطار في رمضان بكل شغف وانتباه ، والشيخ يتحدث بتلقائية محببة وعفوية صادقة ، ويروي مواقف وقصص عاشها وأحداث شهدها ، ويوجه النصائح بأسلوبه اللطيف الخفيف فيمر برنامجه بسرعة وينتهي وأنت تستمع له بكل بشغف ومتعة ، في حين أن غيره كثيرون يتعبون في الإعداد والقراءة وتحضير أنفسهم ، ومع هذا يحصد الشيخ بعفويته ما لم يحصده غيره بالكثير من العناء. والإعداد .!

والعلامة العمراني والشيخ الطنطاوي مجرد أمثلة لشخصيات بينها وبين الله سر وهو " الإخلاص " ، هذا السر الذي يفتح الله لك به القلوب ، ويرزقك القبول والتأثير ومحبة الناس ، وهو ما لم ينله الملوك رغم قدراتهم ، وأصحاب الثروات رغم ملياراتهم . فتأمل.